«الآن تلمس أصابعي عجلة القيادة».. عن التجربة الأولى للفتاة السعودية منال الدباغ

السبت، 23 يونيو 2018 10:00 م
«الآن تلمس أصابعي عجلة القيادة».. عن التجربة الأولى للفتاة السعودية منال الدباغ
قيادة السيدات للسيارة في السعودية
كتب| أحمد قنديل

"سعادة غامرة عمت مظاهرها وجه الفتاة العشرينية بعد أن استيقظت باكرًا صباح الأحد، لترتدي ملابسها استعدادًا للخروج للقاء صديقاتها، وبمجرد أن أنهت حاجتها، خرجت من ساحة بيتها ووقفت أمام سيارتها الرمادية لتقابلها بابتسامة عريضة، لتبدو كواحدة من صديقاتها الجدد، ثم أخرجت مفاتيح السيارة من حقيبة يدها، واتجهت إلى الباب الأمامي، وبعد أن جلست على كرسي القيادة بدأت في تحسسه، قبل أن تنتقل يديها إلى مقود تشغيل العربة، وبعد ذلك أغلقت عيناها، للتذكر يوم أمس الذي انتهى بها باكيةً على سريرها بسبب تأخرها عن الكثير من المواعيد الهامة، ما أضاع الكثير من الأمور المهمة عنها، رجوعًا لانتظار والدها ليوصلها بسيارته".. هكذا سيكون حال الكثير من نساء المملكة العربية السعودية يوم غدًا الأحد، بعد تنفيذ قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة الذي أصدره العاهل السعودي خلال العام الجاري، وما يشكل حدُثا تاريخيًا لمسار الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي المنتظر في المملكة ضمن رؤية التنمية 2030.

"منال الدباغ".. فتاة سعودية أبدت استعدادها لتنفيذ القرار المنتظر خلال تقرير تليفزيوني استعرضته فضائية "العربية"، حيث رافقتها الكاميرا أثناء جلوسها وراء مقود السيارة وتقود سيارتها والسعادة تعم على وجهها.

وتقول "الدباغ"، لقد أتممت تعلم القيادة قبل 6 سنوات خلال إقامتي خارج المملكة لدي معرفة تامة بمخططات الطرق داخل المدينة وبكافة العلامات والإرشادات المرورية، مشيرة إلى أهمية هذا القرار في حياة المرأة السعودية كونه يساعدها على تحقيق الذات ومشاركة الرجل في كافة النواحي المجتمعية.

وأضافت، "الآن سأكون من يتحكم في تنقلات رحلتي واتخاذ الطرق كما أريد، ما يجعلني أتحكم في كافة تفاصيل رحلتي ومواعيد انطلاقي وجدول أعمالي اليومي سواء من مشاوير أسرية أو مهام عمل"، لافتة إلى أنها من الغد سيسهل عليها التنقل بين عدة مواقع دون التعرض لأي مشاكل مثل تأخر السائق.

ووصفت، تمكين النساء من قيادة السيارات بالقرار الصائب في حق النساء السعوديات، منوهة إلى أنه سيمنحهن القدرة على التحرك والانضمام إلى القوة العاملة في السعودية، بعد أن كن يعتمدن على الرجال في تنقلاتهن.

وأكدت، أن القيادة لا تقتصر على كونها مجرد ترف اجتماعي للمرأة بل تعد رافدًا تمنويًا، مشيرة إلى أن هذا القرار سيعود على الاقتصاد السعودي بمكاسب كبيرة، نظرًا لتوسيع مشاركة المرأة في سوق العمل، ما ينتج عنه تغيرات واسعة في أمور ساسية، كمثل الكفاية من الحاجة القصوى لأعداد كبيرة من الوافدين الذين يعملون كسائقين للأسر السعودية.

وتشيد الدباغ بالفعاليات التوعوية والتثقيفية في المملكة، والتي تهدف إلى تعريف السيدات المقبلات على قيادة المركبات بقواعد الأمن والسلامة المرورية على الطرق، وكسر حاجز الخوف والرهبة لديهن من القيادة.

ويعتبر مراقبون، أن قيادة المرأة السعودية للسيارة، سيجعلها تنطلق على طريق تحقيق الذات والمشاركة السياسية والمجتمعية في المملكة.

المرأة السعودية.. خطوة أولى نحو حلم القيادة from Ahmed Qandil on Vimeo.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة