لماذا تصور العدالة ﺑاﻣﺮﺃﺓ ﻣﻌﺼﻮﺑﺔ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﺗﺤﻤﻞ سيفا ﺑﻴﺪ ﻭميزانا ﺑﺎﻟﻴﺪ ﺍﻷﺧﺮﻯ؟

الخميس، 26 يوليو 2018 08:00 ص
لماذا تصور العدالة ﺑاﻣﺮﺃﺓ ﻣﻌﺼﻮﺑﺔ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﺗﺤﻤﻞ سيفا ﺑﻴﺪ ﻭميزانا ﺑﺎﻟﻴﺪ ﺍﻷﺧﺮﻯ؟
لماذا تصور العدالة ﺑاﻣﺮﺃﺓ ﻣﻌﺼﻮﺑﺔ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ؟
علاء رضوان

قديما منذ فجر التاريخ كان يرمز للعدالة بـ«امرأة معصوبة العينين تحمل ميزاناً وسيفاَ»، فقد تم استخدام هذا التعبير عبر قرون متعددة وحضارات مختلفة ومتباينة، وذلك لدلالته القوية ومعناه الواضح، حيث تلعب المرأة دوراً فعّالاً وحيوياً في بناء المجتمع، فهي اللّبنة الأساسيّة للمجتمعات المتقدمة، وهي كالبِذرة الّتي تُنتج ثماراً تصلُح بصلاحها وتفسد بفسادها؛ فهي من تَبني الأجيال لِينهضوا بحضارتهم، ويصنعوا مستقبلاً واعداً لبلادهم.

وبسبب هذه الأهمية الكبرى للمرأة كانت هي سيدة العدل وأصبحت رمزا له في كافة أصقاع  الأرض، فهى تعتبر منحوتة «سيدة العدل» من بين التماثيل الأعظم المعترف بها عالمياً ومن المثير للاهتمام أن هذا التمثال موجود في معظم المباني القانونية وبيوت العدل في العالم. 

اصليه

 

وفى داخل قاعات المحاكم على مستوى العالم توضع هذه الصورة للمرأة المعصوبة التى تمثل العدالة لتذّكر العاملين بقطاع القضاء بالعدل للجميع، فإذا كانت البشرية منذ عهود سحيقة قد اتخذت من المرأة أعلى صورة للعدالة، فما الذى جعل دورها يتلاشى فى معظم المجتمعات العربية والإسلامية بهذه الصورة.

والسؤال الذى يطرح نفسه هنا..لماذا يرمز للعدالة بامرأة معصوبة العينين..تحمل بيدها ميزان..وبالأخرى سيف؟  

يُجيب طارق جميل سعيد، المحامى والخبير القانونى، أن هذه الصورة ترمز إلى المدرسة الجنائية التقليدية التي يقيس القاضي فيها حجم العقوبة بقدر حجم الجريمة دون أن ينظر إلى شخص المجرم والأسباب التي دفعته إلى ارتكاب الجريمة، ولهذه الأسباب ظهرت بعدها المدرسة «النيو كلاسيكية» لكنها لم توفق وبعدها ظهرت المدرسة الوضعية الإيطالية بزعامة الطبيب العسكري «لومبروزو» حيث تم تصنيف المجرمين إلى المجرم بالصدفة والمجرم الخلقي وغيرها من التقسيمات، فضلاَ عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي للمجرم وأخذ هذه الظروف بنظر الاعتبار عند تحديد العقوبة والمعروف «بمبدا تفريد العقوبة» فأصبح للقاضى حرية إصدار العقوبة تشديدا أو تخفيفا طبقا للسيرة الجنائية «صحيفة السوابق» . 

افضل عشر صفات في المحامي المحترف-compressed

ووفقاَ لـ«سعيد» فى تصريح لـ«صوت الأمة» أنه عن الرﻣﺰ ﻟﻠﻌﺪﺍﻟﺔ ﺑﺈﻣﺮﺃﺓ ﻣﻌﺼﻮﺑﺔ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻴﺰﺍﻧﺎً ﺑﻴﺪ ﻭﺍﻟﺴﻴﻒ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﺍﻷﺧﺮﻯ، فإن «ﻣﻌﺼﻮﺑﺔ ﺍلعينين» ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﺼﻮﻡ ﺩﻭﻥ أﺩﻧﻰ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻨﻬﻢ، أﻣﺎ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ تحمله ﻓﻴﻪ إﺷﺎﺭﺓ إﻟﻰ ﺍﺣﻘﺎﻕ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮن.

ﺑﻴﻨﻤﺎ «ﺍﻟﺴﻴﻒ» ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺮﺍﺩﻋﺔ ﻟﻠﺠﺎﻧﻲ ﻭﺍﻷﻗﺘﺼﺎﺹ ﻣﻨﻪ ﻟﺘﻌﻴﺪ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺑﺬﻟﻚ، ﺍﻷﻣﻮﺭ إﻟﻰ ﻧﺼﺎﺑﻬﺎ ﻭﺑﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻋﺎﺩﺓ ﻛﻔﺘﻲ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﺘﻴﻦ ﺑﻌﺪ أﻥ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺍﻟﻤﺠﺮﻡ ﺟﺮﻳﻤﺘﻪ ﻓﺴّﺒﺐ ﺍﺧﻼﻻً ﻓﻴﻬﺎ، ﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ «ﺇﻣﺮﺃﺓ» ﻭ ﻟﻴﺴﺖ ﺭﺟﻼً ﻓﻬﻲ ﻟﻺﺷﺎﺭﺓ ﺃﻧﻪ ﺭﻏﻢ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻭ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻛﻮﻥ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﺭﺣﻢ ﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ.

اقرأ أيضا:  
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق