جماعة الإخًوان ...والخطاب الديني

الإثنين، 16 يوليو 2018 02:11 م
جماعة الإخًوان ...والخطاب الديني
عائشة سالم الرشيد تكتب :

إن جماعة الإخًوان وبعض من رجال الدين ونواب تيار الإسلام السياسي والتنظيمات التي خرجت من تحت عباءة الإخًوان. والمفسدون فسروا القرآن بما يتناسب مع أهوائهم فحرفوا الكلم عن موضعه وشوهوا صورة الإسلام الحقيقي وخالفوا شرع الله في كل ما يخص الحياة البشرية ! وأنهم تعمدوا تشويه الرسائل السماوية وحرفوها لتتلاءم مع غاياتهم السياسية وهم بهذا الأمر يتجنون على دين الله وعلى رسوله صلَّ الله عليه وسلم بهدف تفصيل الدين على مقاساتهم ! فبحثوا عن الآيات التي لها أكثر من وجه للتفسير بهدف تضليل الناس باسم الدين ! وعاثوا في الأرض فسادًا وزعزعوا أركان المجتمعات الإسلامية وأمة اقرأ لا تقرأ وتجهل أمورها الفقهية فاستغلهم هؤلاء اسوأ استغلال في تفسير الدين حسب أهوائهم ! إن بعض رجال الدين وتيار الاسلام السياسي بل معظمهم يعلمون علم اليقين بأنهم بلا ضمير لأنهم لو كانوا يملكون أبسط نسبة من الضمير لكانوا عاملوا الناس كما أوصى الرسول صلَّ الله عليه وسلم في سنته الشريفة وكما أوصى الله في كتابه المقدس لكنهم يعلمون علم اليقين أنهم لو تَرَكُوا الناس سيخسرون وسيهزمون ولكن بسطوا نفوذهم وسيطرتهم وهم يعلمون أن المرأة نصف المجتمع وهذا النصف قادر على التأثر والتأثير لذا في خطاباتهم الدينية تلاعبوا في ملكاتها وخوفوها وقللوا من شأنها حتى لايكون لها تأثير على الأب والأبناءوالزوج ليكونوا صفاً واحدًا ضدهم وضد المعترك السياسي الذي يخوضونه ! لذا كان الخطاب الديني لايتلاءم نهائياً مع الإسلام الذي هو منهج حياة وأمن واستقرار وتسامح وأمان وأخلاق وقيم وسلوك ومعاملة فقدموا صورة ممسوخة ومشوّهة عن الدين الإسلامي الحنيف وبسببهم وُصم الإسلام بالإرهاب ! الإسلام بريء من بعض رجال الدين الذين يجبرون الناس على القيام بأعمال لايرضونها ولأن الإسلام دين يسر وليس دين عسر ! لذا نرى الخطاب الديني الذي سيطروا عليه دائماً يتجه للعنف بكافة أشكاله العنف السياسي والعنف في تفسير الاسلام وكتاب الله والعنف في التعامل مع المرأة ومع الأسف من جهلاء تدثروا بالدِّين فقلبوا الحياة رأساً على عقب فدمروا الأوطان وشردوا الناس وسفكوا الدماء وقتلوا الأطفال والنساء والرجال ولم يسلم أحداً منهم ! ولم تسلم منهم الجامعات ونقلوا العنف السياسي الى داخل دور العلم الجامعات ونشروا أفكار الغلو والتطرف ! كما مارس هؤلاء عنف الفساد والظلم والاستبداد وجرائم الاستبدادالسياسي كما حدث في ثورات الربيع ( العبري) ولازال ذلك مستمرًا في تونس و ليبيا واليمن وسوريا ...ومصر ! سنوات طوال منذ نشأة جماعة الإخًوان وما تفرخ عنها كانوا يفرضون الوصاية الفكرية على المجتمع ! آن الأوان أن يكون الخطاب الديني نابع من منهج الحياة القرآن الذي يمتاز بالوسطية (وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) أي الاعتدال في كل شيء ! الخطاب الديني الذي يدعو إلى الحب والتسامح وقبول الآخر ( إنَّا خلقناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ) وليس لتتناحروا ! التيارات السياسية الدينية ومدارسها الفكرية أعداء الحرية والمساواة ( نحن ديمقراطيون حتى نصل إلى السلطة وبعد ذلك لا نعترف بالديمقراطية ) وعندما حكم الإخًوان مصر شاهدنا إعصارًا من الكراهية الذي أطاح بالقيادات المناوئة وظهر للعلن المبدأ التاسع ( احرص أن لا يقع القرش إلا في يد أخيك المسلم ) ليتم القضاء على ما بقى من ظواهر الألفة والمودة ! وهنا طائفية الإخًوان قسمت المواطنين وكادوا أن يدخلوننا في متاهات مستقبل مظلم !

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق