"الداخلية طبقت القانون بشكل سليم".. لهذا السبب أيد مجلس الدولة إحالة ضابط شرطة ملتحي للمعاش

الجمعة، 07 سبتمبر 2018 12:00 ص
"الداخلية طبقت القانون بشكل سليم".. لهذا السبب أيد مجلس الدولة إحالة ضابط شرطة ملتحي للمعاش
مجلس الدولة
كتب محمد أسعد

أصدرت المحكمة الإدارية لرئاسة الجمهورية، برئاسة المستشار حسام عبد العزيز، نائب رئيس مجلس الدولة، حكماً قضائياً جديداً، أيدت فيه قرار وزارة الداخلية، بإحالة ضابط شرطة إلى المعاش، بسبب إطلاق لحيته وعدم حلاقتها  بالمخالفة للقواعد السارية بهيئة الشرطة والكتب الدورية الصادرة في هذا الصدد رغم التنبيه عليه من قبل قياداته في الوزارة بوجوب إتباع القواعد والتعليمات، وعدم مخالفتها، وضرورة الالتزام بالمظهر المتعارف عليه لرجل الشرطة إلا انه لم يستجيب.

واستند الحكم الجديد، إلى حيثيات الحكم الصادر برئاسة المستشار الدكتور محمد ماهر أبو العنين، في الدعوى رقم 10113 لسنة 61 قضائية عليا، حيث ذكرت فيه أن التزام العامِلين بالدَّولة عُموماً بالقانون والقواعد المُنظِّمة للعمل داخل مَرافقها، والتزام ضُبَّاط ورجال هيئة الشُّرطة خُصوصاً بالتَّعليمات الانضباطيَّة والعُرف العام السَّائد داخل الهيئة الشُّرطيَّة، لهو التزام قانوني ينأى عن المخالَفَة، وأهم وأجدى لصالح البلاد والعِباد، إذ يجب عموماً الالتفات إلى الأمور والتَّعاليم الإسلاميَّة الغرَّاء التي تحتاجها الأمَّة بأكملها في دروب تقدُّمِها ورُقيِّها والنَّأي عن الجَدَل في القضايا الفقهيَّة الخِلافيَّة .

وكان الضابط يعمل برتبة نقيب بمديرية أمن كفر الشيخ، إلى أن صدر القرار بالإحالة إلى الاحتياط، ثم قرار بإحالته إلى المعاش، وذلك استناداً إلى قيامه بإطلاق لحيته وعدم حلاقتها بالمخالفة للقواعد السارية بهيئة الشرطة والكتب الدورية الصادرة في هذا الصدد فقد تم التنبيه عليه من قبل قياداته في الوزارة بوجوب إتباع القواعد والتعليمات وعدم مخالفتها وضرورة الالتزام بالمظهر المتعارف عليه لرجل الشرطة إلا انه لم يستجيب.

أضافت المحكمة أن ما فعله الضابط يعد خروجا متعمدا على التعليمات ومخالفة القواعد الحاكمة لهيئة الشرطة منذ إنشائها بوصفها هيئة مدنية نظامية ذات طابع عسكري من شانه الترسيخ لمبدأ عصيان الأوامر الصادرة من الرؤساء وهو أمر من شانه إحداث حالة من الفوضى وهو ما يستتبع تأثير سلبي على الصالح العام، وهو ما استشعرته الجهة الإدارية ودفعها إلى إصدار القرار محل النزاع والذي جاء متفقا وصحيح حكم القانون قائما على السبب المبرر له بمنأى عن الإلغاء ويغدو معه طلب إلغائه جديرا بالرفض.

وسبق وشددت المحكمة الإدارية على أهمية إتباع المسلك الصحيح للتعامل مع الضباط الملتحين، وذكرت المحكمة أن الضابط قد ارتضى طواعيَّة واختياراً بإرادته الحُرَّة الانخراط في العمل بمرفق الشُّرطة المِصريَّة، وأقسَم قبل مُباشرة أعمال وَظيفته اليَمين القانونيَّة باحترام الدُّستور والقانون ومُراعاة سلامة الوَطَن وأداء واجبه بالذِّمَّة والصِّدق، ومَارَس أعماله كضابِط شُرطة لسنوات طِوال، مُلتزِماً بضوابط هذا المِرفق ذي الطَّبيعة الخاصَّة والتي مِن بينها الالتزِام بزيٍّ خاص ومَظهر لائق يحكمه القانون والقرارات والتَّعليمات الانضباطيَّة، ومُتدرِّجاً في الرُّتب والوظائف الشُرطية وَسْط أقران دُفعته دون تضييق مِن وزارة الداخلية في ممَارَسَة شعائرَ الدِّين الإسلامي الحَنيف مثله مِثل أقرانه طوال خِدمته الوظيفيَّة.

أضافت، إنه كان على الطَّاعِن إكمال أعمال وظيفته داخل مِرفق الشُّرطة على الوجه الذي أوجبه القانون والتَّعليمات والانضِمام إلى زملائه الضُبَّاط في مَسيرتهم الأبيَّة نحو إمعان الأمن والأمان في البلاد وسط ما تتعرَّض له مِن المَوجات الإجراميَّة والإرهابيَّة وخِلافه، وله في ذات الوقت مِثل بقيَّة أقرانه مِن الضُّبَّاط وكافَّة موظفي الدَّولة حُرِّيَّة ممارَسة الشَّعائر الدِّينيَّة وفق المَنظومة التَّشريعيَّة المِصريَّة التي اتخذت دُستورياً مِن الإسلام دين الدَّولة ومِن مبادئ الشَّريعة الإسلاميَّة مَصدراً رئيسياً للتَّشريع. أما وقد أعفَى الطَّاعن لحيتَه اعتقاداً مِنه بمُخالَفة قصها لأحكام الدِّين الإسلامي الحَنيف ، على الرُّغم مِن كونها مِن الأمور المُختلف فيها بين العلماء، مخالِفاً بذلك القانون والتَّعليمات الانضباطيَّة داخل مِرفق الشُّرطة، وأصرَّ على المُضيِّ في نهجه مُفضِّلاً الاستمرار في الجَدل في القضايا الفقهيَّة الخِلافيَّة، دون أنْ يستقيل أو يلتمس عملاً آخراً، فإنَّه يكون مُرتكباً ذنباً إدارياً مَسلكياً لا يجب التَّهاون في شأنه.

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق