«إلى عرفات الله».. كيف ضحك شوقي على الخديوى عباس الثاني بقصيدة؟

الثلاثاء، 21 أغسطس 2018 08:00 م
«إلى عرفات الله».. كيف ضحك شوقي على الخديوى عباس الثاني بقصيدة؟

 

ستظل أغنية «إلى عرفات الله» التي أطربتنا بها السيدة الراحلة أم كلثوم من أفضل الأغاني العربية التي قيلت في الحج إن لم تكن أفضلها، وربما مرد ذلك إلى الكلمات العذبة التي كتبها أمير الشعراء أحمد شوقي.

في حقيقة الأمر لم يكن أمير الشعراء قاصداً كتابة هذه القصيدة التي غيرت فيها أم كلثوم قليلاً لذاتها، بل إنه قدمها كقربان اعتذار للخديوي عباس الثاني، بعدما تخلف عنه في أداء فريضة الحج في شتاء عام 1909.

كان الخديوي قرر أن يصطحب في رحلته صديقه المقرب أحمد شوقي، وكان الشاعر لا يرغب لأسباب تخصه في أداء هذه الفريضة، وفي نفس الوقت لم يجد عذراً مناسباً يسوقه للخليفة ليعفيه عن هذه المهمة الثقيلة على قلبه، فما كان أمامه إلا أن يتظاهر بالموافقة ومسايرة الحاشية حتى أن يصلوا إلى ابنها، ومنها قرر شوقي التهرب من بين الحاضرين دون أن يشعر به أحد.

هرب شوقي من ركب الخديوي وذهب لمنزل صديق له ببنها، أقام عنده بضعة أيام ثم عاد للقاهرة، وعندما وصل الخديوي سار يبحث عن صديقه الشاعر، إلا أنه لم يجده فلما عاد سأله عن سر التخلف، فأجاب أمير الشعراء بكل ثبات وثقة في النفس: «أن يشعر

كل شئ إلا ركوب الجمال يا أفندينا»، على الرغم من ضعف الحجة إلا أن الخديوي قبلها، فمهما بلغ شوقى من الترف فلن يبلغ ما بلغه الخديوى عباس، وهو الذى استقل ظهور الجمال، بل إن والدة الخديوى قد استقلّت ظهور الجمال وقطعت الصحراء، وليتجاوز شوقي الموقف كتب قصيدة يمدح فيها الخديوي ويعتذر عن تخلفه عن الحج.

وقعت هذه القصيدة في يد أم كلثوم لاحقًا، وأُعجبت بعاطفتها الدينية كثيرًا، وقررت غنائها، وبعد أن انتقتْ منها 22 بيتًا، عدلت فيها بعض الأبيات التى يغلب فيها الحس الوطنى على الحس الدينى.

ولحن تلك القصيدةَ الموسيقار رياض السنباطى، وغنتها أم كلثوم عام 1951، فكانت الأغنية -حسب النقّاد - أجمل أغنية عربية كلاسيكية قيلت بمناسبة الحج.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق