الجمعة الحزينة في تركيا.. كيف صعد أردوغان بالسياسة النقدية التركية للهاوية؟

يبدو أن الأسوأ لم يأت بعد بالنسبة للاقتصاد التركى، إذ انخفضت الليرة التركية بشكل غير مسبوق صباح اليوم لتصل إلى 6.49 ليرة مقابل الدولار، بعد أن سجلت 5.89 أمس، بانخفاض قدره 13.5% فى يوم واحد وهو أكبر انخفاض فى تاريخ العملة التركية خلال يوم واحد، فى إطار سلسلة من الانخفاضات بدأت منذ بداية العام.

وجاء الارتفاع التاريخى بعد أن فشل الاجتماع بين وفد تركى رفيع المستوى، والمسؤولين الأمريكيين فى واشنطن فى الوصول إلى حل حول قضية القس الأمريكى أندرو برانسون، المحتجز منذ عامين فى تركيا بتهمة التعاون مع فتح الله غولن رئيس حركة "الخدمة" الدينية الذى تتهمه تركيا بالوقوف خلف الانقلاب العسكرى الفاشل الذى وقع فى يونيو من عام 2016.

وقالت صحيفة الفاينانشيال تايمز إن الخيارات أمام اردوغان بدأت تقل مع زيادة حدة العاصفة، الأول هو رفع سعر الفائدة وبشكل كبير وهو ما رفضه اردوغان سابقا بحجة أن "الفائدة هى أم الشرور"، أو فرض حظر لمنع انتقال النقد الأجنبى خارج البلاد، أو تدخل صندوق النقد الدولى لوضع روشتة للعلاج.

وفى فرانفكورت نقلت وكالة رويترز أن البنك المركزى الأوربى بدأ يشعر بقلق متزايد بسبب انكشاف بنوك منطقة اليورو على تركيا، مما دفع لأسهم بنوك للهبوط فى الوقت الذى بلغت فيه الليرة التركية مستوى انخفاض جديد، فى ظل أن القروض بالعملة الأجنبية تشكل حوالى 40% من أصول القطاع المصرفى التركى.

وخرج اردوغان مخاطبا الشعب بالأمس، مرددا عددا من الشعارات العاطفية، ودعى مواطنيه إلى عدم الالتفات للحملات التى تستهدف الاقتصاد التركى؛ على حد وصفه، مضيفا: "لنا ربنا وشعبنا ولهم دولارتهم"

وفى الوقت نفسه خفضت الحكومة التركية توقعاتها لمعدلات النمو إلى ما بين 3% إلى 4% بعدما كان مستهدفها هو 5.5%.

أما بوابة "العين" الإمارتية، قالت إن الليرة التركية انخفضت 2.5% عن مستوى إغلاق بعدما اجتمع وفد تركي مع مسؤولين أمريكيين سعيا لحل الخلافات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي، حيث فقدت الليرة نحو ثلث قيمتها منذ بداية العام الحالي بفعل مخاوف من إحكام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيطرته على السياسة النقدية إلى جانب الخلاف المتصاعد بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية في الآونة الأخيرة.

ولفتت البوابة الإماراتية، إلى أن الليرة انخفضت نحو 27% هذا العام، و5.5% يوم الإثنين الماضي إلى 5.4250 ليرة للدولار مسجلة أدنى مستوى لها على الإطلاق وأكبر انخفاض في جلسة واحدة في نحو 10 سنوات، فيما جاء الانخفاض الذي سجلته الليرة بعد أن قالت واشنطن إنها تراجع الإعفاءات الممنوحة للصادرات التركية إلى السوق الأمريكية.

في سياق متصل، أوضحت صحيفة "العرب" اللندنية، أن تركيا تسعى لتطويق الخلاف مع واشنطن، أو على الأقل الإيهام بأنه خلاف عابر بشأن قضايا هامشية وليست محورية، مشيرين إلى أن الخطاب الشعبوي الذي اعتمده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد الأميركيين في إدارته لقضية منبج والتلويح باستهداف العسكريين الأميركيين في المدينة، أعطيا مؤشرات قوية لإدارة ترامب بضرورة الردّ على خيار الاستهتار بأسس التحالف وردعه عبر سلسلة من الإجراءات.

ولفتت الصحيفة إلى أن مواقع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية تتجه إلى تغيير وصف العلاقة مع أنقرة من شريك استراتيجي عسكريا وسياسيا واقتصاديا إلى دولة مواقفها مزاجية ومضطربة وتسليط المزيد من الضغوط عليها لإعادة تقويم سياساتها.