تطوير منظومة الصحة المصرية

الأحد، 08 يوليو 2018 02:35 م
تطوير منظومة الصحة المصرية
السعيد عبدالهادي يكتب:

 
اذا كان عنوان الفترة الرئاسية الاولي للسيد رئيس الجمهورية هو تثبيت مؤسسات الدولة المصرية، فان عنوان الفترة الثانية هو تحقيق نقلة نوعية في منظومتي التعليم والصحة، وهما جناحي التنمية المستدامة لكل البلدان التي حققت نمو اقتصادي واجتماعي ورفاهية لمواطنيها.
 
تطوير منظومتي التعليم والصحة يتطلب موارد مالية وسياسات حديثة ومتطورة تواكب العصر وتستفيد من تجارب الاخرين. واذا كان الدستور المصري قد وضع نسبة من الدخل القومي للتعليم والصحة ، فان السياسات تتطلب الاستعانة بخبراء مصر في الداخل والخارج، وهم كثر، لوضع العلاج الامثل لتطوير منظومتي التعليم والصحة.
 
تطوير سياسات الصحة يتطلب اعادة هيكلة المنظومة الصحية بواسطة مجلس تنسيقي اعلي للصحة، لكي يضع السياسات التكاملية اللازمة لتفعيل مستويات ثلاثة للرعاية الصحية، اولية وثنائية وثلاثية،  تتناسب مع منظومة التأمين الصحي الشامل الذي يبدأ تطبيقه هذا الشهر،  ونأمل ان يكون بداية حقيقية  لنهضة  المنظومة الصحية المصرية.
 
اولا:الرعاية الصحية الاولية
المجهود الاكبر في الوقت الحالي هو توفير الموارد المالية والاماكن المناسبة لممارسة الرعاية الاوليه في كل ربوع مصر، وتشمل الوحدات الريفيه والوحدات المجمعة ويمكن اضافة مستشفيات التكامل الغير مستغلة حاليا اليها. الرعاية الاولية هي خط الدفاع الاول ويعمل بها العدد الاكبر من الاطباء وكل اطباء الاسرة والممارسين العموميين وتغطي كل قري ونجوع مصر وعددها يزيد علي الخمسة الاف وحدة ومستشفي متكامل.
 
الرعاية الاولية وتشمل ١٠٠٪؜ من الطب الوقائي مثل التطعيمات والمسح الطبي للاكتشاف المبكر للامراض، وحوالي ٧٠٪؜ من  الطب العلاجي خاصة الامراض المزمنة مثل متابعة مرضي السكر والضغط وغيره. للاسف الشديد، دور الرعاية الاولية ضعيف جدا في منظومة الصحة المصرية الحالية.
 
ثانيا: الرعاية الصحية الثنائية
وتشمل المستشفيات المركزية الموجودة في كل مراكز المحافظات، وتقدم حوالي ٢٠٪؜ من الطب العلاجي، ويعمل بها الاخصائيين والاستشاريين من وزارة الصحة المصرية. هذه المستشفيات يجب رفع كفاءتها ودعمها بخبرات الجامعات لكي تقوم بالدور المنوط بها وتخفف الضغط علي مستشفيات المستوي الثالث.
 
ثالثا: الرعاية الصحية الثلاثية
وتشمل المستشفيات التعليمية ومستشفيات الاحالة التابعة لوزارة الصحة وكذلك المستشفيات  الجامعية وعددها  يزيد عن المائة وخمسة مستشفي جامعي وتتبع وزارة التعليم العالي ماليا واداريا. عالميا تقدم مستشفيات المستوي الثالث حوالي ١٠٪؜ من الطب العلاجي خاصة علاج الاورام ونقل الاعضاء وجراحات القلب والمخ والاعصاب  والعظام والاوعية الدموية المتقدمة. 
 
اما في مصر، فتقدم المستشفيات الجامعية من ٦٠ الي ٧٠٪؜ من مجمل الخدمة الصحية، وفي الواقع تقدم خدمات المستوي الاول والثاني والثالث مجتمعة وهو مايمثل الهرم المقلوب في المنظومة الصحية المصرية. 
 
لاصلاح المنظومة الصحية واعادة هيكلة الهرم المقلوب  يجب ان نبدأ مع بداية تطبيق التأمين الصحي الشامل،  وان نخطط جيدا لكي يكون النظام الوليد حديثا وفعالا ومتكاملا ،لكي يحقق اهداف التنمية التي يتطلع اليها المواطن المصري.

 

تعليقات (1)
الرعاية الصحية الشاملة
بواسطة: د. محمد علي نويجي
بتاريخ: الأربعاء، 11 يوليو 2018 01:10 ص

اتفق مع سيادتكم في كل ما ذكرته و لعل من اهم العوامل التي لا تعطي الانتباه الكامل هو عامل الأجر الحقيقي الكامل للعاملين بالخدمة الصحية داخل المستويات المختلفة لابد ان يكون اجرا مجزيا حقيقيا و ليس اجرا رمزيا لان في المرحلة المقبلة من نهضة مصر مطلوب ان يعمل أعضاء الكادر الطبي عملا كاملا أي كل الوقت و بتفرغ لهذا العمل من أجل الإبداع فيه و سيبدعون علي كافة المستويات فتخيل مثلا ان اساتذة الجراحات النادرة و التخصصات الدقيقة بدلا من التنقل المرهق بين مختلف المستشفيات الخاصة من اجل شيئين الأجر المجزي و احيانا الامكانات لعمل ما يمكن عمله في المستشفيات الثالثية بدلا من ذلك يستقرون في مستشفياتهم لعملهم اجراء الجراحات و تشخيص و علاج الحالات الصعبة و تعليم تعليم تعليم شباب الأطباء كل الإجراءات و المهارات بتجرد و اجراء الأبحاث المختلفة و حفظ سجلات للمرضي للمتابعة و اجراء الأبحاث المختلفة كل الأمل في ان تدار المنظومة الصحية الجديدة بعقلية سليمة ( اذكر صديق صحفي هو الاستاذ الكبير محمد عتمان و هو من أوائل من تنبهوا لانهيار الاتحاد السوفيتي عندما قال ان العاملين فيه كانوا يقولون ان الدولة تمثل انها تعطيهم أجورا و هم يمثلون انهم يعملون ) لن يتحقق النجاح بدون اجر حقيقي أيا كان هذا الأجر و لن تخسر الدولة أبدا أبدا اذا تمكنت من إنجاز هذه النقطة و الف شكر لهذا المقال القيم الرصين د. محمد نرويجي استشاري أمراض القلب

اضف تعليق