لماذا أخرج الأمن السعودي «عبدالمنعم مدبولي» من الحرم المكي؟

الجمعة، 20 يوليو 2018 09:00 ص
لماذا أخرج الأمن السعودي «عبدالمنعم مدبولي» من الحرم المكي؟
الفنان عبد المنعم مدبولي
زينب عبداللاه

 
جوانب كثيرة فى حياة الفنانين لا يعرفها الجمهور، أحيانا يؤدى الفنان أدوارا كوميدية بينما يعيش فى حياته مأساة درامية، وأحيانا يمثل أدوار الشر والعنف بينما يحمل قلب طفل رقيق، وكثيرا ما يظهر بدور الهاديء الطيب رغم طباعه العصبية.
 
 
فى حياة الفنان الراحل عبدالمنعم مدبولى جوانب كثيرة، تحكيها منها ابنته أمل لـ «صوت الأمة»، تقول عن أصعب المواقف فى حياة والدها: «في أوائل الستينيات أراد البعض إبعاده عن مسرح التليفزيون فحزن حزنًا شديدًا وشعر بعدم التقدير، وعندما أراد السيد بدير أن يسترضيه، قال: خلاص بطلت تمثيل وها بيع كشرى، وبالفعل توقف فترة عن التمثيل وساءت حالته النفسية».
 
 
حملت الأعمال التي قدمها مدبولي في السينما، جانبا من شخصيته وانفعالاته وطريقته في الكلام، تضيف «أمل»: «والدى لم يكن يمثل بل كان يعيش، يشبه فى حنانه شخصية «بابا عبده» في مسلسل «أبنائي الأعزاء» شكرًا لكنه لم يكن سلبيا مثله، وكانت شخصيته قوية، وكنا نخاف من غضبه، لكنه لم يكن عنيفا».
 
 
تابعت: «من عصبيته سماه أصدقاؤه نيرون، وكان المشهد الأقرب للواقع، وقت ظهرت انفعالاته الحقيقية في مسرحية «ريا وسكينة» عندما ضربته الفنانة شادية بالقلم، ظهر بنفس الصوت والخنقة ولون البشرة وجحوظ العين».
 
 
تحكى عن إحدى مواقفه الطريفة: «وقت وجود والدي في الحرم أثناء أداء فريضة الحج مع والدتي، رآه أحد الحجاج المصريين وسلم عليه وقبل رأسه ويده، وقتها مر وفد آسيوي ورأوا الرجل يفعل ذلك، فاعتقدوا أن والدى أحد أولياء الله، فتزاحموا عليه يقبلون يده ورأسه، ولم يستطع الخروج من الحرم إلا برجال الأمن».
 
 
الراحل عبد المنعم مدبولي المولود فى حى باب الشعرية عام 1921، شكل مدرسة كوميدية مستقلة في الضحك الراقي، وأسس العديد من الفرق المسرحية مثل «المسرح الحر» عام 1952 و«الكوميدي» 1963 و«الفنانين المتحدين» 1966 و«المدبوليزم» 1975.
 
 
بدأ مدبولي حياته الفنية في البرنامج الإذاعي الشهير «ساعة لقلبك»، بعدها انضم لمسرح التليفزيون، وأسس مع رواد جيله فؤاد المهندس وأمين الهنيدي وغيرهما مدرسة كوميدية استمدت تراثها من الجيل السابق الريحاني والكسار.
 
 
قدم العديد من الأعمال التى تعد علامات فى تاريخ الفن، سواء فى السينما أوالمسرح أو التلفزيون ومنها: «أفلام الحفيد ـ مولد يا دنيا ـ إحنا بتوع الأتوبيس»، ومسلسلات: «لا يا ابنتى العزيزة، وأبنائى الأعزاء شكرا، وفوازير جدو عبده»، إضافة: «المفتش العام، السكرتير الفني، وأنا وهو وهى، والناس اللي تحت، ريا وسكينة، ومع خالص تحياتي».
 
 
قدم عددا من أشهر أغانى الأطفال ومنها: «توت توت، وكان في واد اسمه الشاطر عمرو، وجدو عبده» وغيرها، كما تخرج على يديه العديد من نجوم الكوميديا ومنهم: «عادل إمام، سعيد صالح، يونس شلبي، محمد صبحي وغيرهم»، وتوفى عملاق الكوميديا عام 2006 عن عمر يناهز 85 عاما بعد رحلة عطاء طويلة للفن.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق