"حريق سينما ريفولى".. القاهرة تودع قطعة أخرى من تاريخها العريق

الأربعاء، 08 أغسطس 2018 06:00 م
"حريق سينما ريفولى".. القاهرة تودع قطعة أخرى من تاريخها العريق
سينما ريفولى
كتب محمود حسن

من جديد ودعت القاهرة أمس قطعة من مبانيها التراثية الفريدة فى منطقة "القاهرة الخديوية"، وذلك عقب اندلاع حريق بها أمس، لينهى مسيرة حزينة للسينما المهجورة منذ عام 2013، والتى استولى عليها الباعة الجائلين مخالفين.

 

فى شارع "فؤاد" سابقا، 26 يوليو حاليا وعلى بعد خطوات من دار القضاء العالى، وضع المعمارى المصرى الشهير سيد كريم، عام 1948 مبنى هذه السينما التى افتتحت بعدها بعامين، لتصير واحدة من أهم دور السينما فى مصر والعالم العربى بمساحتها العملاقة ومسرحها الذى يستوعب حتى 2150 شخصا، هذا المسرح الذى طالما شدت عليه كوكب الشرق أم كلثوم، وكان مسرحها مكانا مميزا لحفلات الربيع التى أحياها فريد الأطرش والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ وغيرهم من الفنانين.

سينما ريفولى
سينما ريفولى

 

لكن المبنى الضخم الذى شيد عام 1950 سيكون عرضة لحريق آخر يدمره عام 1952، وهو حريق القاهرة الذى اندلع فى 26 يناير بعد معركة الإسماعيلية الشهيرة بين ضباط البوليس المصرى والقوات البريطانية، وكانت من أهم المبانى التى تم تدميرها فى هذا الحريق.

 

حريق سينما ريفولى فى حريق القاهرة
حريق سينما ريفولى فى حريق القاهرة

 

من جديد عادت السينما لتفتح أبوابها للجماهير بعد إصلاح آثار حريق القاهرة، على مسرح سينما ريفولى غنت أم كلثوم عام 1955 لأول مرة من ألحان السنباطى وكلمات أحمد رامى أغنية "قصة عمرى" أو "ذكريات" بحضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر، وأصبحت السينما هى المكان الدائم لإحياء حفلات الربيع فمنها انطلقت الأغنيات الرائعة :"آدى الربيع عاد من تانى" و"أول همسة" لفريد الأطرش، وعلى مسرحها أيضا تعرض العندليب الراحل عبد الحليم حافظ للإغماءة عام 1971 اثناء غنائه رائعته الأشهر "موعود".

عبد الناصر وام كلثوم
عبد الناصر وام كلثوم

 

وخلال الخمسينات أصبحت مسارح السينمات محلا للحفلات، فيمكن مثلا أن نجد فى مجلة الكواكب إعلان عن حفل يقام الثلاثاء 3 إبريل عام 1956 يحييه كل من عبد الحليم حافظ، وصباح وفايدة كامل، وكذلك الفنانة نجاة الصغير، وشكوكو ولبلبة ونجوى فؤاد والمونولوجست أحمد غانم.

 

وبداية من عام 1986 قام الفنان فريد شوقى باستئجار مقر السينما، حيث عرض عليها مسرحيته "شارع محمد على"  حتى عام 1991، وبعدها امتلكها رجل الأعمال الشيخ صالح كامل حيث حولها إلى عدة قاعات سينمائية.

 

افيش مسرحية شارع محمد على
افيش مسرحية شارع محمد على

وبنهاية عام 2013 اغلقت السينما أبوابها، وسط غموض حول مصيرها وانباء متضاربة عن تجديدها وإعادة فتحها، وشيئا فشيء زحف الباعة الجائلين على مبناها واستولوا عليها، إلى ان فاجأها الحريق الأخير ليكون ربما الفصل الأخير فى تاريخ واحدة من أهم دور السينما التاريخية فى القاهرة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق