"مراكز التسوق" .. كيف صممت ممراتها لدفعك إلى شراء أشياء لا تحتاج لها؟

الأربعاء، 01 أغسطس 2018 04:00 ص
"مراكز التسوق" .. كيف صممت ممراتها لدفعك إلى شراء أشياء لا تحتاج لها؟
سوبر ماركت
كتب محمود حسن

كم مرة ذهبت إلى "مراكز التسوق" لتكتشف بعد خروجك منها كم كانت ضخمة فاتورة شرائك وأنك قمت بشراء أشياء لا تحتاج إليها؟، بالتأكيد الكثير من المرات فكلنا تقريبا تعرضنا إلى هذا الموقف، لكن مالم نكن نعرفه جميعا أنه تم تصميمه لمزيد من الإنفاق والمزيد من الشراء، يكفيك أن تعرف أن أول مصمم لمركز تسوق فى العالم، وهو مول "ساوثديل سينتر" فى ولاية مينيسوتا الأمريكية عام 1965، وهو المعمارى فيكتور غورن، قد وصف المولات بأنها "مشروعات شريرة" قائلا إن بناء هذه المشروعات غير مجدى وأمر أصابه بخيبة أمل.

فيكتور غورن
فيكتور غورن

 

أول ما يصادفك عند دخول مراكز التسوق هو بالطبع "العروض" بعضها يكون حقيقيا لجذب مزيد من الزبائن إلى سلعة ما، بعضها الآخر يكون محاولة للتخلص من سلع اقترب موعد انتهاء صلاحيتها، وبعضها الآخر قد يكون مختلقا تماما ولا يعنى شيء، لكن رؤية سعر قديم وتم شطبه وكتابة سعر جديد عليه هو فى حد ذاته أمر مشوق.

 

بمجرد دخولك إلى "المول" فإن السلع غير الأساسية هى أول ما سيصادفك، مازالت محفظتك ملئى بالأمول وعربة التسوق فارغة، لا مانع من شراء منتجات قد لا تكون فى حاجة حقيقية إليها على اعتبار الترفيه، العديد من الممرات إذا تم إلغاءها من مراكز التسوق فعلى الأرجح لن يشعر الشخص بالحاجة إليها، فى النهاية فإن السلع الأساسية والتى تكون اكثر احتياجا لها ستكون متواجدة فى الخطوة قبل الأخيرة من التسوق.

المقرمشات والحلويات وسلع قد لا تحتاجها اول ما يصادفك
المقرمشات والحلويات وسلع قد لا تحتاجها اول ما يصادفك

 

وأخيرا يأتى دور "ممر الندم" ففى أثناء انتظارك لسداد فاتورة مشترياتك، فإن هناك حلوى وشيوكلاته فى الانتظار بالقرب من "الكاشير" تلك السلع التى ستلفت بالقطع أنظار الأطفال وقد يحرجك تشبثهم بها أمام المنتظرين الآخرين، كما أنه لا مجال للمساومة أو المراجعة فآخرون فى الانتظار و"الكاشير" ينتظرك.

 

وزارة الصحة البريطانية اتخذت هذا الأسبوع قرارا بمكافحة خطط مراكز التسوق وتعديلها، فى إطار حربها للقضاء على "السمنة" التى باتت منتشرة فى المملكة المتحدة اكثر من اى وقت مضى، حيث وضعت خطة محددة لحظر وضع الحلوى والمقرمشات التى تحتوى دهون عالية عند مخارج "السوبر ماركت" كى تمنع ما أطلق عليه بـ "ممر الندم".

ممرات الندم
ممرات الندم

 

لا يتوقف الأمر عند هذه النقطة فقط، بل إن عددا من "مراكز التسوق" قد اعادت افتتاح ما يسمع بمراكز "بيع بقايا الطعام الصالحة للاستهلاك"، فى محاولة للحد من إهدار الطعام، وهو عبارة عن مخازن ضخمة يتم وضع البضاعة السليمة التى اوشكت صلاحيتها على الانتهاء لبيعها هناك باسعار مخفضة للغاية بدلا من أعدامها، خاصة فى ظل وجود سياسات لبعض مراكز التسوق مثلا لبيع المخبوزات طازجا يوما بيوم، لكن إن بقيت المخبوزات لليوم التالى فإنها ستبقى أيضا صالحة للتناول، وهو ما يحدث فى بيوتنا غالبا، فبدلا من الإهدار فإن هذه المخبوزات يتم بيعها باسعار اقل مع إعلام المشترين.

 

مول لبيع الطعام غير المرغوب فيه
مول بريطانى لبيع الطعام غير المرغوب فيه

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق