في ذاكرة 23 يوليو.. عبد الناصر «البار بأهله» ويوسف صديق الهارب من الموت

السبت، 21 يوليو 2018 07:00 م
في ذاكرة 23 يوليو.. عبد الناصر «البار بأهله» ويوسف صديق الهارب من الموت
عبد الناصر

66 عاما مضت، على انتهاء لحظات الظلم والتبعية للاستعمار الأجنبي، بعد عصور من الظلام عاشتها مصر مع أبناء أسرة محمد علي، ومع مرور تلك السنوات يتذكر المصريين رجال من كانوا سببا في إعلان سيادة الدولة، ليسجل التاريخ كل من شارك ودعم وخطط في سجلات الطامحين للحرية، تحت عنوان «الضباط الأحرار». 

مع مرور تلك السنوات، هناك من يتذكر لحظات الألم وآخر يتذكر لحظات نجاح ثورة 23 يوليو  1952، وهناك من يتوارثها جيلا بعد جيل، منهم عائلة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.

في قرية بني مر بأسيوط، جلس المهندس على عطية حسين، ابن عم الراحل جمال عبدالناصر، يتذكر لحظات عاشها، كانت شاهدة على ما فعله الضباط الأحرار لأجل مصر، يقول: «كانوا يرون أنه لا يمكن أن يحكم أسرة محمد على مصر إلى الأبد، وأن مصر يجب أن يحكمها أبناؤها، وأن تنال الاستقال عن الاحتلال البريطاني.

خدم عبد الناصر فى وحدات حربية بمركز «منقباد» بأسيوط، بحسب الرجل الستيني: «جمال كان دائم التردد على منزل جده الحج حسين خليل بقرية بنى مر، وكان جده يحبه لأنه أول أحفاده، وكان يزوره حينما انتقل برفقة والده إلى القاهرة و الإسكندرية»، متذكرًا: «جدى جهز عزومة لعبد الناصر وزملائه فى الجيش أثناء قضائهم أوقات الإجازة فى أسيوط واستقبل جدى أعضاء مجلس قيادة الثورة بمنزل العائلة».

الحاج حسين، توسم في جمال خيرًا، ودائما كان يقول سيكون له شأن عظيم، يضيف علي عطية: «بعد وفاة جدي ظل عبد الناصر يزور قبره، وفى إحدى الزيارات ألقى خطبة على أهالى القرية، وقال لهم: «أنا جمال عبدالناصر وكلكم تعرفون عائلة الحاج حسين خليل، هى أسرة فقيرة وأنا سأعيش وأموت فقيرا».

شهد منزل الحاج حسين اجتماع الضباط الأحرار بحضور اللواء محمد نجيب، يشير علي عطية إلى أنهم كانوا يجلسون مسطبة طينية، وبعد وفاة الزعيم، زار الرئيس محمد أنور السادات وحسين الشافعي، وبعض قيادات ثورة 23 يوليو من الضباط الأحرار، منزل العائلة بقرية بنى مر لتقديم واجب العزاء.

الذكريات لم تنقطع هنا، ففي شارع «القنواتى» بحى باكوس بالأسكندرية، عاش الزعيم الراحل، وبعد وفاته ظل منزله مهملاً لسنوات طويلة، يدخله عمال وزارة الثقافة من حين لآخر لتنظيفه، إلا أن قررت الوزارة تحويله إلى مكتبة عامة.

تبلغ مساحة المنزل 160 مترا مقسم إلى 5 غرف، وسط قطعة أرض مساحتها 380 مترا تم استغلالها كمسرح مكشوف يسع سبعين فردًا.

وبيع منزل والد عبد الناصر إلى أسرة الصاوى بمبلغ 3 آلاف جنيه، بعد إتمام جمال عبد الناصر مرحلة تعليمة الابتدائية، وظل المنزل ملك هذه الأسرة، حتى اشترته محافظة الأسكندرية بأمر الرئيس الراحل أنور السادات بمبلغ 30 ألف جنيه لتخصيصه كمتحف..

يوسف صديق الهارب من الموت

5- يوسف صديق منقذ ثورة 53

للضابط يوسف صديق ذكريات هو الآخر، فهو فارس ثورة 23 يوليو، ومنقذها من الفشل، بتحركه مبكرا عن الموعد المتفق عليه، واحتلاله وقواته مقر قيادة الجيش، بعد إلقائه القبض على قيادات الجيش الملكى، قبل تحركهم للقبض على الضباط الأحرار.

وظل يوسف سنوات يقاوم أمراضه التى زادت حدتها خلال الثلاث سنوات الأخيرة قبل رحيله، و لم يتوقف لحظة عن حب الوطن وكتابة الشعر حتى وافته المنية فى 31 مارس عام 1975.

اللواء توفيق محمد توفيق ابن شقيقة «منقذ الثورة»، يتحدث عن خاله: «من الواجب أن يحظى بتكريم من الدولة بإطلاق إسمه على أحد الميادين أو الشوارع الكبرى بالقاهرة، أو بنى سويف مسقط رأس عائلته، حتى يعلم الجيل الجديد ما فعله من أجل مصر».

ينتمى يوسف إلى عائلة «الأزهرى» بزاوية المصلوب بمدينة الواسطى بني سويف، هناك حيث مدرسة تحمل اسم الضابط والشاعر الراحل محمد توفيق على خال البطل يوسف صديق.

يقول توفيق إنه فى بداية التسعينات كان أبناء وبنات يوسف فى زيارة للمتحف الحربى لم يجدوا تمثالا لأبيهم ضمن تماثيل أعضاء مجلس قيادة الثورة والضباط الأحرار، فأقاموا دعوى قضائية بمجلس الدولة وحصلوا على حكم بأحقية وجود تمثال لمنقذ الثورة مثل زملائه، وتم تنفيذ الحكم بصنع تمثال ووضعه بين تماثيل زملائه بالمتحف.

يتابع: «عندما كنت نائبا بمجلس الشورى لدورتين عن بنى سويف وخلال زيارة الرئيس حسني مبارك للمحافظة 2009، التقيت المشير حسين طنطاوى وزير الدفاع وقتها، وأكد لى أن يوسف ظلم ولم يأخذ حقه رغم حبه لمصر، وطلبت منه إطلاق إسمه على إحدى قاعات الكلية الحربية أومدرجاتها فوعدنى بذلك ولكن الظروف لم تمكنه من تنفيذ مطلبى»، و«في عام 2000 حصلت على موافقة المهندس سعيد النجار محافظ بنى سويف وقتها على إطلاق إسم يوسف صديق على ميدان الحمام بجوار الكنيسة المطرانية بمدينة بنى سويف، ووضع مسئولو الحى لافتة خشبية صغيرة على الميدان لا تليق باسم البطل الراحل، وما لبثت أن أزيلت من مكانها».

IMG-20180506-WA0064

يوسف منصور يوسف صديق الأزهرى مواليد عام 1910 ، جده «يوسف» ضابطا بالجيش المصرى وتولى منصب حاكم إقليم كردفان بالسودان، و عندما اندلعت الثورة المهدية قتل وأفراد أسرته ولم ينجو منهم سوى إبنيه أحمد و منصور والد يوسف، وهربا إلى مصر، وأقام منصور بزاوية المصلوب التابعة لمركز الواسطى، وتزوج ورحل بعد إنجابه يوسف بعام، ومرت السنوات وأنهى يوسف دراسته بالمرحلة الإبتدائية عام 1924، بمدرسة القرية التى أطلق عليها حاليا اسم خاله الضابط والشاعر الراحل محمد توفيق على، لينتقل إلى القاهرة ويلتحق بالمدرسة الخديوية الثانوية بالقرب من منزل الزعيم سعد زغلول «بيت الأمة»، فاستمع إلى خطب زعيم الأمة وشارك فى التظاهرات ضد الإنجليز ، وفى عام 1930، ورغم ميله للشعر والأدب لم يأخذ بنصائح خاله وأسرته بالالتحاق بكلية مدنية وفضل الالتحاق بالكلية الحربية ليتخرج ضابطا بالجيش و أطلق عليه «شاعر الكلية»، يلقى قصائده فى المناسبات الرياضية بين كليته وكلية البوليس «الشرطة» حاليا.

وتخرج يوسف صديق ضابطا من الكلية الحربية عام 1933، ليعمل بالسلوم ثم تنقل ما بين أماكن ووحدات عسكرية مختلفة منها القاهرة والإسماعيلية وأسوان وفلسطين والسودان، ونظرا لوطنيته وارائه الصريحة اصطدم بقيادات فاسدة داخل الجيش.

وأضاف : برغم اصابته بشرخ فى العمود الفقرى خلال أحد التدريبات ووضع «جاكت جبس» على المنطقة المصابة لمدة سنتين، إلا أنه حصل على شهادة كلية أركان حرب، وعين استاذا للتاريخ العسكرى بالكلية، و كان حريصا على إلقاء قصائده فى جميع المحافل خاصة بمقر نادى الجيش ليشيد بالمواقف الإيجابية التى تخدم الوطن وتندد بالقرارات الظالمة، إذ أشاد بموقف الملك فاروق فى إنشاء الجامعة العربية، وعندما انتقد قرار عزل الأميرالاى سليمان عبدالواحد من منصبه، كان جزاءه النقل إلى الإسماعيلية التى تفشت بها الكوليرا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق