مع اقتراب «البريكسيت».. البريطانيون المشردون خارج حسابات لندن

الثلاثاء، 07 أغسطس 2018 01:00 م
مع اقتراب «البريكسيت».. البريطانيون المشردون خارج حسابات لندن
عشرات المشردين فى انتظار الحصول على وجبة
كتب محمود حسن

ليست الديمقراطية دوما أمرا جميلا ينتج عنه أمور جيدة، فالديمقراطية مثلا هي التي قادت هتلر إلى سدة الحكم في ألمانيا ليقود بلاده إلى الدمار الكامل، ورغم أنها مازالت أفضل أساليب إدارة الشعوب لقراراتها إلا أن نتائجها الجانبية قد تكون كارثية في بعض الأوقات، وهذا ما تعانيه اليوم بريطانيا بعدما اختارت أغلبية سكانها في استفتاء أجري عام 2016 الخروج من الاتحاد البريطاني.

وعرضت «بلومبرج» العالمية تقريرا لها من داخل لندن حول الوضع البائس الذي وصل له البريطانيين المشردين، بعدما أهملت الحكومة البريطانية كل شيء من السياسات الاجتماعية واتجهت فقط لمعالجة كارثة «البريكسيت» ففي أحد المسارح المقابلة لفندق سافوي الفاخر في قلب لندن يقف طابور طويل من أشخاص كثيرين يبدو عليهم أنهم من أبناء الطبقة الوسطى منتظرين الحصول على الطعام من إحدى الجمعيات الخيرية المحلية.

ووصفت المجلة المشهد بأنه يعكس بريطانيا العصر الحديث التي أصبح يعكس وضع بريطانيا الحالية، فهو ليس بريطانيا التي عاشها الأديب تشارلز ديكينز، أو التي تخيلها جورج أورويل فى مستقبل بائس، فقد انخفض الانفاق على الخدمات العامة في آخر 8 سنوات بقيمة 184 مليار دولار ونتج عنه وضعا بائسا.

ونشرت مؤسسة «فاونديشن فورست» تقريرا قالت فيه إن مستويات المعيشة ارتفعت في العام الماضي بأبطأ وتيرة لها منذ عام 2012. مشيرا إلى أن الانتعاش الاقتصادى الذى عاشته بريطانيا لم يصل إلى 30% من الأسر الأفقر في المملكة المتحدة، كما أنه إذا كانت لندن هى الأغنى فى شمال أوربا إلا أن 9 مدن من أصل أفقر 10 مدن فى أوربا هى مدن بريطانية.

طابور من مئات المواطنين البريطانيين المشردين فى انتظار وجبة
طابور من مئات المواطنين البريطانيين المشردين فى انتظار وجبة

ورغم الالتزام الإنجليزي المعهود بالعمل فإن هذا لا يبدو كافيا، فـ 55% من المشردين في مراكز الإيواء فى لندن هم أشخاص ملتزمون بالعمل هم وأسرهم لكنهم غير قادرين على توفير مأوى لإقامتهم، وهؤلاء حوالى 33 ألف أسرة فى لندن وحدها، هذا النضال الذى وصفه.

الأوضاع المزرية التي يمر بها الإنجليز يوما بعد آخر يخلق تخبطا أيضا فى الحكومة البريطانية، فـ 8 من وزراء الحكومة البريطانيا استقالوا من مناصبهم خلال الشهر الماضي بعد الإعلان عن خطة الخروج من الاتحاد الأوربي في مارس المقبل، في حين يشتكى وزراء الإسكان يوما بعد آخر أن خطط توفير السكن الملائم للعمال ومحدودى الدخل يتم إعاقتها بشكل روتيني.

وبحسب «بلومبيرج»، فإن الأمر لم يتوقف قط عند مجموعة نمطية من المشردين رثى الملابس، فالكثير من المشردين هم من أصحاب الملابس الأنيقة، وقد تجد رجلا وزوجته يرتديان ملابس فاخرة ينامون فى مداخل العمارات بلا غطاء، واستعرضت «بلومبيرج» قصة وكيل عقارات في شرق لندن انتهى بها الأمر إلى صفوف المشردين.

ولا يعرف على وجه التحديد عدد المشردين «المخفيين» الذين لا يستخدمون الملاجئ، ويقدر أن اعدادهم 13 ضعفا من هؤلاء الموجودين فى الملاجئ، وهؤلاء موجودون فى مداخل العمارات وفى الحافلات الليلية، ومحطات المترو، وغيرها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق