حكايات من مواقف مصر.. كيف تسير الأمور بين الركاب وسائقي سيارات الأجرة بالمحافظات؟

الأحد، 17 يونيو 2018 08:00 م
حكايات من مواقف مصر.. كيف تسير الأمور بين الركاب وسائقي سيارات الأجرة بالمحافظات؟
مواقف سيارات الميكروباص _أرشيفية
كتب محمد أبو النور

عندما تتجه لمواقف سيارات الميكروباص، منطلقا من القاهرة للمحافظات أو العكس، فلابد أنك شاهدت لافتات بالموقف مدون عليه سعر أو تعريفة الركوب إلى الأماكن التي ستتجه إليها السيارات، وربما أيضا لاحظت أن الأجرة مدونة على «تكت» يظهر من زجاج السيارة الأمامي، ومع ذلك تسأل: «الأجرة كام يا أسطى؟؟».
 
وعلى خلاف ما تتوقع، أو على غير ما تنتظر، يأتيك رد السائق بهذه العبارة: «كل سنة وأنت طيب يا بيه دى أيام مواسم»، هنا تتأكد أن السائق سوف «يلطش» منك أكثر أو أزيد من تعريفة وتسعيرة وأجرة الركوب، فخلال السفر من الجيزة لبنى سويف، سأل أحد الركاب السائق في بداية تحرك السيارة عن الأجرة، فكان رد السائق: «اللي تدفعه».
 
فكرر الراكب السؤال، فقال السائق: «الأجرة من الجيزة لإهناسيا ببني سويف (22 جنيها) حسب تعليمات المرور، ولكن الـ عاوز يدفع (25 جنيها) يكون خيرا، لأن كل (السواقين) بيحمّلوا بـ 25 جنيها».
 
لم يكتف السائق بذلك بل أضاف: «وياريت لو أي كمين مروري سألكم عن الأجرة بكام.. قولوا بـ 22 جنيها، حتى لا يعكننوا علينا».
 
المهم انطلقت السيارة، وفي الطريق رفض أحد الركاب دفع أكثر من تعريفة الركوب المقررة وهي (22 جنيها)، غير أن السائق أخذها منه ولكن بعد شد وجذب وتهديد من الراكب باللجوء لأقرب نقطة شرطة أو مرور.

عملية حسابية
في نفس موقف المنيب بالجيزة أيضا، انطلقت سيارة أجرة أخرى، وطلب السائق (25 جنيها)، فقال له أحد الركاب: «أجرتك 22 جنيها فقط يا أسطى».
 
غير أن السائق بدأ في سرد عملية حسابية طويلة عن سعر البنزين والزيت وأجرة السائق يوميا وحساب الكارته ورسوم الطريق، وخلص من ذلك إلى أن (22 جنيها) لا تكفى لخروج السيارة من بيت صاحبها أو جراجه، وأنه لو لم يحصل على (25 جنيها) من الراكب تكون المشاوير رايح جاي بالخسارة عليه وعلى السيارة، علما بأن هذا السائق «لهف» 42 جنيها وهو فارق السعر مابين 22 إلى 25 جنيها للأجرة.. بينما حصل سائق آخر على 48 جنيها زيادة على أجرة السيارة عموما نتيجة زيادة الأجرة من 22 إلى 25 جنيها في «الفردة» أو النقلة الواحدة.

المواقف تحت السيطرة
في حوالي 27 موقفاً رئيسيا للسيارات الميكروباص بالمحافظات، علاوة على أكثر 200 موقف تابع أو فرعي، إضافة إلى عشرات المواقف العشوائية، التي تستقبل مئات الآلاف من الركاب يوميا، وخاصة بعد نهاية أجازة عيد الفطر المبارك،بالوجهين البحري والقبلي، تسيطر عليها حكايات ومشاكل رفع أجرة أو تسعيرة الركوب للقاهرة الكبرى ذهابا وإيابا، غير أن لغة العقل هي التي تسود حتى الآن نتيجة لتواجد مسؤولين بهذه المواقف، لتدارك أي أزمة ووأدها في المهد.

خد رقم السيارة وبلّغ المرور
كل هذا الحوار والنقاش والجدل، كان قبل زيادة أسعار البنزين، غير أن الحال تغير وتم رفع الأجرة أو تعريفة الركوب من جانب الساقين في المحافظات بنسب معينة، فسألت أحد رجال المرور الذي تحفظ على ذكر اسمه، عن ماذا يفعل الراكب لو رفع السائق الأجرة عليه؟؟.
 
فكانت الإجابة: «بعد رفع أسعار البنزين هناك حملات مرورية مستمرة، ومتابعة من إدارة المواقف ومن المحافظة لكل المواقف التي تقع في نطاقها، للتأكد من التزام السائقين بالأجرة المقررة وبالنسب المحددة، ومن يخالف ذلك سوف يقع تحت طائلة القانون، وعلى كل مواطن أو راكب حدث معه تجاوز ورفع للأجرة بطريقة مبالغة أن يدون رقم السيارة ويتجه بها لأقرب مرور وسوف يتم محاسبة السائق الذي يخالف هذه القواعد واللوائح المرورية فيما يتصل بتعريفة الركوب».

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق