صوت الأمة تكشف دلائل على تواطؤ فيفا مع BeIN Sports ضد مصر والشرق الأوسط (وثائق)

الجمعة، 22 يونيو 2018 10:00 ص
صوت الأمة تكشف دلائل على تواطؤ فيفا مع BeIN Sports ضد مصر والشرق الأوسط (وثائق)
الدكتور أمير نبيل رئيس جهاز حماية المنافسة
كتب محمد أسعد

 

قبل أكثر من قرن من الزمان، أنشأ الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، وبالتحديد عام 1904، وفي عام 1930 انطلقت أول بطولة كرة الكرة لكأس العام، ليصبح الحدث الكروي الأهم والأبرز في العالم كل 4 سنوات، والهدف الأساسي والأسمى من تلك البطولة هو التفاهم والتقارب بين شعوب العالم، بعيداً عن النزاعات والصراعات بين الدول.

ومع مرور الوقت، وقع الاتحاد على مدار تاريخه في براثن الفساد، وتورط عدد من قياداته في وقائع فساد ورشاوى وممارسات غير أخلاقية، ومخالفة القوانين واللوائح، خاصة فيما يتعلق بحقوق بث المباريات في تصفيات كأس العالم.

حقوق بث مباريات كأس العام تحديداً يدور حولها الشبهات ووقائع الفساد منذ سنوات عديدة، وتحولت لشبكة عصابة ترتكب جرائمها في حق بعض دول العالم، بحرمان المشاهدين بسبب الحقوق الحصرية التي تمنح لبعض الشبكات، وعلى رأسها شبكة «بي. إن. سبورتس».

وسبق وأعلن مكتب المدعي العام السويسري فتح تحقيق جنائي بحق الأمين العام السابق للفيفا جيروم فالكه والرئيس التنفيذي لمجموعة «بي. إن. سبورتس» الإعلامية القطري ناصر الخليفي، بشأن منح الحقوق الإعلامية لكأس العالم، بسبب صلات عمليات غير قانونية بين فالكه والخليفي تتعلق بمنح حقوق بث مباريات كأس العالم، 2018 و2022 و2026 و2030. كما يتهم التحقيق فالكه بقبول مساعدات غير مستحقة من رجال أعمال.

وشمل التحقيق، وهو الأخير ضمن سلسلة فضائح فساد طالت الاتحاد الدولي وكرة القدم العالمية خلال العامين الماضيين، تنفيذ عمليات تفتيش في أماكن عدة منها المكاتب الباريسية للشبكة القطرية، بالتعاون مع السلطات المختصة في فرنسا، اليونان، إيطاليا وإسبانيا، تم تنفيذ عمليات تفتيش في آن واحد وفي أماكن مختلفة».

وعبر الموقع الإلكتروني، للاتحاد الدولي لكرة القدم، تبين لـ «صوت الأمة» مدى الفساد الواقع من الفيفا بالتواطؤ مع شبكة «بي. إن. سبورتس» بمنحها حقوق بث مباريات كأس العالم المقام حاليا في روسيا، بشكل حصري، في مصر ودول الشرق الأوسط، وعبر كافة الوسائل التليفزيونية والراديو والانترنت والتليفون المحمول.

ناصر الخليفي

ناصر الخليفي

ومن خلال الإطلاع على الوثائق المنشورة بموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم، حول حقوق بث مباريات روسيا2018 في دول العالم،fifa world cup Russia final draw media rights licensees، يتبين أن الفيفا مكنت شبكة «بي. إن. سبورتس» من الحصول على حقوق بث المباريات بشكل حصري في كلا من مصر، والسعودية، والبحرين، والإمارات، والكويت، والأردن، والعراق، واليمن، وسوريا، وعمان، وفلسطين، ولبنان، والجزائر، وليبيا، والمغرب، والسودان، وتونس، وجيبوتي.

3
 
5
 
6
 
7
7
10

 

11
 

لكن الوضع يختلف تماماً في تعامل الفيفا مع حقوق بث المباريات في باقي دول العالم، خاصة في الدول الأوروبية، حيث وجدنا أن الاتحاد الدولي لكرة القدم سمح لأكثر من وسيلة ولأكثر من كيان في الحصول على حقوق البث في تلك الدول، من بينها الكيانات الرسمية الحكومية «الأرضي» وبدون تشفير، ولذلك لتمكين شعوب تلك الدول من مشاهدة المباريات بدون أية اشتراكات، وحتى تكون متاحة للجميع.

ويعلق الدكتور أمير نبيل، رئيس جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، في تصريحاته لـ «صوت الأمة»، بقوله إن الفيفا تعاملت مع شبكة «بي. إن. سبورتس»، وأعطت للشبكة حقوق البث الفضائي والأرضي والبث عبر الانترنت والتليفون المحمول، في مصر ودول الشرق الأوسط، بعكس الدول الأوروبية على سبيل المثال.

الدكتور أمير نبيل، رئيس جهاز حماية المنافسة
الدكتور أمير نبيل- رئيس جهاز حماية المنافسة

يضيف إنه في فرنسا تم عمل مزايدة وحصل التليفزيون الفرنسي على حق بث 28 مباراة مجانية، وسبق وحدث نزاع قضائي بين انجلترا وبلجيكا من جانب، والفيفا من جانب آخر فيما يتعلق بحقوق بث مباريات كأس العالم 2014، حيث أرادت الفيفا بيعة بشكل حصري، لكن الدولة الانجليزية رفضت ذلك، وقالت إن كأس العالم حدث من الأهمية الكبرى التي لا يمكن فيها أن يباع لكيان واحد فقط، وعلى الأقل يباع لكيانين يستطيع أحدهما أن يقدم خدماته مجانا للجمهور، وتقدمت بشكوى لمفوضية المنافسة الأوروبية والتي أيدت مطلبها ضد الفيفا، وأيدته كذلك محكمة العدل الأوربية، وتم منح البي بي سي حقوق بث مباريات كأس العالم كاملة للشعب الانجليزي مجاناً.

وبالكشف عن بث المباريات في فرنسا على سبيل المثال، وجدنا أن الفيفا منحت حقوق البث لـ7 كيانات إعلامية، سواء للبث عبر التليفزيون أو الراديو أو الانترنت والتليفون المحمول، من بينها التليفزيون الرسمي، وشبكة «بي. إن. سبورتس» أيضاً لكن دون أن تحصل على حقوق البث بشكل حصري.

13
 

وفي بريطانيا، لم يتم منح شبكة «بي. إن. سبورتس»، أية حقوق للبث، فيما تم منحها لشبكة «بي. بي. سي» و«أي. تي. في».

12
 

وتجد الأمر نفسه في كل الدول الأوروبية، إما أنه لم يتم منح «بي. إن. سبورتس»، حقوق بث المباريات، في مقابل منحها للكيان الرسمي لتلك الدول، أو أن يتم منحها لعدد من الكيانات بدون تمكين كيان واحد من الاستحواذ على حقوق البث بشكل حصري، وذلك لزيادة المنافسة، وتمكين تلك الدول من بث المباريات لشعوبها بدون تشفير.

وفي البرازيل على سبيل المثال كإحدى دول أمريكا الجنوبية، تم منح حقوق بث المباريات لـ15 كيان ووسيلة إعلامية، من أجل بث تلك المباريات، سواء عبر التليفزيون أو الراديو أو الانترنت والتليفون المحمول.

9
 

يقول الدكتور أمير نبيل، رئيس جهاز حماية المنافسة، أن اللوائح والقوانين كذلك تلزم الفيفا ببث مالا يقل عن 22 مباراة من مباريات كأس العالم، مجاناً لكل شعوب العالم عبر البث الأرضي، لأن بطولة كأس العالم ليست فقط بطولة رياضية، ولكنها محفل عالمي هدفه الأساسي التقارب الثقافي والإنساني بين شعوب العالم كله، واستخدام كرة القدم لأغراض السلام وتحقيق التفاهم بين الشعوب والمنافسة الشريفة بين الدول وغيرها من المفاهيم السامية، ومن هنا جاء إلزام الفيفا ببث ما لا يقل عن 22 مباراة عبر البث الأرضي، واكتشفنا أنها تقاعست عن ذلك في مصر ودول الشرق الأوسط، رغم تطبيق ذلك على الدول الأخرى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق