نختلف و لكن!

الأربعاء، 01 أغسطس 2018 10:50 ص
نختلف و لكن!
بقلم : سمر جاد

 
إن الأطفال لا يسمعون لنا بقدر ما يقلدون أفعالنا, وبالتالى علينا أن نعمل جاهدين على أن نكون لهم قدوة حسنة.ولقد نشئنا ونحن صغاراً  فى مجتمع على قدر كبير من التجانس الفكرى، على عكس ما يحدث الآن مع الأسف. فلقد وسعت الفجوة الفكرية ليس فقط بين أفراد المجتمع، ولكن بين أفراد الأسرة الواحدة.
 
ولقد وقفت أراقب من بعيد اختلاف الآراء فى إحدى المناسبات، حتى عمت الضوضاء المكان ، وتاهت الكلمات بين أفواه لا تسكت و آذان لا تسمع.
 
وينظر إلينا أبناؤنا و هم فى حيرة من أمرهم.....لا يفهمون....لا يسمعون....
 
ونجدهم، ويا للعجب، لا يستمعون إلينا حين نتحدث. ولا يدعون لنا مجالاً للنقاش....
 
كيف أصبحوا بهذا العناد؟ لأننا بكل بساطة لم نعلمهم ثقافة الحوار؟
 
نحتاج جميعاً إلى لحظة صمت.....نبدأ بعدها فى إقامة حوار هادئ مع أولادنا لكى يفهموا أهمية النقاش. 
 
ولكن  ألا يجب أن نجيد نحن الكبار ثقافة الحوار حتى نعلمها لأبنائنا؟
 
فإذا تأملنا ما يحدث فى معظم البرامج الحوارية، نجد أن الضيوف يقاطعون بعضهم البعض فى محاولة لفرض رأيهم و تنقلب الحلقات إلى ساحات للمعارك اللفظية....فيضيع الحوار.
 
يجب علينا إذن أن نقف وقفة مع أنفسنا، ونتذكر عندما نتناقش مع الآخرين، أنه كما يحق لى أن أعبر عن رأيى بكل حرية، فإنه يحق للآخر أن يرى أننى قد جانبنى الصواب، وله  فى ذلك مطلق الحرية، وهكذا سيتعلم أولادنا حقهم فى حرية الرأى و يتعرفون على قواعدها.
 
فحرية الرأى لا تعنى أن نتعدى على الآخرين ولا أن نتهمهم افتراء.
 
و حرية الرأى تتضمن أن نعبر عن أفكارنا دون محاولة فرضها على الآخرين.
 
إن حرية الرأى هى أن نسكن جميعاً وطناً واحداً بل و أسرة واحدة...نختلف دون أن نتخاصم.
 
فما أشد حاجة الوطن الى أن نتكاتف جميعاً و ننحى اختلافاتنا جانباً. وما أشد احتياجنا إلى الشعور بالحرية.
 
فهيا بنا لنعمل على نشر ثقافة الإختلاف، ولنجعل من اختلاف آرائنا قوة تمنع غفلتنا عن الأخطاء، و تعطى كل ذى حق حقه دون السماح بأن يفرق بيننا تبايننا .
 

 

تعليقات (8)
سمر هي احلى قدوه
بواسطة: Mahy
بتاريخ: الخميس، 02 أغسطس 2018 12:08 ص

نعم انا معكي في كل ما ذكرتيه اتمنى ان نفتح قلوبنا وعقولنا لتسع الراي الاخر ولكي جزيل الشكر يا احلى وارق واطيب كاتبه واروع مفكره ومبدعه

مقال رائع
بواسطة: Merhan
بتاريخ: الخميس، 02 أغسطس 2018 09:09 ص

مقالة رائعة، ولغة الحوار مفتقدة فعلا في هذه الأيام

التميز
بواسطة: منال سعد
بتاريخ: الخميس، 02 أغسطس 2018 11:58 ص

حب السلطة والتميز من امراض هذا العصر. فقليلا من الحرية في البيت من السلطة الابوية والزوجية وشوية حرية في ابداء الراي في المدرسة والجامعة نصل للمقولة الشهيرة الاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية.

ثقافة الحوار
بواسطة: باسم
بتاريخ: الخميس، 02 أغسطس 2018 11:59 ص

مقال اكثر من رائع. ..كلنا نحتاج أن نتعلم كيف نختلف.

يد واحدة
بواسطة: ايمان
بتاريخ: الخميس، 02 أغسطس 2018 12:06 م

نعم نحتاج أن نكون يد واحدة...لا يفرق بيننا تبايننا

نسمع بعض
بواسطة: ساسر
بتاريخ: الخميس، 02 أغسطس 2018 12:14 م

فعلا يجب أن نسمع بعضنا البعض. ..حتى يتعلم أولادنا لغة الحوار

أدب الحوار
بواسطة: ثناء
بتاريخ: الخميس، 02 أغسطس 2018 01:50 م

كان الرسول خير قدوة فى أدب الحوار.

القدوه
بواسطة: د. احمد ضيف
بتاريخ: الخميس، 02 أغسطس 2018 07:15 م

صدقت والله فهناك عدد من الصفات والممارسات لو أجدناها لتغيرت حياتنا تماما الى الأفضل ومن الأمثله لهذا: - القدوه الحسنه - ثقافة الحوار - قبول الرأى الاخر حتى لو لم يطابق مانؤمن به - تحكيم العقل قبل الانفعال العاطفى - الايمان بأننا بشر وأى رأى لنا يقبل الصواب والخطأ

اضف تعليق