استخدمنا أساليب وحشية.. فرنسا تقر بجرائمها في الجزائر بعد 56 عاما؟: ماذا قالت

الجمعة، 14 سبتمبر 2018 10:00 م
استخدمنا أساليب وحشية.. فرنسا تقر بجرائمها في الجزائر بعد 56 عاما؟: ماذا قالت
الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون
كتب محمود حسن

بعد 56 عاما من خروجها من الجزائر، تميزت بالمكابرة ورفض الاعتذار والإقرار بما تم من جرائم خلال استعمارها، أخيرا أقرت فرنسا بانها شجعت نظاما ممنهجا من التعذيب خلال الثورة الجزائرية، او حرب الاستقلال، بل وزار الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أرملة أحد أهم رموز هذه الفترة، وهو موريس أودين، الفرنسى الذى عاش فى الجزائر وتضامن مع أهلها فى مطالبتهم بالاستقلال ، الأمر الذى ادى للقبض عليه ومن ثم اختفاؤه بعدها.

أودين الذى عمل بجامعة الجزائر، وكان شيوعيا مناصرا للاستقلال، ألقى القبض عليه من منزله بتهمة الاشتباه بإيواء مناضلين جزائريين، لكنه بعد القبض عليه اختفى تماما وظل مصيره مجهولا إلى أن أقر الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، بأن موريس توفى بعد عدة أيام من القبض عليه، ولقى حتفه تحت التعذيب الذى شجعته الدولة فى الجزائر لمقاومة ثورة الاستقلال الجزائرية.

وكانت الرواية الرسمية والتى تم إبلاغها لأرملته، أنه هرب بينما كان ينتقل من سجن إلى آخر، وأن زوجته لم تصدق تلك الرواية، واعتقدت لسنوات طويلة أنه جرى إعدامه، قبل أن يبلغها الرئيس الفرنسى إيميل ماكرون اليوم بالحقيقة أنه مات بعد أيام قليلة من التعذيب.

واندلعت الثورة الجزائرية فى عام 1954 واستمرت لمدة 8 سنوات حتى استقلت الجزائر عام 1962، وقتل فيها حوالى مليون ونصف المليون جزائرى، وعرفت ساعتها فى فرنسا بمعركة الجزائر، وأصبح استخدام التعذيب والأساليب الوحشية أمرا يعرف به العالم كله، لكن فى فرنسا فإن المجتمع الفرنسى لم يتقبل أبدا الحديث عن هذا الأمر بشكل واضح، وظل الأمر محرما الحديث عنه.

وكان ماكرون قد استخدم ما يدعوه بأسلوب "اللانكران واللاتوبة" حول قضية فرنسا، بمعنى عدم إنكار الفظائع وعدم الاعتذار عنها فى الوقت نفسه، رافعا شعار لا يجب أن نظل عالقين فى الماضى، لكنه فى خطوة تاريخية وشجاعة اعترف اليوم بهذه الجرائم، فى خطوة هي الأولى من نوعها فى التاريخ الفرنسى.

وموريس أودين ليس الشخص الوحيد الذى اختفى إبان الثورة الجزائرية، بل إن هناك آلاف الحالات من المفقودين الذين اختفوا فى ظروف غامضة لا تعرف حتى اليوم، ويعد إقرار ماكرون بالذنب فى مسألة أودين، بمثابة إقرارا بوفاة كل هؤلاء.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق