«جين فوندا».. درس «الشهرة» الذي يحتاج محمد رمضان أن يتعلمه

الأحد، 05 أغسطس 2018 05:00 م
«جين فوندا».. درس «الشهرة» الذي يحتاج محمد رمضان أن يتعلمه
جين فوندا مراسلة - محمد رمضان
محمود حسن

منح الله الفنان محمد رمضان موهبة حقيقية، وحبا كبيرا بين معجبيه، هو «الأسطورة» حتى لو اختلفنا على ما يقدمه وتناقشنا وتجادلنا بشأنه فلدى الرجل العديد من المعجبين والمحبين خاصة بين ابناء الطبقات الشعبية، لكن الشهرة هي سلاح ذو حدين يمكنها أن تدمرك كما صنعت منك اسما وبطلا معروفا، رمضان الذى بعد أن فاجئنا بكليب «نمبر وان» الذى يمتدح فيه نفسه.
 
قرر من جديد النجم الشاب أن يضرب بكليب آخر يمتدح فيه نفسه وهو كليب «أنا الملك»، وهو ما يجعل الكثيرين من المتابعين يعتقدون أن «رمضان» فى طريقه لتدمير نجوميته بهذه الطريقة، ويبدو أن النجم بحاجة إلى أن يستوعب درس «الشهرة» وكيف يمكن أن تدمر شخصا وبشدة، ويمكن أن يستوعب هذا من فنانة حصلت على أوسكار أحسن ممثلة لمرتين، وهى نجمة هوليود «جين فوندا»، والتى قادها الشغف للشهر إلى فعل سيجر عليها المشاكل طوال حياتها.
 
جين فوندا  (1)
 
فى بداية عام 1972 كانت جين فوندا هى نجمة هوليود الأولى بلا منازع، لقد حصلت لتوها على جائزة الأوسكار الأولى كأفضل ممثلة، عن دورها فى فيلم (klute)، قبلها بعامين كانت قد ترشحت أيضا، كانت فوندا هى نجمة الشباب الأمريكى بلا منازع، أسطورة فى الجمال والحب، هؤلاء الشباب الذين كان حوالى نصف مليون منهم يخدم بعيدا هناك فى الشرق الأقصى فى حرب «فيتنام» تلك الحرب التى ستلتهم أرواح ما يقرب من 58 ألف أمريكى.
 
عارضت «فوندا» الحرب كما عارضها الكثيرون ومن بينهم اسماء لامعة فى المجتمع الأمريكى، لكن فوندا المثيرة للجدل قررت أن تذهب إلى أبعد من هذا، وأن تسافر إلى «فيتنام الشمالية» حيث أرض العدو!، مستغلة أن الولايات المتحدة لم تعلن الحرب على فيتنام رسميا، وبالفعل فى يوليو 1972 فوجئ الشباب الأمريكى بمحبوبته السينمائية تذهب إلى فيتنام فى جولة بين مواقع الجيش الفيتنامى، بل وترتدى ملابس الجيش الفيتنامى وتلتقط لنفسها صورا وهى جالسة على منصة مدفعيتهم، ولأسبوعين طافت فوندا فيتنام الشمالية وبثت من هناك حلقات عبر إحدى الإذاعات التى تعاقدت معها، قبل أن تعود من جديد إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لكن فوندا التى عادت لم تكن هى فوندا التى ذهبت. 
 
جين فوندا  (3)
 
لأربع سنوات بعد انتهاء الحرب لم تشارك فوندا فى فيلم واحد، وهى البطلة التى حازت لتوها على جائزة الأوسكار، لم يكن هناك منتج مجنون واحد يستطيع أن ينتج لها فيلما حتى الأفلام التى انتجتها لنفسها لم يشاهدها أحد، لقد ظلت فوندا تناضل 6 سنوات كاملة حتى تستطيع أن تحصل على دور واحد يليق بها. 
 
بعد سنوات طويلة وفى مذكراتها تقول فوندا إنها شعرت بالرعب من ردة الفعل التى أصابت الأمريكيين من فعلها، بل إنها نادمة على ما فعلته وأنه تم التلاعب بها بواسطة الفيتناميين، لكن لم يستمع أحد لها، كان الناس يعاملونها بطريقة سيئة حتى انها عام 2005 واثناء توقيعها كتاب سيرتها الذاتية هاجمها بعض الأشخاص وبصقوا على وجهها.
 
جين فوندا  (2)
 
ما الذى دفع «فوندا» إلى أن تؤتى هذه الحركة الحمقاء التى طاردت تاريخها كله، والتى كررت الندم عليها فى اكثر من موضع دون استعداد لأن يتقبلها الجمهور من جديد، حتى انها اعلنت عن تقاعدها عام 1991، الذى دفعها هو "الشهرة" فالشهرة مثل المخدرات، قد تعطيك احساسا جميلا لكن ما أن ينتهى هذا الإحساس سريع الزوال حتى تجد نفسك مضطرا لأن تستجدى منه المزيد بأى طريقة كانت، حتى لو كانت إثارة الجدل واستفزاز الجماهير، تماما كما المخدرات هى الشهرة أنت تريد أن تكون دوما مخدرا ومنتشيا، تريد أن تكون فى محور الحدث، تستجلب المزيد من هذا الإحساس الممتع، لكن وأنت تفعل هذا فإنك على الأرجح تدمر نفسك وتجعل الناس ينفضون عنك، دون أن تشعر.  
 
 
محمد رمضان (1)
 
محمد رمضان (2)
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق