جرائم القتل الجماعي بأمريكا بين الأسوأ في التاريخ.. لماذا ارتفع العنف في بلد الحريات؟

الثلاثاء، 03 يوليو 2018 09:00 م
جرائم القتل الجماعي بأمريكا بين الأسوأ في التاريخ.. لماذا ارتفع العنف في بلد الحريات؟
الشرطة الأمريكية
محمود علي

تعددت حوادث القتل والاعتداء الجماعي في الولايات المتحدة الأمريكية في السنوات الماضية بصورة مثيرة للاستغراب، فبعد أقل من يومين على حادث صعق البلاد بأسرها عندما أطلق  النار باحتراف على مجموعة من الصحفيين والعاملين في أحدى الصحف الأمريكية اليومية التي تصدر ما أسفر عن مصرع خمسة صحفيين، أسفر هجوم لا يقل بشاعة نفذه شاب مسلح بسكين في شمال غرب البلاد عن مقتل طفلة في الثالثة من العمر، وقعت ضحية لهذا الحادث مع إصابة 5 أطفال آخرين و3 بالغين، ما طرح العديد من الأسئلة حول أسباب تعدد هذه الجرائم في أمريكا في السنوات الأخيرة.وكانت السلطات الأمريكية أعلنت اليوم عن أن الطفلة التي أصيبت السبت مع 5 أطفال آخرين و 3 بالغين في هجوم بسكين استهدف حفلة عيد ميلاد في شمال غرب الولايات المتحدة توفيت أمس متأثرة بجروحها، مشيرة إلى أن 7 من الجرحى الباقين ما زالوا يعالجون في المستشفى.

وفي تفاصيل الحادث المفزع الذي ما زال يكتنف حوله بعض الغموض، طعن شاب كان مسلحا بسكين ضحاياه الذين كانوا متجمعين لحضور حفلة عيد ميلاد طفلة في ولاية آيداهو، قبل ان يتم اعتقاله، ورغم محاولات السلطات الأمريكية إنقاذ حياة الطفلة الصغيرة التي أخليت على متن طائرة إلى ولاية يوتاه المجاورة لكي تتلقى العلاج ، فارقت صاحبة الثلاثة أعوام الحياة سريعًا متأثرة بإصابتها.

والرجل الذي اعتقلته الشرطة الامريكية وتشتبه بأنه المتهم الرئيسي في الحادث يدعى تيمى كيمر هو أمريكي أسود من لوس أنجلوس ويبلغ من العمر 30 عاما وموجه إليه تهم قتل وتسبّب بجروح ناجمة عن الطعن بسكين، مع ظروف مشددة لأن غالبية ضحاياه أطفال.

المثير في الأمر أن الحادثة لم تقع في منزل أمريكي عادي، بل وقع الهجوم في شقة تقيم فيه عائلات عدة من اللاجئين، ولاسيما من سوريا والعراق وإثيوبيا، ما دفع الكثير إلى التوقع بأن أسباب هذه الحادثة خلفيات عنصرية، على خلفية أن المهاجم استهدف هؤلاء الضحايا لأنهم يقيمون على مقربة من منزل أقام فيه بضعة أيام فى السابق قبل أن يتم طرده منه.

وجاء هذا الحادث بعد أيام قليلة من اعتداء جماعي لا يقل جرمًا، حيث اقتحم أمريكي يدعى راموس الذي يبلغ من العمر ثمانية وثلاثين عاما ويحمل شهادة في علوم الحاسوب وعمل من قبل في المركز الأمريكي للإحصاء مكاتب إحدى الصحف الأمريكية اليومية التي تصدر في مدينة أنابوليس بولاية ماريلاند، كابيتال غازيت، مطلقًا النار باحتراف على مجموعة من الصحفيين والعاملين بالجريدة.

ووفقًا لأرقام دقيقة وإحصائيات موثقة عن مراكز الأبحاث الأمريكية، فقد ارتفعت نسبة حالات القتل الجماعي في المجتمع الأمريكي بالعامين الماضيين بشكل ملحوظ، وخاصة منذ تسلم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب مقاليد الحكم، حيث تبقى نسب الجريمة بالولايات المتحدة أخذة في الارتفاع بشكل مثير للقلق، خاصة مع زيادة معدل الجرائم المرتكبة في المدارس والجامعات، ودور العبادة والمؤسسات الخاصة، والمحال التجارية، والأماكن العامة، والملاهي.

لا يحتاج أحدًا من المهتمين بهذا الملف وقتًا كثيرًا لتأكيد حالة القلق والخوف في الشارع الأمريكي من ازدياد معدلات تلك الجرائم، فالمجزرة المروعة التي شهدتها مدرسة جنوب شرق فلوريدا الثانوية هذا العام، وأسفرت عن مقتل 17 طفلًا، كانت بين الأسوأ منذ 25 عامًا في الولايات المتحدة ، وتعتبر دليلا واضحًا على وجود خلل في الوضع الأمني بالولايات المتحدة ومؤشر على إخفاق صناع القرار الأمريكي في تعديل أي من القوانين التي تتعلق بملكية السلاح وحمله.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق