العقول المدبرة لسيناريو تخريب القرن الإفريقي.. قراءة في خطة قطر وإيران وتركيا

السبت، 23 يونيو 2018 11:00 م
العقول المدبرة لسيناريو تخريب القرن الإفريقي.. قراءة في خطة قطر وإيران وتركيا
مصطفى الجمل

كان عام 2010 شاهدا على التحرك الأول لقطر في منطقة القرن الإفريقي، المتابعون لتحرك الدويلة الصغيرة وخططها الإرهابية وحدهم وضعوا يدهم على سر تدخلها بين دولتين لا مصلحة لها معما، فلا هما يقتربان منها في الحدود، ولا العلاقات التاريخية أو التجارية على أشدها.

تدخلت قطر في نزاع دولتي جيبوتي واريتريا، ونشرت على الحدود بينهما 450 جندياً، تم ردهم إلى الدوحة العام الماضي بعدما قطعت اريتريا العلاقات مع قطر لدعمها الجماعات الإرهابية، ضد الرئيس الاريتري. 

قبل أن ندلف إلى الدور الشيطاني الذي تحاول أن تلعبه قطر في منطقة القرن الإفريقي لتخريبها ووضعها تحت سيطرتها وسيطرة ايران وتركيا، علينا أن نعرف بداية لمصطلح القرن الإفريقي، والدول الواقعة فيه، لنعرض فيما بعد لاستفادة قطر من تخريب هذه المساحة .

ما هو القرن الإفريقي؟

القرن الإفريق أو كما يطلقون عليها شبه الجزيرة الصومالية، هي المنطقة الواقعة في شرق أفريقيا على رأس مضيق باب المندب من الساحل الأفريقي،يحدها المحيط الهندي جنوبا، والبحر الأحمر شمالا، وتقع بها جيبوتي والصومال واريتريا ويجاورها كينيا وأثيوبيا والصومال، وتمر فيها أنهار جوبا وشبيلي، تقدر مساحته  بمليوني كم2، ويسكنها نحو 90 مليون نسمة.

لماذا قطر؟

دخلت قطر القارة الأفريقية مدفوعة بخطط ايران وتركيا لتنطلق منه لتخريب عموم القارة السمراء الغنية بالموارد الطبيعية حتي تدنو لسيطرتهما.

بدأت شياطين الدوحة تنفيذ خطة اختراق القرن الإفريقي، عندما قرروا افتتاح قناة الجزيرة باللغة السواحلية التى يتحدث بها معظم شعوب منطقة القرن الأفريقى، من أجل خلق قاعدة لها في هذه المنطقة.

بعد اتخاذ قطر قرار افتتاح قناة الجزيرة باللغة السواحيلية، زار اردوغان الصومال زيارة كانت أشبه بإعلان احتلال الدولة التركية لأول موطن لها في القرن الإفريقي، ووقتها دعمت قطر هذه الزيارة بكل ما أوتيت من قوة على المستوى الإعلامي عن طريق قناة الجزيرة.

ستار العمل الخيري

استخدمت قطر راية العمل الخيرى والإنساني كستار لها في الانتشار في منطقة القرن الإفريقي ونشر الجماعات الإرهابية بها ومنها إلى باقي أطراف القارة السمراء، وفقاً لما نشرته وأكدته تقارير الخارجية الأمريكية  ومركز العقوبات والتمويل السرى، ومؤسسة دعم الديمقراطية.

في 2009 طلبت السفيرة الأمريكية السابقة فى الأمم المتحدة، سوزان رايس من تركيا الراعي الأم لتحركات قطر الإرهابية، الضغط على الدوحة لوقف تمويل حركة «الشباب» الإرهابية، وقالت رايس إن التمويل كان يتم عبر تحويل الأموال إلى الصومال عن طريق آريتريا.

التقارير الأمريكية قالت إن قطر مولت حركة الشباب الصومالية الإرهابية، وحددت التقارير بالاسم الإرهابي المطلوب دولياً عبد الرحمن النعيمي مشيرة إلى أنه منح الحركة 250 ألف دولار.


الانطلاق من الصومال

عملت قطر على بناء علاقات قوية مع الجماعات الإرهابية المنتمية للتنظيم الدولى للإخوان وعدد من التنظيمات السلفية والأصولية المتشددة في الصومال، وفي 2016 تم الكشف عن تقديم السلطات القطرية 29 سيارة تويوتا هدية للأئمة التابعين لحركة الإصلاح الإسلامى إحدى أفرع التنظيم الدولى للإخوان بالصومال، ومن الصومال انطلقت الدوحة لبث السموم فى دول القارة السمراء التى لا يدين حكامها بالولاء لقطر ووليي نعمتها تركيا وايران، فدعمت المعارضة التشادية المسلحة، وسهلت تواصلها مع الميليشيات المسلحة فى ليبيا لمحاولة التحرك ضد النظام التشادى برئاسة أدريس ديبى لإسقاطه، مستغلة فى ذلك علاقتها مع الإرهابيين فى ليبيا.

مالي على نفس الطريق

بعد الصومال، عملت الدوحة على تقديم الدعم المالى واللوجيستى للحركات المتطرفة بمنطقة الساحل الصحراوى بمالي، مستخدمة جمعية الهلال الأحمر فى مالى فى تقديم مواد بترولية وتموينية للحركات المتطرفة المنتشرة شمال مالى، وتوازى مع ذلك استضافة الدوحة لعناصر إرهابية متطرفة كالإرهابى إياد غالى، زعيم جبهة نصرة الإسلام والمسلمين التى تنشط فى منطقة الساحل الصحراوى الذى زار الدوحة فى أغسطس 2017.

الانقلاب على الصديقة اريتريا

رغم أن اريتريا كانت ترتبط بعلاقة قوية مع الدوحة، إلا أنها لم تسلم من خطط تميم الشيطانية، حيث عملت الدوحة على دعم الحركات المعارضة الإسلامية المتشددة فى إريتريا ومنها حركة الجهاد الإريترية والحزب الإسلامى الإريترى وجبهة التحرير الإريترية وجبهة الإنقاذ فى محاولة لإسقاط نظام أفورقى رئيس اريتريا، وهو ما دفعه إلى قطع علاقتها مع الدوحة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق