"فى ذكرى إعدام سيد قطب".. أسرار التنظيم المسلح الذي أسسه منظر الإرهاب

الثلاثاء، 28 أغسطس 2018 11:00 م
"فى ذكرى إعدام سيد قطب".. أسرار التنظيم المسلح الذي أسسه منظر الإرهاب
سيد قطب
كتب محمود حسن

فى مثل هذا اليوم 29 أغسطس 1966، أعدم القيادى الإخوانى "سيد قطب" أحد رموز جماعة الإخوان الإرهابية ومنظريها، بل وأحد أهم المفكرين والمنظرين لفكر العنف والتكفير فى العالم، والذى أصبحت كل الجماعات الإرهابية فيما بعد تستقى أفكاره وتستشهد بها بداية من جماعة "الجهاد الإسلامى" المصرية فى السبعينات، ومرورا بتنظيم "القاعدة" وانتهاء بتنظيم "داعش الإرهابى".

 

ويحاول الكثيرين من الإخوان فى كل عام تضليل متابعيهم بالقول بأن "سيد قطب" قد قتل فقط من أجل أفكاره فى كتابه الذى قدم فيه أفكاره الإرهابية وهو "معالم فى الطريق"، مخفين الحقيقة التى ذكرها سيد قطب فى مذكراته نفسها التى نشروها هم أنفسهم من خلال دورهم، فى خلال السبعينات تحت عنوان "لماذا أعدمونى" ، حول استقدام أسلحة والإعداد لعمليات إرهابية من أجل قتل الضباط واغتيال رموز المجتمع، وتفجير محطات الكهرباء والمياه وتدمير الجسور والكبارى فى مدينة القاهرة الكبرى فى حالة وجود أى تحرك ضد جماعة الإخوان الإرهابية فى هذا الوقت.

 

فالرجل لم يكن كما قدموه لنا فى هذا التوقيت "منظرا" فلسف فكرة الإرهاب باعتباره أن المجتمع قد خرج من ملة الإسلام وعاد إلى الجاهلية، وأن دور الجماعة اليوم هو تحويل هذا المجتمع من "الجاهلية" الشبيهة بأيام الإسلام فى "مكة" إلى "الإيمان"، ففى كتابه ظلال القرآن يقول سيد قطب: " وعلى حركات البعث الإسلامى اليوم أن تستيقن أن وجود الإسلام اليوم قد توقف، وأن تعلم أنها تستهدف إعادة إنشاء الإسلام من جديد، أو بتعبير أدق رده مرة أخرى إلى حالة الوجود بعد أن توقف هذا الوجود، وعلى تلك الحركات ألا تظن ولو للحظة واحدة أن الإسلام قائم، وأن هؤلاء الذين يدعون الإسلام ويتسمون بأسماء المسلمين هم فعلا مسلمون".

 

وانطلاقا من هذه الفكرة أن الموجودون اليوم ليسوا مسلمون، وأن ما أسماها بحركات البعث الإسلامى عليها أن تعيد الناس من "الجاهلية" و"الردة" و"الكفر" إلى الدين، عليها أيضا أن تحمل السلاح وتحمى نفسها، إذ يقول فى مذكراته: "تجب حماية هذه الحركة وهى سائرة فى خطواتها هذه بحيث إذا اعتدى عليها وعلى أصحابها يرد الاعتداء، ويجب أن تترك تؤدى واجبها وألا يعتدى عليها وعلى أهلها، فإذا وقع الاعتداء كان الرد عليه من جانبها".

 

وبناء على هذا التصور وضعت الجماعة الخطة التى أسمتها " إزالة الرؤوس" لإعادة تسليح الجماعة خاصة بعد أن خرج الكثيرون منهم من السجون فى بدايات الستينات، فيقول سيد قطب فى مذكراته: " الخطة تقتضى بأنه وفور وقوع اعتقالات لأعضاء التنظيم أن يقوم التنظيم على الفور بعمليات اغتيالات فى مقابل الاعتقالات على أن تطال هذه الاغتيالات، رئيس الجمهورية ورئيس الوزارة ومدير مكتب المشير ومدير المخابرات ومدير البوليس الحربى، ثم نسف لبعض المنشآت التى تشل حركة مواصلات القاهرة وفى خارجها كمحطة الكهرباء والكبارى".

 

ويكشف العضو رقم "3" فى التنظيم على عشماوى حقيقة ما دار داخل هذا التنظيم الذى كان يقوم به سيد قطب فيقول فى كتابه الذى كتبه خلال الثمانينات تحت عنوان "التاريخ السرى للإخوان المسلمين: "أحضر لنا الأخ أحمد سلام بعض الأسلحة والقنابل اليدوية من هناك، اضطررنا لشراء بعض الكتب والمراجع الخاصة بصناعة المفرقعات حتى أننى لجأت إلى مكتبة السفارة الأمريكية للبحث عن هذه الكتب، ووجدت بعضها ونقلت منها بعض الموضوعات، واستعنا أيضا ببعض الكتب التى اشتريناها من الأسواق، وكان بحثنا كله يجرى فى اتجاه صناعة مادة TNT شديدة الانفجار".

 

ولم يقف الأمر فقط عند إحضار الأسلحة، بل وتطور إلى التخطيط الفعلى، فيحكى على العشماوى فى مذكراته : "عملت الترتيبات لدراسة بعض المنشآت التى سوف يتم نسفها أو تدميرها أو وقفها عن العمل، حتى أننى ذهبت مع أحد المهندسين، ويدعى الأخ يحيى لزيارة محطة شمال القاهرة، ونظر إليها الأخ يحيى وشاهد جميع المولدات التى بها، وقال إن وقفها عن العمل عملية سهلة جدًا، وأنه هو الذى سيتولى هذه العملية إن أردنا له ذلك، وقد كان، واتفق على أن يتم الهجوم على عسكر الدورية الموجودين فى الشوارع، وأن يتم الاستيلاء على أسلحتهم وبهذا نستطيع الحصول على السلاح فى الليلة نفسها التى تكون بها المجموعات فى أعمالها التنفيذية".

 

هذا إذن ما خططت له هذه المجموعة، لكن ما لم يكن هؤلاء يعلمونه أن اجهزة الدولة المصرية فى ذلك الوقت استطاعت أن تعرف مخططاتهم، وعملت على إحباطها وتساقط أفراد التنظيم واحدا تلو الآخر.

 

وفى التحقيقات التى جرت مع أعضاء التنظيم المعروف باسم "تنظيم 65" اعترف هؤلاء بما قاموا بتدبيره وأكدوا أن من خطط لكل هذه الأمور لم يكن سوى سيد قطب، الأمر الذى استجلب معه الإدانة، ومن ثم الحكم بالإعدام.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق