وسط توترات إقليمية.. القاعدة تهدد بالتصعيد واستهداف التواجد العسكرى الفرنسى و الهولندي

أعلن تنظيم القاعدة فى غرب افريقيا – المرابطون سابقا – و الذى يتخذ من مالى مسرحا لعملياته الارهابية انه سيستهدف مناطق تمركز القوات الغربية على اراضى مالى.

وحث التنظيم من وصفهم بالمجاهدين فى مالى و دول جوارها بدعم عملياته ضد التواجد الاجنبى المسلح فى مالى وفى مقدمته التواجد الفرنسى و الهولندى العسكري، وقال التنظيم إنه سينفذ عملياته تلك من منطلق عقائدي وليس من منطلق قبلى وذلك فى اشارة الى قبائل الطوارق التى خاضت فى العام 2012 حربا مسلحة ضد القوات المالية والفرنسية فى محاولة لاقامة منطقة حكم ذاتى خاصة بها فى شمال مالى.

وتخدم حاليا ضمن صفوف بعثة الامم المتحدة فى شمال مالى قوات هولندية مزودة بالمروحيات ووحدات العمليات الخاصة وأطقم العمل المخابراتي وهى التشكيلات التى انضمت الى القوات الاممية التى معظمها قوات فرنسية أواخر العام 2014.

ويأتى هذا التهديد التصعيدي في مالي من جانب منظمات إرهابية تتبع القاعدة، معبرا عن تمدد لخطر الارهاب فى القارة لاسيما بعد اعلان عدد من تلك المنظمات الولاء لداعش التى تتمدد فى ليبيا و غرب افريقيا متحالفة مع حركة بوكوحرام.

ويقول مراقبون إن هذا الوضع الأمني دفع عددا من قادة منطقة الساحل والصحراء الأفريقية إلى تبريد ما قد يكون وقود دعم شعبي لأنشطة "جماعات إرهابية متأسلمة"، وتُعد جامبيا أوضح مثال على ذلك، ففي أواخر ديسمبر الماضي أعلن الرئيس الجامبي يحيى جامع أن بلاده أصبحت جمهورية إسلامية، الأمر الذي اعتبره المراقبون بمثابة تخلي من نظامه عن خصائص الحكم الذي ورثته تلك الدولة الأفريقية منذ استقلالها عن الاستعمار البريطاني.

ويقول المحللون إن جامع الذي دخل عامه الـ21 في حكم جامبيا يستهدف من تلك الخطوة تبريد أنشطة الجماعات المتأسلمة المتطرفة التي تسعى للانفصال بشمال جامبيا التي يسكنها 8ر1 مليون نسمة يشكل المسلمون 95 % منهم.

وكانت جامبيا قد اعترضت على ضغوطات تجمع الكومنولث بسبب قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان مما اضطرها إلى الخروج من هذا التجمع في عام 2013 بعد أن اعتبره رئيس البلاد استعمارا جديدا.

يذكر أن يحيى جامع - البالغ من العمر 50 عاما - وصل إلى سدة الحكم بعد انقلاب عسكري عام 1994 ومنذ ذلك التاريخ يمسك بزمام الأمور فى بلاده بقبضة حديدية لا تختلف كثيرا عن قبضته الشخصية حيث يتمتع جامع بقوة البنية ويمارس لعبة المصارعة.