الهاشتاج إياه.. لماذا نقف دائما في الدفاع؟

الثلاثاء، 26 يونيو 2018 07:11 م
الهاشتاج إياه.. لماذا نقف دائما في الدفاع؟
طلال رسلان

 
لماذا دائما نقف في موقف الدفاع؟ إلى متى سنظل نسأل أنفسنا عن التوقيت الذي نتخلص فيه من أسطورة دور البوليس في الأفلام العربي القديمة؟ متى سنأتي ولو مرة واحدة قبل وقوعنا في الفخ؟.
 
تدشن الكتائب الإلكترونية مدفوعة الأجر من تمويلات جماعة الإخوان هاشتاج يسيئ للقيادة السياسية في مصر، ونسعى نحن للصد والرد، تهاجمنا منظمات مشبوهة بأجندات خارجية وتقارير تضرب الداخل المصري وتثير الفتن والقلاقل، ولا نترك نحن محفلا دوليا إلا ونسعى للرد، تصرف قنوات إعلامية خارجية ملايين الدولارات لإنتاج تقارير عن الاختفاء القسري لمتورطين في عمليات إرهابية داخل البلاد، ونهرول ونقسم بالله العظيم ثلاثا ونقدم دلائل على أنهم إرهابيون لندافع عن أنفسنا أمام العالم. 
 
يتحدث المسؤولون دائما عن الضربات الاستباقية، دوعني استخدم هذا اللفظ "ضربات استباقية". نعم نحن في حالة حرب، يلوحون دائما بمعرفتهم بالمخططات التي تحاك في دهاليز دهاليز الحرب الخفية، إذا لماذا لا يفضحون الكتائب الإلكترونية الممولة من الخارج قبل أن تطل علينا بهاشتاج رأس الأفعى، لماذا لا تتحرك لرصد هؤلاء ومطاردتهم قبل ضرباتهم الممنهجة؟.
 
في مارس الماضي تصدر #بتكرهإيهفي_مصر قائمة تويتر دون سابق إنذار، بالطبع معروف هدف الهاشتاج وقتها والذي تزامن مع النجاحات التي حققتها العملية الشاملة سيناء 2018، المهم في الموضوع كان من وراء إطلاق مثل هذه الهاشتاجات.
 
كشفت صوت الأمة وقتها بالتتبع للمستخدمين الذين دشنوا الهاشتاج منذ البداية، تبين وجود تباين في انتمائاتهم السياسية، غير أنهم اتفقوا في العداء للقيادة السياسية، من بينهم "Ancient Egyptian".
 
المستخدمون المذكورون لم يتركوا أي تحركات للدولة إلا وهاجمها، فهاجم القبض على القيادي الإخواني عبد المنعم أبو الفتوح رئيس مصر القوية، والمتهم بعقد تحالفات مع الجماعة الإرهابية، كذلك القبض على هشام جنينه، المتهم بنشر أخبار تمس الأمن القومي المصرى، ولم يتوقف عن هذا الحد، بل دشن هاشتاج "الغاز الإسرائيلي".
 
بعد كشف صوت الأمة عن مطلقي الهاشتاج المسيئ وقتها، تلقى النائب العام المستشار نبيل صادق بلاغًا من عبد الرحمن عبد البارى الشريف، عضو المكتب التنفيذى بلجنة الحريات بنقابة المحامين، يطالب فيه بالتحرك من الأجهزة المعنية ضد أسماء بعينها لكشف أصحاب هذه الأكونتات ومطلقي الهاشتاج إياه ومموليهم. 
 
الغريب في الأمر حاليا أن الأكونتات نفسها هي من أطلقت الهاشتاج المسيء للقيادة السياسية في مصر، والأسماء نفسها تقف خلف الترويج والتهليل والدفع والإساءة والتشويه والتضليل، رغم البلاغات المقدمة ضدها، لماذا لم نتحرك منذ وقتها لدرء الفتنة من هؤلاء، لماذا ننتظرهم يعبثون بنا هكذا في توقيت حرج يستغلون فيه قرارات الحكومة الأخيرة في تخفيض الدعم عن الوقود استكمالا لإجراءات الإصلاح الاقتصادي، والتي نتحمل جميعا وطأتها.
 
هذا الهاشتاج كشف لنا الوجه القبيح في المعارك التي نواجهها مع أولئك الذين من المفترض أن يكونوا في صالحنا ليتبين أنها الأكثر إثارة للقلق والأكثر تعقيدا، ومع ذلك هناك أولئك الذين يلعبون ظاهريا لعبة فريق، الذين يتصرفون بودية للغاية ولكن يخربون لنا وراء الكواليس فيستخدمون المجموعة لتعزيز مصالحهم الخاصة، هناك آخرون يصعب رصدهم يلعبون مباريات خفية مع لوبي الإخوان فيقدمون المساعدة التي لا تأتي أبدا ويغرسون الشعور بالذنب على السطح يبدو أن كل شيء سلمي بما فيه الكفاية لكن تحت السطح ما هو أخطر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق