حرب الأصول الوراثية النباتية تشتعل..

حرب التقاوي تشتعل.. 10 شركات دولية تتصارع للسيطرة على بذور العالم

الجمعة، 13 يوليو 2018 02:00 م
حرب التقاوي تشتعل.. 10 شركات دولية تتصارع للسيطرة على بذور العالم
الدكتور عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضى
كتب ــ محمد أبو النور

كانت المقولة السائدة فى العالم إلى وقت قريب «من لا يملك قوته لا يملك كرامته»، غير أنّ هذه المقولة يبدو أنها ستُصبح قديمة ويتجاوزها الزمن، وتصبح من لا يملك تقاويه وبذوره فلن يملك شيئاً، في ظل التقدم العالمى والتكنولوجي الرهيب، الذي تسيطر على مفاتيحه وخزائنه الدول الكبرى، والذي أصبح مُتحكماً فى كل شىء، من الإبرة للصاروخ كما نقول، وقد طوى هذا التقدم العلمي الكبيرالزراعة بكل تفاصيلها ومكوناتها تحت جناحيه، وأصبحت هناك حروب زراعية للسيطرة على العالم، مثلها مثل الحروب العسكرية بالطائرات والدبابات والصواريخ، وإن كانت الحروب من خلال التكنولوجيا الزراعية أقل ضجيجاً وأعنف وأشد ضرراً على الإنسان والحيوان والنبات، لأنها تتعلق بالسيطرة على السوق العالمى للبذور والتقاوى والأصول الوراثية النباتية.

 
انقضاء زمن تخزين التقاوى والبذور
 
كانت بداية الزراعة في العالم ومنذ العصور القديمة يقوم المزارع أو الفلاح بتجنيب جزء من بذور وتقاوي المحصول ـــ خلال حصاده أو جنيه ـ لزراعتها في العام التالي، وظل الحال على ذلك لآلاف السنين، ثم حدثت الثورات الصناعية، التي طالت كل شىء، ووصلنا إلى العصر الحديث وازداد سكان العالم وتضاعفت وانتشرت كذلك أمراض وآفات النباتات، فكان لزاماً على الحكومات أن تنطلق في مسارين على المستوى العلمى الزراعي، وهما الاهتمام والتركيز على بحوث زيادة انتاجية الحاصلات الزراعية كماً وكيفاً، وأيضا الدخول وبقوة في البحث عن وسيلة لمكافحة الآفات والأمراض النباتية والزراعية، غير أن فاتورة هذه البحوث والدراسات واستنباط السلالات فاقت ميزانيات الدول بكثير، وبات الوضع يحتاج إلى مصادر تمويل بملايين الدولارات، فكانت هذه فرصة الشركات العملاقة التى تولت هذه المسؤولية، وبالتالي تجنى الأرباح من إنتاج البذور والتقاوي، وتسويقها عالمياً بعد إنفاقها على حيازة والسيطرة على هذه الأصول الوراثية.

الشركات العالمية تسيطر على الزراعة

من هنا ونظراً لحاجة مزارعي العالم للتقاوي والبذور لزراعة أراضيهم، ومع تناقص وتدهور انتاجية ونوعية البذور والتقاوي، التي كان يقوم بتخزينها المزارع والفلاح البسيط سنوياً من محصوله، بدأ يلجأ إلى شراء ما يحتاجه من هذه شركات ووكلائها بعد أن انتشرت فى الريف والحضر والمراكز والمحافظات، وشيئاً فشيئاً سيطرت هذه الشركات على المزارعين وعلى الدول نفسها، حتى باتت 10 شركات عالمية تحتكر حوالى 80% من إنتاجية وتوزيع البذور والتقاوى فى العالم وتنتمى للدول المتقدمة علمياً وتكنولوجياً.

في المجال الزراعي والاقتصادي قامت هذه الشركات بجانب الإنتاج بتسجيل ما تقوم بتطويره وتحديثه من خلال قوانين الملكية الفكرية وحقوقها وهذه الدول حسب آخر الإحصائيات المتوافرة عالمياً، هي 3 شركات أمريكية وشركة سويسرية و أخرى فرنسية واثنتين ألمانيتين واثنتين يابانيتين وشركة دنمركية، وتسيطر الشركات الأمريكية على 42% من إنتاج التقاوي والبذور في العالم، كما تستحوز الشركة السويسرية على 9% من الإنتاج وتسيطر الشركة الفرنسية على 6%، بينما تستحوز الشركتان الألمانيتان على 5% و تقدر نسب سيطرة الشركتين اليابانيتين على 4% ، بينما تستحوز الشركة الدنمركية على 2%.

البقاء للأقوى زراعياً

أحد الخبراء الزراعيين، أكد أن البقاء أصبح للأقوى زراعياً وعلمياً، لأن السيطرة على التقاوى والبذور يخنق دول العالم الصغيرة ، ويتلاعب بها وبمستقبلها يميناً وشمالاً، وليس أمامنا سوى تطوير مراكز البحوث الزراعية، وسرعة تمويل استنباط السلالات النباتية وتطويرها، وإلاّ فسوف نصبح تحت رحمة هذه الدول الكبرى، التى تنفق على أبحاثها الزراعية ملايين الدولارات، وتجنى المليارات.


 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق