بعد تخلي حلا شيحة عنه..

مناظرة ساخنة بين سعد الهلالي وعلي جمعة: الحجاب فرض أم اختيار؟

الجمعة، 10 أغسطس 2018 12:00 م
مناظرة ساخنة بين سعد الهلالي وعلي جمعة: الحجاب فرض أم اختيار؟
سعد الهلالى وعلى جمعه والشعراوى
زينب عبداللاه

 

اشتعلت من جديد قضية الحجاب بعد إعلان الفنانة حلا شيحة عودتها إلى الفن وتخليها طواعية عن الحجاب الذى ارتدته منذ 12 عاما، الأمر الذي أثار الجدل من جديد حول فرضية الحجاب، رغم مرور ما يقرب من 15 قرنا على ظهور الإسلام، وتستمر حيرة آلاف الفتيات والسيدات بين اختلاف العلماء واشتعال المعارك الفكرية حول هذه القضية داخل المجتمع الإسلامي وخارجه ما بين محاولات إجبار الفتيات والنساء على ارتداء الحجاب أو خلعه، وكأن العالم كله لا يجد ما يشغله وسط كل ما يعانيه من ظلم ودمار وحروب ومشكلات سوى ملابس النساء وكشف المرأة أو تغطيتها لشعرها ورأسها.

 

وتشهد بعض الأوقات إقبالا شديدا على ارتداء الحجاب ، بينما تشهد أوقاتا أخرى تخلى الكثيرات عنه، وكثيرًا ما تتصارع المشاعر في نفوس الفتيات بين دعوات التحرر منه أو الالتزام به، وتحظى مسألة ارتداء فنانة للحجاب أو تخليها عنه اهتماما أكبر من قضايا أكبر بكثير يعاني منها الناس، رغم أن هذه القضية لم تحظ بمثل هذا الزخم في عصور سابقة انشغل فيها الناس وعلماء الدين بأمور أكثر أهمية.

 

ومع هذه الحيرة وإيمانا بحق القارئ في المعرفة نعرض في التقرير التالي مختلف الآراء سواء التي تؤكد فرضية الحجاب أو عدم فرضيته وحجة ودليل كل فريق، ففي حين يؤكد أغلب علماء الدين أن الحجاب فريضة مؤكدة  بالقرآن والسنة وإجماع الفقهاء، وأنه لا يجوز أن يظهر من المرأة إذا بلغت المحيض سوى الوجه والكفين، فإنه بين حين وآخر تعلو بعض الأصوات معلنة عدم فرضية الحجاب وتسوق بعض التفسيرات وتشكك فى بعض الأحاديث لإثبات وجهة نظرها التي قد تجد فيها الكثيرات سندًا للتخلي عن الحجاب أو عدم ارتدائه من الأساس.

 

ومما يزيد حيرة آلاف الفتيات والسيدات أن من بين الآراء التي تنادي بعدم فرضية الحجاب علماء دين ينتمون للأزهر والمؤسسة الدينية الرسمية، وعلى رأسهم الدكتور سعد الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الذي أثار جدلا شديدا بسبب ما ساقه من أدلة تنتهي إلى أن الإسلام لم يحدد زيا للمرأة، وأن الحجاب ليس فرضًا، متهما من قالوا بفرضية الحجاب بأنهم يريدون أن يجعلوا من أنفسهم أوصياء على الدين والناس ويريدون فرض ثقافتهم القروية على نساء العالم.

 

وقدم الهلالي طرحا يبدو منطقيا ومرتبا، شكك من خلاله في بعض الأحاديث النبوية وقدم تفسيرات مختلفة لبعض آيات القرآن، التي يستند إليها جمهور العلماء في فرضية الحجاب، وهو ما قد تجد فيه الكثيرات ممن يرغبن خلع الحجاب أو عدم ارتدائه من الأساس سندًا شرعيًّا، كما قد تزيد هذه التفسيرات من حيرة وتساؤلات الكثيرات عن الحجاب، وهو ما نجد معه أن مناقشة الأمر بهدوء وعرض أسانيد وحجج الهلالي، التي استند إليها لإثبات عدم فرضية الحجاب، مقابل الأدلة التي يسوقها جمهور العلماء لتأكيد أنه فرض وواجب على المرأة تأثم إن تركته، أمرًا مهمًّا يساعد في منح الحائرات فرصة للاختيار.

 

أدلة الهلالي على عدم فرضية الحجاب

ورغم أن الهلالي، أكد خلال عدد من اللقاءات التلفزيونية، أنه لا يقدم رأيه الخاص، وإنما يعرض الآراء الفقهية المختلفة عن الحجاب، إلا أنه اعتمد على تقديم ما يثبت أن الحجاب ليس فرضًا سواء فى السنة النبوية أو من خلال ما قدمه من تفسيرات لآيات القرآن التي يستند إليها جمهور العلماء فى تأكيد أن الحجاب فرض.

 

واتجه الهلالى إلى تضعيف الأحاديث النبوية التي يستند إليها جمهور الفقهاء، وتقديم تفسيرات لأحاديث أخرى تؤكد أن الرسول (ص)، لم يفرض الحجاب على نساء المسلمين. وأهم هذه الأحاديث التي شكك فيها الهلالي حديث رواه أبو داود عن خالد بن دريك عن عائشة أن الرسول رأى أسماء وعليها ثياب رقاق فقال لها يا أسماء إذا بلغت المرأة المحيض لا يظهر منها سوى هذا وذاك، وأشار إلى وجهه وكفيه.

 

وأكد الهلالي، أن أبو داود مات سنة 275 هجرية، أى بعد وفاة الرسول بما يقرب من 264 سنة، وأنه أكد حين روي هذا الحديث، أن خالد بن دريك لم ير السيدة عائشة، وأن هذا يعيب الحديث ويضعفه.

 

أما الحديث الثاني الذي ساقه الهلالي فهو حديث البخاري ومسلم، عن سعد بن أبي وقاص أن عمر بن الخطاب جاء يستأذن على رسول الله وعنده نسوة يسألن ويستفسرن عالية أصواتهن، فلما سمعن صوت عمر قمن يرتدين الحجاب، وأن رسول الله ضحك حين رأى عمر وعندما سأله بن الخطاب أخبره بأمر النسوة، فنظر إليهن عمر وقال: «ياعدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله؟»، قلن: «نعم لأنك أغلظ».

 

وأشار الهلالي، إلى أن هذا الحديث نفهم منه أن النساء لم يكن يرتدين الحجاب أمام رسول الله، وأنهن كن يخشين عمر لأنهن يعلمن أنه شديد وهو سبب إنساني وليس إسلاميا. ويشير معنى الحديث، وفقًا لشرح الهلالي، إلى أن النسوة كن يجلسن أمام رسول الله كاشفات رؤوسهن.

 

أما الحديث الثالث الذي استند إليه الهلالي في عدم فرضية الحجاب فهو حديث عن عقبة بن عامر، وكان له أخت تحج مع رسول الله في حجة الوداع، فرأى الرسول امرأة تسير حافية ناشرة شعرها فقال: «مروها أن تختمر وتركب وتنتعل»، وفسر الهلالي هذا الحديث بأن الأمر فى الثلاثة أفعال «الاختمار والركوب وارتداء النعل في الحج»، إما أنه وجوبي للثلاثة أو اختياري على سبيل النصيحة، وإذا كان ارتداء النعل اختياريا بالتالي يكون ارتداء الخمار اختياريا وليس فرضا.

 

تفسيرات الهلالي لآيات الحجاب في القرآن

وقدم الهلالي، تفسيرات لآيات الحجاب في القرآن بما يدعم وجهة النظر، التي تؤكد عدم فرضية الحجاب. وعرض آراء الفقهاء عن عورة المرأة، مشيرًا إلى أنها تراوحت بين وجوب تغطية سائر جسد المرأة بما فيها الوجه والكفين وهم الحنابلة وبعض المالكية والشافعية، وبين من رأى أنه يجوز لها إظهار الوجه والكفين وهم جمهور الفقهاء، ومن أضاف إلى ذلك القدمين، فيما أشار إلى رأى رابع لأبي يوسف يجيز فيه أن تظهر المرأة ذراعيها حتى المرفقين، وطبقا لهذا الرأي يمكن للمرأة ارتداء ملابس «نصف كم»!

 

وأشار الهلالي، إلى أن كل هذه الآراء بشرية ويمكن مخالفتها لينطلق إلى تفسير الآيات القرآنية طبقا لوجهة نظره، وبما يخالف التفسيرات التي يسوقها العلماء لتأكيد فرضية الحجاب.

 

وركز الهلالي، على تفسير الآيات في سورتين من القرآن يستند إليهما أيضا من يؤكدون فرضية الحجاب، الأولى آيات سورة النور والثانية في سورة الأحزاب، وذلك في قوله تعالى من سورة النور: «وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا»، حيث أشار الهلالي إلى أن هذه الآية لم تحدد شكل الزي الذي يجب أن ترتديه المرأة، مشيرا إلى أنه يتحدى من وصفهم بأوصياء الدين من تحديد المقصود بعبارة «ما ظهر منها»، مؤكدا أنها مجهولة وتحتاج إضافة كلمة بشرية حتى نستطيع تفسير المعنى في هذه الآية التى وصفها بـ «المبهمة».

 

وأضاف أن ابن عباس، وهو من وصفه الرسول بأنه حبر الأمة، له 3 روايات، الأولى إظهار عين واحدة من المرأة، والثانية، إظهار العينين، والثالثة إظهار الوجه والكفين. وقال الهلالى إن ابن عباس حين استند فى روايته الأولى بإظهار عين واحدة أضاف على عبارة «ما ظهر منها» القرآنية، كلمة «ضرورة» وهي الضرورة اللازمة للمرأة لكي ترى.

 

وإن الرواية الثانية بإظهار العينين- ولا زال الحديث على لسان الهلالي- أضافت للعبارة القرآنية كلمة «حاجة»، وحين قال إظهار الوجه والكفين فذلك لزيادة الحاجة وتمييز المرأة والتعرف عليها، مؤكدا أن المرأة هي التى تقدر حاجتها والضرورة اللازمة لحياتها. وأضاف الهلالي كلمة ثالثة لتفسير الآية القرآنية وهي كلمة «عرفا» زيادة في التوسعة لما تحتاجه المرأة في حياتها، وتماشيًا مع العرف السائد، وبما لا يحدد مواصفات محددة لزي المرأة.

 

اللافت للنظر، أن الهلالي شرح عبارة «ما ظهر منها» وكأنها تعود على المرأة، وليس على الزينة «ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها». كما فسر الهلالي قوله تعالى: «وليضربن بخمرهن على جيوبهن»، بأن الجيب هو الصدر، وأن الضرب له أكثر من تفسير، قائلا: «أشيل الحجاب وأضعه على الصدر، لأن الصدر أولى بالتغطية من الرأس»، مؤكدا أن هذا تفسير محتمل، وأن التفسير الثاني هو أن يطول الخمار من الرأس حتى ينزل على الصدر، وأن على المرأة أن تعرف التفسير وتختار ما يناسبها.

 

وفسر الهلالي آيات سورة الأحزاب التي تحدثت عن الحجاب في قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا»، قائلا: إن الجلباب ليس له مواصفات، ويمكن أن يكون قصيرًا حتى الركبتين أو منتصف الساق أو طويلا إلى القدمين أو بكم قصير، وإن الله الذي حدد في آيات القرآن التي تحدثت عن الوضوء أن المسلم يغسل يديه إلى المرفقين، لم يحدد في هذه الآية التي تتحدث عن زي المرأة مواصفات محددة لجلبابها، ولم يحدد كلمة «يدنين» إلى أين!

 

وطبقا لتفسيرات الهلالي يكون جائزا للمرأة ارتداء الملابس القصيرة التي تظهر الساقين أو الذراعين. ورد الهلالى على من يستندون إلى إجماع السابقين في قضايا الدين والدنيا إلى أن الإجماع أمر بشري يتناسب مع وقته وظروفه، ولا يلزم إلا من عاشوا وقت هذا الإجماع، مؤكدا أن هناك عشرات القضايا التي تغير الحكم فيها رغم أنها كانت من قبل محل إجماع.

 

على جمعة يفند آراء الهلالي

وفى تصريحات خاصة لـ «صوت الأمة»، فند الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق آراء سعد الهلالي، خاصة وأنه من أساتذة الأزهر المتخصصين والذين يعول عليهم الناس في الفتوى قائلا: «اذا رأيتم خلافا فعليكم بالسواد الأعظم، ومن شذ شذ في النار»، مؤكدا أن هذا الحديث يبين أنه عندما يكون هناك جماعة من العلماء في بلد معين أو زمن معين، وتفرد أحدهم برأى شاذ ليس له سند من القرآن أو السنة، واعترض عليه سائر العلماء فإن العوام يجب أن يتبعوا سائر العلماء وألا يتبعوا الرأي الشاذ.

 

وأوضح جمعة، أن جامعة الأزهر بها 7500 أستاذ، إضافة إلى هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية، يتفقون على فرضية الحجاب، ووصف كلام الهلالى بـ «الشذوذ»، متابعا: «هذا الشذوذ من واحد فقط نسميه في الفقه المفتي الماجن، وهو الذي يفتي بهواه ويعرض على الناس أمرا مخالفا للإجماع ولاتفاق الناس، وأن الشرع يأمرنا الشرع بعدم طاعة المفتي الماجن».

 

وعن استدلال الدكتور سعد الهلالي بحديث سعد بن أبي وقاص بأن سيدنا عمر استأذن على رسول الله وعنده نسوة من قريش يسألن ويستفسرن عالية أصواتهن فلما سمعن صوت عمر قمن يبتدرن الحجاب، قال المفتى السابق إن تفسيرات الهلالي ليست علمية، مؤكدا أن الحجاب المقصود هنا هو  المكان الذي تحجب فيه المرأة، وأنه لما جاء سيدنا عمر قمن يتدربن الحجاب، أي يذهبن إلى مكان يحتجبن فيها، مؤكدا أن هذا ليس له علاقة بالملابس، ولكنهن اتخذن ساترًا، فضحك النبي لأن النسوة يخفن عمر، وعندما غضب ابن الخطاب قائلا: «أتهبنني ولا تهبن رسول الله؟»، أجابته إحداهن بأنه «أغلظ»، حيث كان معروفا عن ابن الخطاب أنه شديد الغيرة على النساء.

 

وأكد جمعة، أن الهلالي ذكر عبارة غير موجودة بالحديث، وهي: «نظر إليهن عمر؟»، مشيرا أن هذه عبارة لا توجد مطلقا في أي رواية، مؤكدا أن النساء لم يكن أمام عمر بالأصل حتى ينظر إليهن. وعن استدلال الدكتور سعد الهلالى برواية عن سيدنا عمر بأنه كان يضرب الإماء ويأمرهن بكشف الشعر، قال مفتي الجمهورية السابق أن هذه الرواية غير صحيحة، مؤكدا أن عمر لم يأمر الإماء بكشف الرأس، ولكنه كان يأمرهن بكشف الوجه لتمييز الإماء عن الحرائر، حيث كانت الإماء أقل التزاما بسبب أمور الخدمة والتعامل مع الناس، فكان يريد التمييز بين الأمة والحرة بكشف الوجه وليس الشعر.

 

وعن تشكيك الهلالى فى حديث أبى داود عن خالد بن دريك عن عائشة بأن الرسول رأى أسماء وعليها ثياب رقاق فقال لها: «ياأسماء، إن المرأة إذا بلغت المحيض لا يظهر منها إلا هذا وذاك، مشيرا إلى وجهه وكفيه»، وتأكيده أن هذا الحديث هو الذى يستند إليه كل من يقول بفرضية الحجاب، وأن أبا داود مات فى 275 هجرية وخالد بن دريك لم يقابل السيدة عائشة وأن هذا الحديث مرسل؟، أكد على جمعة أن العلماء لم يستندوا إلى هذا الحديث فقط لتأكيد أن الحجاب فرض، ولكن استندوا إلى آيات سورة النور فى قوله تعالى: «وليضربن بخمرهن على جيوبهن»، وفى سورة الأحزاب «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ».

 

وتابع: «وجاء هذا الحديث الذى حكم عليه بأنه صالح وأن سنده سليم، متوافقا مع آيات القرآن، لأنه ليس كل مرسل مرفوض، وجاء الإجماع على هذا الحديث وعلى وجوب الحجاب من السنة والشيعة والخلف والسلف»، مؤكدا أن آيات القرآن واضحة وصريحة كدليل على وجوب الحجاب، وجاء من بعده الحديث ومن بعدهما إجماع العلماء، وهذا دليل بعد دليل بعد دليل على أن الحجاب فرض.

 

وعن تفسيرات الهلالى لما ورد عن أبى يوسف بأنه أجاز للمرأة أن تظهر ذراعيها حتى المرفقين، شدد المفتى السابق على أن هذا يعد دليلا على أن الحجاب فرض على المرأة، وجاء رأى أبى يوسف ليتحدث عما يحدث فى السوق وأثناء تعاملات المرأة، حيث يمكن أن يظهر الجلباب جزءا من ذراعها حتى المرفقين وهى تمد يدها للشراء، دون قصد، ولم يكن هناك «بادي» كالذى ترتديه النساء اليوم ولا يظهر ما قد يظهره الجلباب الواسع أثناء التعاملات من يد المرأة، قائلا: «للأسف تفسير ذلك بأنه يبيح للمرأة ارتداء ملابس تظهر ذراعها تغييرا للأحكام الشرعية من أجل الهوى ودون سند».

 

ورد جمعة على ما طرحه  الهلالي، بأن آيات القرآن لم تحدد مواصفات الجلباب أو طوله، مؤكدا أن آيات القرآن حددت أوصاف الحجاب، وهو خمار يغطي الرأس ويضرب على الجيب، أى الصدر، وثياب تستر العورة، على ألا تكشف أو تشف أو تصف الجسد، وأنه إذا ظهرت الساق أو الركبة فالمرأة لن تكون نفذت أوامر الله فى قوله «يدنين عليهن»، ويظهر منها غير الوجه والكفين.

 

وعن ما ساقه الهلالي، بأن عبارة «ما ظهر منها» في قوله تعالى: «ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها»، مبهمة ويجب أن تضاف إليها كلمة بشرية حتى يسهل تفسير الآية، وأن الفقهاء أضافوا ثلاث كلمات كل منها يوحي بتفسير، وهذه الكلمات هى «ضرورة، حاجة، عرفا»، قال جمعة، إن الآيات صريحة وليست مبهمة، وأن الاجماع استقر على وجوب الحجاب، وأن كل المسلمين أجمعوا أنه فرض.

 

وأكد جمعة، أن هذا الجدل  لم يثر هذا الجدل في القرون الماضية والحاضرة ولم يقل به عالم أو مجتهد كما لم يختلف الإجماع على حكم حرمة الزنا وشرب الخمر، لأن هناك نصا قرأنيا من عند الله، ومعه تفسيره باتفاق المسلمين، مشيرا أن هناك الكثير من الفرائض التي عرفناها من خلال إجماع العلماء، ومنها كيفية الصلاة، وأن الوضوء يكون قبلها وليس بعدها، وعدد الركعات في كل صلاة.

 

وتابع متحدثا عن الفتيات والسيدات اللاتي قد يجدن فيما ساقه الهلالي سندا لخلع الحجاب أو عدم ارتدائه، قائلا: «هؤلاء لا يردن الحجاب من الأساس ويبحثن عن أحد يبرر لهن ذلك، فالحجاب ثقيل عليهن، والمرأة التي لم توفق للحجاب لا نكفرها، ولكنها ترتكب معصية».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق