كورت ماسور.. الأسطورة الحية

فى مثل هذا اليوم من عام 1927، ولد المايسترو العالمي، وصاحب رسالة السلام فى موسيقاه كورت ماسور، فى مدينة برتسيج البولندية التى كانت معروفة آنذاك باسم بريج، واكتشف منذ نعومه أظافره ولعه بالموسيقى وعلم نفسه طريقة فى العزف على البيانو. 

 

التحق ماسور بتدريب مهنى للعمل كفني كهرباء، تنفيذا لرغبة والده، قبل أن يبدأ عام 1942 دراسة الموسيقى، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية انتقل ماسور إلى مدينة لايبزغ الألمانية لدراسة قيادة الأوركسترا والتأليف الموسيقي.

 

 

ومع سقوط جدار برلين وإعادة الوحدة بين شطرى ألمانيا، بدأت شهرة كورت ماسور على المستوى العالمي، وتهافتت عليه عروض القاعات الموسيقية العالمية التى استقطبته بداية التسعينات لقيادة فرق موسيقية مرموقة فى نيويورك ولندن وباريس.

 

وفى عام 1970 تولى ماسور رئاسة أوركسترا لايبزغ فى ألمانيا الشرقية السابقة وظل فى هذا المنصب حوإلى 30 عاما، وتمثل هذه ألفترة المنطلق الأساسى لحياته ألفنية إذ نجح الموسيقار العالمى فى تحقيق شهرة واسعة للأوركسترا التى قادها وبلور خصوصية الميزة فنية التى تمتعت بها- وذلك حسب تصريح له قبل رحيله.

 

ولعب الموسيقار الشهير دورا واضحا مع بداية خروج المظاهرات خريف عام 1989 واقتراب نهاية فترة تقسيم ألمانيا، عندما هددت السلطات باستخدام ما يزيد على ثمانية آلاف من رجال الشرطة والجيش ضد المتظاهرين السلميين كان ماسور صاحب مبادرة «لا للعنف» الذى دعا إليه فى إذاعة لايبزغ، وساهم من خلال هذا النداء فى عدم تصعيد الموقف خلال ذلك اليوم، وكان نص النداء الذى تم بثه فى التاسع من أكتوبر 1989: «قادتنا مسئوليتنا ومخأوفنا المشتركة لهذا اليوم. نحن مهتمون بالتطورات التى تشهدها مدينتنا ونبحث عن حل لها. أطالبكم بالعقلانية حتى لا تضيع فرص الحوار».

 

 

 

وعندما وقعت أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 فى أمريكا، كان ماسور يتولى قيادة أوركسترا فيلهارمونيكا فى نيويورك فغير وقتها برنامج عروض الأوركسترا واختار مقطوعة للموسيقار الألمانى يوهانس براهمس لتأبين الضحايا وتعزية أسرهم.

 

 

وعندما قرر ماسور ترك فيلهارمونيكا نيويورك عام 2002 منحته الأوركسترا أعلى لقب شرفى تمنحه، لم يحصل عليه منذ تأسيسها قبل 150 عاما إلا الموسيقار الأمريكى ليونارد بيرنستاين.

 

 

ترك كورت ماسور بصماته فى عالم الموسيقى خلال أكثر من ثلاثة عقود لم تخل من النشاط السياسي، وهو ما كان سببا رئيسا فى تعريفه بالأسطورة الحية فى الوسط الموسيقي.

 

حصل كورت ماسور فى عام 2010 على الجائزة الموسيقية المرموقة "إيكو" تكريما له على مجمل أعماله، وتوفى فى 19 ديسمبر 2015، فى الولايات المتحدة الأمريكية.