سمرعبد الرحمن تكتب: عبدالواحد وبدر..الحكاية فيها إنً

منذ أيام ظهرت حركة المحافظين وفوجئ أهالى كفر الشيخ بإستبعاد الدكتور اسامة حمدى عبدالواحد، محافظ الإقليم السابق من الحركة، ولم يعلم أبناء المحافظة بهذا القرار سوى صباح السبت الماضى، وبعد أن حضر عبدالواحد الى المحافظة فى هدوء وأخذ مايخصه من أوراق وأغراض من المحافظة والإستراحة وغادر بهدوء، تسلل الخبر الى أبناء المحافظة وخاصة بعد أداء اللواء السيد نصر، محافظ كفر الشيخ الجديد لليمين الدستورية.

بعد أن رحل عبدالواحد وعاد أستاذًا بجامعة "عين شمس" الذى يعتز بالتدريس بها، وترك فى قلوب بعض أبناء المحافظة الحزن والألم رغم إنها سنة الحياة إلا أن هناك الكثيرون حزنوا على رحيله لما فعله من بعض الإنجازات ونظافة يده ومحاولته حل مشاكل المحافظة "المكلومة ".

عبدالواحد حاول إنشاء مشروعات إستثمارية وقوبل هذا بهجوم شديدًا من بعض أصحاب المصالح الخاصة، حاول حل مشكلة قيود الإرتفاع التى تسببت فى إرتفاع أسعار الوحدات السكنية وقطع شوطًا كبيرًا فى هذا الملف وإستطاع أن ينتزع موافقات إعتماد المخططين الإستراتيجى والتفصيلى لأول مرة لبعض مدن المحافظات وهو المحافظ الذى نجح فى جعل مصرف "كتشنر" الذى تسبب فى موت العشرات وإصابة الآلاف من أبناء المحافظة بالأمراض الكبدية من أهم أولويات الرئيس السيسى وهذا ما فشلت فيه الحكومات المتعاقبة من أيام حكم مبارك لكنه إستطاع أن يجعله من أهم أولويات السيسى.

رغم قصر المدة التى قضاها عبدالواحد فى المحافظة التى لم تتعد ال10 أشهر إلا أنه إستطاع تحقيق شئ ملموس على أرضها،

محاربت عبد الواحد للفساد: فقد أحال أكثر من 300موظف للتحقيق بعدما إكتشف تقصيرهم خلال جولاته المفاجئة وإنشأ 3محطات لمياه الشرب فى 150يومًا ما أدى ألى قيام الجهات المختلفة برفع مايقرب من 15قضية عليه بسبب مغامرته وتحمله للمسؤلية، كما إستطاع عبدالواحد أن يُنهى مشاكل محطة مياه "الكشلة" التى توقف العمل بها لأكثر من 18عامًا، وهناك أشياء كثيرة فعلها عبدالواحد لكن ليس هناك من الوقت متسع لكتابتها.

اخر 48ساعة لعبد الواحد:، داخل تشكيل المحافظين وكان باقً فى منصبه، رغم غضب الدكتور أحمد ذكى بدر، وزير التنمية المحلية منه فبدى الأمر وكأنه مقصودًا وردد البعض أن "الحكاية فيها إنً"، ولاسباب عدة سأذكر بعضها
أولها: أن عبدالواحد كان دائم الطلبات وكان يُصر على تحقيق عدد من المشروعات التنموية والإستثمارية لأهل المحافظة منها إنشاء أكبر مول تجارى على أرض المحافظة إلا أن هذا المشروع ومشروعات أخرى مازالت حبيسة أدراج "بدر".

فقد لقب وزير التنمية المحلية الدكتور اسامه عبد الواحد بالمحافظ "المزعج": وأراد أن يُلقنه درسًا من بين كل المحافظين حتى تأكد للجميع أن بدر دائمًا يأخذ بعض الأمور وكانها شخصية فأطاح باللواء حسين الطاهر، السكرتير العام لكفرالشيخ، بحجة الجمع بين أكثر من لجنتين ووجود قرار من وزير التنمية المحلية الأسبق بعدم الجمع بين أكثر من لجنتين وقرر وقف الطاهر 3 أشهر عن العمل، رغم مناقشة اللواء أحمد عابدين، وزير التنمية المحلية ومحافظ كفرالشيخ الأسبق هذا الأمر أمام مجلس المحافظين وهناك قرار يُلغى القرار الذى إستند إليه بدر فى إيقاف السكرتير العام.

كان المقصود بهذه الضربة ليس السكرتير العام وإنما محافظ كفرالشيخ ليُثبت لجميع المحافظين أنه ليس بباق على أحد، كما وجه الضربة الأولى فى حركة المحافظين لمحافظ الشرقية، ومن هنا إعترض عبدالواحد لأنه يثق أن سكرتيره العام نظيف اليد وبدأ فى الإتصال بالوزير الذى أصر على قراره ووجه رساله للمحافظ مفادها " ليس أحمد ذكى بدر من يرجع فى قراره ".

لم يغلق موضوع حسين الطاهر عند هذا الحد بل تأثر الرجل نفسيًا وأسريًا خاصة أنه سيخرج على المعاش بعد شهور قليلة ولا يريد أن يخرج وملفه به ذرة شك من أى إتجاه فبادر المحافظ " الانسان" بزيارته فى منزله ليُثبت لأسرته أنه لاغبار عليه ولم يكتف عبدالواحد بهذا بل اتى بالطاهر لمكتبه حتى يُصدر الوزير له قرار كما وعده، وعندما علم بدر بهذا غضب غضبًا شديدًا وقرر معاقبة المحافظ وبعد طلب أعضاء مجلس النواب من وزير التنمية المحلية لإعادة السكرتير العام مرة أخرى فقرر إعادة الطاهر لمنصبه مع نقله لمحافظة البحيرة ونقل السكرتير العام لمحافظة البحيرة إلى كفرالشيخ بعد رهن الدكتور محمد سلطان، محافظ البحيرة، وجوده فى تشكيل المحافظين بعد نقل السكرتير العام ومن هنا بدأ بدر فى "شخصنه" الأمور متحديًا محافظ كفرالشيخ الذى وقف بجانب الحق ورفض قرار الوزير وقرر إستبعاده من منصبه بعد أخذ راى رئيس الوزراء رغم أنه لأخر 48ساعة كان باقٍ فى منصبه إلا أن الوزير أبلغه بقرار إستبعاده فى الساعات الأولى من صباح السبت أى قبل إداء المحافظين الجدد لليمين الدستورية بساعات قليلة فرحل عبدالواحد وعاد لجامعته وجاء نصر لكفرالشيخ ليستكمل ما بدأه عبدالواحد وتبقى كفرالشيخ "ملطشة "التغير من بعد ثورة يناير ومن يأتى لم يستطع إستكمال مايريده فهنيأً لشعب كفرالشيخ وهنيأً لوزير التنمية المحلية التى تعودنا على قراراته المتخبطة.