الإرهاب ينحسر.. لماذا يسعى المتطرفون لاستهداف الحقول النفطية الليبية؟

الأربعاء، 27 يونيو 2018 09:00 ص
الإرهاب ينحسر.. لماذا يسعى المتطرفون لاستهداف الحقول النفطية الليبية؟
ليبيا
كتب أحمد عرفة

تسعى المجموعات الإرهابية في ليبيا، إيجاد مخرج للهزائم المتتالية التي تتكبدها في معركة تحرير درنة، وهو ما دفعها لتوسيع عملياتها الإرهابية من خلال استهداف منطقة الهلال النفطي الليبي، إلا أن الجيش الليبي تمكن من سحق تلك المحاولات وتكبيد تلك المليشيات خسائر فادحة.

دراسة لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، كشف الأسباب التي دفعت نحو تجدد الصراع على منطقة الهلال النفطي الليبي، موضحة أن ليبيا تواجه صراعًا متكررًا في السنوات الماضية للسيطرة على منطقة الهلال النفطي من قبل الجماعات المسلحة المتنافسة في شرق وغرب البلاد، وهو ما انعكس في الهجوم الذي شنته قوات إبراهيم الجضران على مينائى رئيسيين لتصدير النفط، هما السدرة ورأس لانوف، وبما اضطر مؤسسة النفط إلى إعلان حالة الطوارئ وتعليق صادرات النفط من كلا المحطتين بجانب إجلاء موظفي الشركات بالمناطق المحيطة بهما.

الدراسة أكدت أن الجيش الوطني الليبي، نفذ عملية عسكرية مكثفة ضد قوات الجضران ليتمكن من استعادة المينائين بعد أيام قليلة من بداية الهجوم، فيما تكبدت قوات الجضران خسائر عسكرية كبيرة حيث شهدت ليبيا حوادث متكررة تتعلق بإغلاق الحقول منها إغلاق حقل الفيل النفطي في فبراير 2018 نتيجة احتجاج حراس الحقل بشأن الأجور، وفي مارس من العام نفسه، جرى وقف العمل بحقل الشرارة أيضًا بعدما أغلق أحد المواطنين صمامًا احتجاجًا على تلوث لحق بقطعة أرض يملكها بالقرب من خط أنابيب يمر بأرضه، كما وقع انفجار في وقت سابق في ديسمبر 2017 في خط أنابيب نفط بالقرب من ميناء السدرة تابع لشركة الواحة، ويصل بين الحقول وموانئ التصدير، لينخفض الإنتاج وقتها بنحو 100 ألف برميل يوميًا.

وأوضحت الدراسة، أنه أصبح من الصعب أيضًا تشكيل قوة مركزية موالية لحكومة ليبية موحدة لحماية المنشآت النفطية، وهو ما عزز من قدرة قوات حرس المنشآت على التحرك وفقًا لمصالحها الذاتية دون الخضوع لأى سلطة مركزية، على نحو أدى إلى استمرار احتجاج الحراس المسئولين عن حماية المنشآت النفطية لأسباب عديدة منها المطالبة بزيادة الأجور.

في الوقت نفسه، لا تدعم بعض الجماعات المسلحة، وفي مقدمتها كتائب سرايا بنغازي، سيطرة مؤسسة النفط في طرابلس المدعومة من حكومة الوفاق الوطني، بحجة أن الأخيرة لم توفر الأموال اللازمة لحكومة المنطقة الغربية بطرابلس، بما دفعها إلى عرقلة عملية إنتاج وتصدير النفط. وقد كانت كتائب سرايا بنغازي من أبرز المليشيات التي لم ترحب باستعادة قوات الجيش الوطني سيطرتها على الموانئ النفطية في منطقة الهلال النفطي في سبتمبر 2016، في الوقت الذي شنت فيه الأخيرة هجومًا عسكريًا للسيطرة على مدينة بنغازي وطرد سرايا بنغازي منها منذ نهاية العام الماضي.

ولفتت الدراسة إلى أن تلك الهجمات ستقوض استقرار قطاع النفط وتقلص جاذبيته الاستثمارية عالميًا، وتخصم في الوقت نفسه من جهود مؤسسة النفط التي تهدف إلى زيادة الإنتاج لمليونى برميل يوميًا في عام 2020، لافتة إلى أن تأخر التوصل لحلول تدعم إنهاء الانقسام السياسي في ليبيا سوف يكون سببًا لتوسيع نطاق الصراع على الموارد النفطية في البلاد، على نحو سيُعرِّض القطاع النفطي لضغوط شديدة مستمرة .

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق