تزايد التحرش بالأطفال يثير رعب الشارع.. وخبراء: الخوف من الفضيحة أحد الأسباب

الأحد، 01 يوليو 2018 11:00 ص
تزايد التحرش بالأطفال يثير رعب الشارع.. وخبراء: الخوف من الفضيحة أحد الأسباب
التحرش

مع تزايد المخاوف من انتقال وقائع التحرش بالأطفال من الشوارع إلى المدارس، يعيش الأهالي في حالة من الرعب، خاصة وأن تلك الجرائم قد لا تكتشف أو يتم التعتيم عليها خشية من «الفضيحة»، فضلا عن تأثر الأطفال بعمليات التحرش في سنوات أعمارهم المقبلة.

ويبدو أن التعامل مع الأطفال الذين تعرضوا لعمليات تحرش يحتاج إلى جلسات علاج، إلى جانب التوعية وطرق تعامل الأهل مع الأطفال المجني عليهم حتى يتجاوزوا تلك الوقائع لتمحو من ذاكرتهم تمامًا، كما يقول أطباء علم النفس.

«التحرش الجنسي بالأطفال له آثار سلبية كبيرة على نفسية الأطفال ومن أخطر الجرائم، كونه نوع من الاستغلال الجنسي، فالمتحرش يكون مضطربا دائما وغريبا في تصرفاته يتودد للطفل باستمرار وقد يكون من أقاربه في الأسرة أو الغرباء، ويجلس باستمرار مع الطفل ويعتبر أسلوبه غير ﻻئق» تقول إيمان عبد الله أستاذ علم النفس.

وتضيف: «إذا لاحظت الأم أن الطفل يخشى شخصًا مرة واحدة فعليها التحري والاستفسار ولابد من أن تكون العلاقة قوية بين الأم وطفلها لمنع الجرائم ومنح الطفل الثقة بالنفس وشعوره بالأمان والطمأنينة، مؤكدة أن هناك دراسة من منظمة اليونيسيف تؤكد أن 83% من الأطفال ضحايا الاعتداء الجنسي حول العالم ﻻ يبلغون عن الجريمة وقت حدوثها والمتحرش ليس له وصف ثابت دائمًا ويبحث عن الضحية الأضعف حتى يتمكن منها ومن استمرار السرية وﻻ سيما الأطفال».

وتسبب خوف أهل الضحية من الفضيحة خاصة في مجتمعات تسودها العادات والتقاليد المحافظة والتي تصل إلى التشدد أحيانا، في اتساع ظاهرة التحرش بالأطفال حتى طالت الرضع، إضافة إلى ضعف العلاقة بين الآباء والأبناء، بحسب استشاري علم نفس الدكتور عبد الخالق فريد.

ويضيف: «عدم التقرب من الأطفال والفتور العاطفي وعدم الإشباع من العطف والحنان، بالإضافة إلى تشجيع الأهل للطفل على التجاوز في ممارسة النشاط الجنسي أمام الأطفال، والتعري من قبل الأم والأب أمام الأطفال بصفة مستمرة وعدم الخصوصية الشخصية للطفل في غلق الأبواب على نفسه أثناء تغير ملابسه أو دخوله للحمام وعدم الوعي بالتربية الجنسية للأطفال حتى الإعلام غير المراقب من الجهات المسئولة أو من الأهل يتسبب في التقليد الأعمى لتلك الممارسات والشراهة في عرضها».

 

 

يشير التحليل النفسي والاجتماعي للمتحرش، أنه يكون شخصا عدوانيا سيكوباتيا، مضادًا للمجتمع لديه اندفاع شديد مريض نفسيًا أو يتعاطى المخدرات أو الكحوليات وغير سوى وله ميول انحرافية دون رادع ولديه رغبات مكبوتة ينتج عنها تصرفات انحرافية واندفاعية تعرض للتحرش في صغره، واجتماعيا فإن المتحرش قد تم حرمانه من زرع وإنبات الضمير منذ الطفولة، ونشأته الاجتماعية ضعيفة وتؤدى تلك الممارسات لانهيار النسق القيمي في المجتمع.

يقول الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، إنه لا بد من تشديد الرقابة بصفة مستمرة على الأطفال سواء في المدارس أو الشوارع ومتابعة جميع أفعالهم وتصرفاتهم، وضرورة محاسبة المتحرش وعدم غلق الموضوع أو السكوت خوفا من الفضائح، وضرورة تعريف الأطفال وتنبيههم بعدم الحديث مع الغرباء، بالإضافة إلى الخصوصية الشديدة وعدم التعري نهائيًا في الملابس، وتوعيتهم بمعلومات بسيطة عن كيفية التصدي للمتحرش ومقاومته بالفرار من أمامه أو الاستغاثة بالمواطنين وعدم سماع كلامه والانسياق ورائه.

ولعل تأثير التحرش يظهر في حالة إحدى الفتيات التي تعرضت للتحرش في الصغر، عندما كان عمرها 11 عامًا، حيث قام شخص بلمس جسدها، وعندما ذهبت لتحكى لوالدتها فلن تصدقها، مما تسبب في تكرار الواقعة معها عدة مرات وتعرضت للتحرش بأشكال مختلفة، قبل أن تتزوج في سن 18 عامًا ولكنها لم تتجاوب أبدا مع زوجها ورفضت النوم بجواره لمدة أسبوع، وعندما جاءني زوجها وأكد أنها تريد الطلاق بعد أسبوع فخضعت لجلسات علاج، وانتهت بشفائها.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة