«الأيد البطالة نجسة».. قصة حارس عقار وسباك حصلا على الماجستير لنيل وظيفة حكومية

الأحد، 22 يوليو 2018 03:00 م
«الأيد البطالة نجسة».. قصة حارس عقار وسباك حصلا على الماجستير لنيل وظيفة حكومية
جامعة القاهرة
كتب محمود حسن

فى عام 2011 كان عدد الحاصلين على درجة الماجيستير فى مصر 8 آلاف و600 طالب، لكن هذا العدد قفز فجأة ليصل فى عام 2015 إلى 21 ألف و488 طالبا، بحسب الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء.
 
قفزة هائلة فى أعداد هؤلاء الطلبة تقدر بمرتين ونصف، كان سببها الأكبر هو قيام الدولة فى مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير بتعيين حملة الماجيستير والدكتوراة فى الجهاز الإدارى للدولة، لكن الأمر لم يدم طويلا خاصة بعد صدور قانون الخدمة المدنية، الذي استهدف خفض التوظيف الحكومي لحملة الماجستير والدكتوارة، في محاولة لوقف حالة اكتظاظ المؤسسات الحكومية بالعمالة والتي أصبحت تحديًا يواجه الدولة بأكملها لوقف الدين العام وعجز موازنة الدولة.
 
ورغم ما خلفه قانون الخدمة المدنية من مشاكل للعديد من هؤلاء الذين ذهبوا لحلم الحصول على الماجيستير من أجل وظيفة حكومية، ولكن كان دافعًا لهؤلاء ليكون لهم دور إيجابي في بناء المجتمع، فلم يعق غلق القانون الجديد باب التوظيف الحكومي من بحثهم عن فرصة عمل أخرى شريفة للتغلب على متاعب الحياة.. رافعين شعار «الأيد البطالة نجسة».
 
أحمد عبد اللطيف.. "سباك" بدرجة ماجيستير 
ظل أحمد عبد اللطيف منذ حصوله على درجة "الليسانس" فى الحقوق من جامعة بنى سويف عام 2007، يبحث عن فرصة عمل تعينه على أن يستكمل حياته، تخبط كثيرا حسبما يقول فى دروب القطاع الخاص، حتى جاء عام 2012 فقرر أن يحضر لشهادة الماجيستير لعلها تكون كشهادة وسيلة للحصول على وظيفة ملائمة براتب جيد. 
 
ورغم أن أحمد ظل فترة يحضر الماجستير حتى نال أعلى درجاته، لم يعيقه إغلاق باب التوظيف الحكومي من العمل في مجال آخر حتى تتحسن الظروف، حيث يقول أحمد لـ "صوت الأمة" إنه انكب على الدراسة وتفرغ لها تماما، ولعامين كاملين ترك العمل فقط من أجل الحصول على الماجيستير، لكنه بعدما حصل على الماجيستير اكتشف أنه لن يكون وسيلة للترقى وظيفيًا، مؤكدًا أنه أمام ضعف رواتب القطاع الخاص وانعدام الفرصة فى وجود وظيفة حكومية، قرر أحمد أن يتجه للعمل "سباك".
 
ويضيف أحمد: "أنا متزوج، ولدى أطفال، كان يجب على أن أتحرك للعمل في أي مجال كان، ظهرت أمامى وظيفة العمل كسباك، فى البداية كان العمل لدى أحد الأسطوات بـ"اليومية" ولكن اليوم بـ "الشهر"، ورغم قضائي عامين من الجهد والتعب من أجل الحصول على "الماجيستير" أنا الآن أعمل سباك .
 
يوضح أحمد لـ "صوت الأمة": "لما اتخرجت اتعرض علي وظيفة بـ 300 جنيه، قلت دي عمرها ما هتخلينى اتجوز، سافر للعمل بأحد الدول الخليجية وهناك تمكن من ادخار المبلغ الذى أعانه على الزواج، ثم بعد رحلة الماجستير لم يكن هناك من سبيل سوى العمل كسباك.
 
يختتم أحمد حديثه لـ "صوت الأمة" فيقول: "عمرى ما فقدت الأمل إن وضعى يتغير، لكنه هيفضل موجود، وإن كان بيضعف وبيقل في الحصول على وظيفة حكومية، فأنا عمرى 35 سنة، هل يا ترى هستمر حتى أحصل على هذه الوظيفة أم لأ؟ .. مش عارف".
 
محمد سيد.. حارس عقار برسالة ماجيستير
حكاية أحمد عبد اللطيف الذى يعمل "سباك" رغم حمله درجة الماجيستير لا تختلف كثيرًا عن حكاية محمد سيد صاحب درجة الماجيستير فى العلوم الإدارية، الذي استكمل عمله بدلًا من أن يجلس على المقاهي كعاطل متذرعًا بحصوله على درجة عالية من التعليم، فبعد تخرجه من الجامعة عام 2009، وجد نفسه مضطرا للعمل كى يساعد والده على مصاريف البيت، وامام ذلك كانت المهنة الوحيدة التى وجدها متاحة هو العمل كفرد أمن أو "حارس عقار".
 
يقول محمد لـ "صوت الأمة" إنه لم يجد وظيفة تعطيه راتبا ملائما سوى مهنة حارس العقار، ظل 5 سنوات محاولا البحث عن مهنة أخرى تلائم دراسته للعلوم الإدارية وتدر عليه نفس الراتب بحيث لا يتأثر دخله لكنه لم يجد، فى هذه اللحظة برزت فى رأسه فكرة الحصول على ماجيستير فربما يكون معينا للعمل فى مكان آخر.
 
ويضيف محمد إنه ظل يدرس لفترة عامين بجانب وظيفته حتى نال أخيرا درجة الماجيستير، لكنه بعدها لم يجد عمل بعد حصوله على الماجيستير، مؤكدًا أن لا يرى غضاضة في العمل بمهنته كحارس عقار بالتجمع الخامس، لاسيما وانه لا يشعر بالكثير من الندم كما يقول، خاض التجربة ووضع أملا لكنها لم تغير كثيرا فى حياته، رغم خسارته  المادية وخسارة الدولة التى أنفقت عليه حتى يحصل على هذه الدرجة العالية من التعليم، بحسب وصفه.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق