التحالف السيبراني.. هل يكون عربيا على غرار الناتو في القريب؟

الجمعة، 06 يوليو 2018 04:00 م
التحالف السيبراني.. هل يكون عربيا على غرار الناتو في القريب؟
الأمن السيبرانى - أرشيفيه
شيريهان المنيري

العالم الإفتراضي أصبح عالمًا موازيًا لما يدور على أرض الواقع حول العالم، ليس فقط في الجوانب الخاصة بالرأى العام، وإنما في مجالات مختلفة ولاسيما الحروب.

ومع توظيف الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات في مجالات الحياة الحيوية المختلفة من اقتصاد وسياسة ودفاع وتعليم وحروب الجيل الرابع وما إلى ذلك... أصبح واجبًا حماية الفضاء الإليكتروني الخاص بمؤسسات وبيانات كل دولة على حدة، وخاصة في ظل إنتشار انتهاك الخصوصية وتكرار اختراق مؤسسات وجهات حكومية كبيرة في أكثر من دولة على مدار السنوات القليلة الماضية، ما يُعد تهديدًا للأمن القومي.

في مقابلة نشرت مضومنها وكالة «سبوتنيك» الروسية اليوم الجمعة، أجراها الأمين العام لحلف الشمال الأطلسي «الناتو»، ينس ستولتنبرغ، مع صحيفة «بوليتيكو» الأوروبية، أعلنت أن قادة أعضاء حلف الناتو سيتخذون قرارًا بإنشاء مركز للعمليات السيبرانية لتعزيز أمن بلدانهم على الإنترنت، مشيرًا إلى أن ذلك القرار من المرتقب إتخاذه في القمة المقرر إنعقادها في 11 – 12 يوليو الجاري، في بروكسل.

«الناتو» كان قد أنشأ مركز امتياز خاص بالدفاع السيبراني في تالين في عام 2008، ويدير سنويًا تدريبات دولية في مجال الدفاع الإليكتروني، ويشارك فيه 20 دولة، في مقدمتهم: أمريكا، وألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، وبلجيكا، وتركيا، وهولندا، وإيطاليا.

في إطار ذلك يبدو أن الغرب أصبح على دراية كاملة بأهمية الدفاع المشترك في مجال الأمن السيبراني، ما يستلزم تدشين تحالف قوي، على غرار التحالفات العسكرية على أرض الواقع؛ فهل ينتبه العرب لمثل ذلك الأمر مبكرًا، أو نشاهد تحالفًا على غرار التحالف الرباعي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) في هذا المجال، وخاصة أن تلك الدول بدأت خطوات جيدة على مدار السنوات الماضية في  هذا المجال، ولكن كل على حدة.

الجهاز القومي لتنظيم الإتصالات في مصر، والتابع لوزارة الاتصالات أنشأ في عام 2009 مركز «سيرت» للإستجابة للطوارئ المعلوماتية، وتعزيز أمن بنية الإتصالات والبنية المعلوماتية، وفي عام 2014 صدر أول قرار بإنشاء المجلس الأعلى للأمن السيبراني.

وفي إطار إطلاق الإمارات عن إستراتيجية الثورة الصناعية الرابعة، أكدت الدولة الرائدة في إصدار تشريعات الأمن السيبراني في منطقة الشرق الأوسط، على ضرورة العمل على كل ما من شأنه ضمان أمن المستقبل على كافة الأصعدة، بحسب «الاتحاد» الإماراتية.

وفي أغسطس من عام 2016 أعلنت الإمارات عن إطلاق مركز للأمن السيبراني، مؤكدة على ضرورة حماية مؤسساتها والحفاظ على أمن المعلومات.

وأعلن المستشار في الديوان الملكي السعودي، تركي آل الشيخ في مايو الماضي، اعتماد النظام الأساسي للاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، ذلك الأمر الذي أعلن عن الإهتمام به، المستشار السعودي، ورئيس الإتحاد، سعود القحطاني، في وقت سابق، مؤكدًا على أهميته.

وفي ورقة بحثية ضمن اللقاء السنوي الرابع للمختصين في أمن وسلامة الفضاء السيبراني، في عام 2015، تناولت د.منى الأشقر جبور ضرورة إقرار اتفاقية عربية للأمن السيبراني لمواجهة المخاطر ومكافحتها بإتقان يتواكب مع تطورها، مؤكدة على أن الأمن السيبراني أصبح جزءًا لا يتجزأ من مهمات الدفاع العربي المشترك، التي تتطلب تبادل الخبرات والمعلومات.

فهل نرى قريبًا تحالفًا عربيًا في الفضاء الإليكتروني على غرار نظيره في الواقع؟!

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق