دراسة حديثة توضح: كيف يؤذي دعم الوقود الفقراء؟ (صور)

الخميس، 21 يونيو 2018 08:00 ص
دراسة حديثة توضح: كيف يؤذي دعم الوقود الفقراء؟ (صور)
وقود
مصطفى النجار

كشف المركز المصري للسياسات العامة عن دراسة قام بها مؤخرا حول زيادة أسعار الوقود الناتجة عن رفع الدعم الموجه للسلع البترولية.

وأوصح المركز أن مصر قد قامت خلال السنين السابقة وبشكل متكرر رفع الدعم عن المحروقات بشكل جزئي، تدعم مصر المحروقات منذ عدة عقود بطرق تجعل أسعار المحروقاتللمصريين أقل من نظائرهم في دول العالم. هذه السياسات تثقل كاهل الأغنياء والفقراء على حد سواء عن طريق فرض المزيد من الضرائب لسد فجوه الموازنة العامة التي تتكبد عبءالدعم ، ويجب أن نجزم أن دعم الطاقة يذهب إلى الاغنياء بطريقة مباشرة، إن البلدان الغنية مثل المملكة العربية السعودية والدول الفقيرة مثل مصر، ودول أخرى كثيرة مثل ساحل العاجوالبرازيل حزوا حزو مصر لرفع الدعم عن المحروقات.

 

من الذي يدعم أسعار الوقود ولماذا؟

وبحسب الدراية للوهله الأولى قد يتخيل البعض أن الدولة هي التي تدعم أسعار الوقود، ولكن لا تعتمد الدولة المصرية في إيراداتها على مال خاص، حيث أنها لا تمتلك هذة الشركاتالناجحة التي تؤتي بثمارها على الموازنة العامة للدولة، وبذلك فإن المصدر الرئيسي للموازنة العامة للدولة هو الضرائب والذي يمثل ما يقرب من 70% من حجم إيرادات الدولةالمصرية. وبالتالي تبقي الإجابة على السؤال واضحة فإن التوجة السياسي للدولة هو الذي يحدد سياسة الدولة تجاه الدعم، ولكن تكلفة الدعم المادية تأتي قولًا واحدًا من الضرائب، وبما أنجميع فئات الشعب المصري خاضعه للضرائب المباشرة وغير المباشرة، فهي المتكبد الأول لفاتورة الدعم


كيف يؤذي دعم الوقود الفقراء؟

المشكلة هي أن المستهلكين الفقراء يحصلون على جزء صغير من الدعم بشكل لا يتناسب مع حجم الضرر الواقع عليهم. وذلك لأن الدعم يجعل أسعار الوقود زهيدة، وهذا لا يعود بالنفعبشكل مباشر على أصحاب الدخول البسيطة اللذين لا يمتلكون سيارات فارهه ويستخدمون إضاءات كثيفة، ولكن يستفيدون بشكل غير مباشر من الأسعار الأخرى، على سبيل المثال، عنطريق خفض تكاليف النقل للأغذية.

ومع ذلك ، لا تستفيد الأسر الفقيرة، سوى بجزء صغير من إجمالي استخدام الوقود. ونتيجة لذلك  يحصل المستهلكون من أغنى 20% من السكان في المتوسط على ستة أضعاف الفائدةالكلية من دعم الوقود، بينما يحصل أفقر 20% على ما يقارب 1%، ويختلف ذلك بإختلاف نوع المواد الاحفورية وعلى سبيل المثال تعد ملكية المركبات منخفضة بين الأسر الفقيرة، لذافإنها تحصل على فائدة مباشرة ضئيلة من انخفاض أسعار البنزين. من ناحية أخرى، بما أن الأسر الفقيرة أقل ارتباطاً بالشبكة الكهربائية، فإنها تمثل حصة أكبر من استهلاك  الكيروسينوتستفيد أكثر من دعم هذا الوقود.


يقدم الرسم البياني التالي من دراسة صندوق النقد الدولي تقديرات لتوزيع مزايا الدعم لأربعة أنواع من الوقود المهمة

وبالتالي ينشأ الضرر الذي يلحق بالفقراء عن طريقة آليات الدعم التي لا تستهدف الفقراء، حيث يستنزف دعم المواد البترولية ميزانية الحكومة المصرية حيث تعرف الموازنة المصريةبموازنة الـثلاثة أجزاء حيث يستحوز كل من الدعم على 30% وخدمة الدين على 30% والأجور والمرتبات على 30%، ويذهب 70% من حجم الدعم إلى دعم الطاقة، لذا من واجبالحكومة أن ترفع الدعم على الطاقة وتستبدلة بمنظومة تفيد الفقراء بطريقة أكثر استهدافًا.

في إندونيسيا والمملكة العربية السعودية، تصل إعانات الوقود إلى حوالي 14 بالمائة من ميزانية الحكومة. بالنسبة لليمن، فإن الرقم هو 20 في المائة، وبالنسبة لمصر، فهو يشكل مقلقاًبنسبة 30 في المائة كما زكرنا أنفًا. ويمكن استخدام نفس الأموال التي تم تبديدها الآن بشأن دعم الوقود لدعم الإنفاق العام على التعليم أو الصحة أو غيرها من البرامج التي تستهدفالفقراء بشكل أكثر كفاءة. وينبغي أن يكون تحرير الأموال العامة لهذه الاحتياجات أحد الأهداف الرئيسية لإصلاح أسعار الطاقة.

FullSizeRender
FullSizeRender_1
FullSizeRender_2
 
FullSizeRender_3

كيف يؤذي دعم الطاقة الأغنياء؟

وبما أن المستهلكين ذوي الدخل المرتفع يحصلون على الجزء الأكبر من الفائدة من سياسات الدعم التي تذهب بأسعار الوقود إلى ما دون مستويات السوق العالمية، فقد نعتقد في البداية أنهمسيكونون مستفيدين صافين من برامج الدعم، ولكن هذا ليس صحيحًا بالضرورة. ولأن الدعم بطبيعة الحال يضر كل من الإغنياء والفقراء سوف نوضح ذلك فيما يلي:

أولًا، الضرائب هي المصدر الرئيسي لإيراد الموازنة، وبالتالي مزيد من دعم الطاقة يعني بالضرورة مزيد من الضرائب المباشرة وغير المباشرة،  حيث يتعين على المواطنين الأثرياءتغطية تكاليف ميزانية دعم الوقود من خلال ضرائب الدخل وضرائب الاستهلاك. ولا ننسى أن الضرائب على الدخل في مصر هي ضرائب.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق