%20 من مواطني أيسلندا سافروا روسيا خلف منتخبهم.. هل كان الفراعنة يستطيعون فعل ذلك؟

الأحد، 17 يونيو 2018 08:00 ص
%20 من مواطني أيسلندا سافروا روسيا خلف منتخبهم.. هل كان الفراعنة يستطيعون فعل ذلك؟
منتخب أيسلندا في كأس العالم روسيا 2018
كتب محمود حسن

أن يجد منتخب رياضي ينافس في بطولة عالمية كبرى، 20% من سكان بلاده، يرحلون خلفه في الملاعب والمدرجات لتشجيعه والهتاف باسمه، فهذا أمر داعم ومشجع على تحقيق نتائج إيجابية، فهل تستطيع جماهير كل المنتخبات فعل هذا؟

النسبة التي نتحدث عنها ضخمة للغاية، وتعني أن كل فرد في الجهاز الفني للمنتخب سيجد بين الجماهير المحتشدة في الطرقات والمدرجات والشوارع مئات من جيرانه وأهله وأصدقائه ومن يعرفهم بشكل مباشر، هذا هو حال لاعبي منتخب أيسلندا وهم يخوضون منافسات كأس العالم روسيا 2018، بينما يهتف باسمهم خُمس مواطني لادهم.

في مباراته الأولى بعد ظهر السبت، تألق منتخب أيسلندا أمام الأرجنتين ونجح في اقتناص التعادل من أحد الفرق المرشحة بقوة لنيل البطولة، رغم أنها المرة الأولى التي يشارك فيها منتخب الجزيرة الواقعة بالقرب من القطب الشمالي في المونديال، الطريف في الأمر أن 20% تقريبا من سكان أيسلندا قدموا طلبات لشراء تذاكر حضور المباريات في المونديال، وهو أمر غير مستغرب في ظل أنها واحدة من أقل دول العالم في تعداد السكان، إذ يقطنها 340 ألف نسمة فقط.

في فبراير الماضي كشفت سفيرة أيسلندا بالعاصمة الروسية موسكو، في تصريحات صحفية، أن واحدا من كل 5 مواطنين قدم طلبا لشراء تذكرة في المونديال، أى نحو 68 ألف مواطن، إذ يشهد منتخب أيسلندا في السنوات الأخيرة صعودا كرويا كبيرا، فقد حقق مفاجأة كبيرة في بطولة يورو 2016 التي أقيمت في فرنسا، بالوصول إلى الدور ربع النهائي والنجاح في الإطاحة بإنجلترا، وكان عدد السكان الحاضرين في البطولة يعادل 10% تقريبا من إجمالي سكان البلاد، أي أكثر من 30 ألف مواطن.

الطريف في الأمر هو الحوار الذي أدلى به هيمير هالجريمسون، المدير الفني لمنتخب أيسلندا لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، الذي يعكس التغير الكبير في واقع صلة جماهير أيسلندا بمنتخبهم، إذ يقول إنه لم يكن هناك حماس أو دعم حقيقي للمنتخب في 2011 حينما تم تعيينه وقتها مساعدا للمدرب السابق، وهو الأمر الذي اضطره للذهاب إلى الحانات قبل كل مباراة، وتحفيز المواطنين للاهتمام بمنتخب بلادهم، بل وعرض التشكيلة الأساسية عليهم، وعرض فيديوهات تحفيزية لتدريبات اللاعبين، والاستماع إلى اقتراحات المواطنين.

ومن المثير للدهشة مواصلة المدرب لهذه العادة فيما بعد، إذ يحرص على الالتقاء بحشد من المشجعين في حانة قريبة من الاستاد قبل المباراة، وعرض الخطة عليهم، ويقول لموقع الفيفا: "أذهب إلى الحانة قبل كل مباراة لأعطيهم تقريرا عن الخطة التي سنتبعها. ولذا فهم أول من يعرفون التشكيلة الأساسية وطريقة اللعب".

ونظرا لقلة عدد السكان، فإن عددا من المشاهد غير المألوفة شهدتها الدولة الصغيرة اليوم، فنقلت وكالة "يورونيوز" أن كثيرين من العرسان أجلوا احتفالهم بالزواج بسبب كاس العالم روسيا 2018، كما أن العديد من الكنائس التي تُحجز للمناسبات كانت خالية، رغم أنه موسم زواج في ضوء تحسن الجو في الجزيرة الواقعة أقصى شمال الكرة الأرضية خلال الصيف، الأكثر من هذا أن الوكالة نقلت أن الجنازات التي تُقام عادة في أيام السبت كانت أقل من المعتاد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق