جرائم فى حق البشرية مسكوت عنها خلف قضبان سجون تركيا.. من يحاسب الرئيس الديكتاتور؟

الإثنين، 17 سبتمبر 2018 12:00 م
 جرائم فى حق البشرية مسكوت عنها خلف قضبان سجون تركيا.. من يحاسب الرئيس الديكتاتور؟
محمود حسن

 

عقب محاولة الانقلاب التى فشلت على أردوغان فى يوليو 2016، قاد الحظ العثر 100 ألف شخص تقريبا للمرور خلف سجون أردوغان، بعضهم أخلى سبيلة بعد أن قضى شهورا خلف القضبان، والبعض الآخر مازال موجودا إلى اليوم.

على وجه الدقة نحن لا نعرف أعداد الموجودين خلف سجون أردوغان، هذه معلومة لا يبيح بها لأحد، ولا حتى الأمم المتحدة نفسها التى انتقدته على التوسع فى الاعتقالات خلال اكثر من مناسبة ، لكن الحقوقيين والمهتمين بالشأن التركى، يقدرون أنهم نحو 60 ألف شخص، هؤلاء الذين تزيد أعدادهم عن سكان مدن وبلدات كاملة فى تركيا، معرضون بطبيعة الحال للمرض، أو للتعب، لكن أن تمرض خلف قضبان الديكتاتور فهذا معناه أنك على الأرجح ستموت.

يتذكر الآن مئات المهتمون بقضايا الإنسانية حول العالم هذا السجين العجوز كوشر أوزدال، الرجل الذى قبض عليه بتهم سياسية فى عام 2014 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة،وفى بداية هذا العام اكتشفت اصابته بالسرطان، لكن السلطات التركية رفضت علاجه، وبقيت قضيته لأشهر نموذجا لما يحدث خلف سجون أردوغان، إذ انطلقت حملة فى مختلف انحاء العالم تطالب بتمكينه من العلاج، لكن وزارة العدل التركية رفضت هذا، إلى ان مات أوزدال نهاية الأسبوع الماضى داخل السجن، وفى قريته بجنوب تركيا فرضت قوات الأمن طوقا أمنيا حول القرية ومنعت أحدا من حضور جنازته، ليدفنه عساكر السجن بأنفسهم، دون حتى أن يسمحوا لأهل أن يودعوه.

قضية أوزدال تلقى الضوء على آلاف المرضى الموجودون خلف قضبان الزنازين التركية، إذ تقدر منظمة العفو الدولية عدد المرضى خلف القضبان بـ 1500 شخص، من بينهم نحو 400 مصابون بامراض  خطيرة ويحتاجون تدخلا علاجيا عاجلا، دون أدنى انتباه او اهتمام من السلطات التركية، هؤلاء ينتظرون الموت البطيء فى السجن نتيجة حرمانهم من العلاج، وهو الأسلوب الاجرامى الذى يتخذه اردوغان واتباعه.

رابطة حقوق الإنسان التركية بدورها قدرت أنه منذ عام 2010 فهناك نحو 2400 وفاة داخل السجون التركية لسجناء سياسيين، ماتوا بسبب عدم تلقيهم العلاج الملائم، المشكلة أن السجون التركية نفسها تحولت إلى "مغارات موت" فالسجناء يشكون الاجواء الخانقة، وانتشار الحشرات والفئران حولهم، وعدم الاهتمام بابسط اولويات النظافة.

الصحفيين خلف قضبان سجون اردوغان، والذى احتلت بلده تركيا المركز الأول فى أعداد الصحفيين المحبوسين، ويقدر عددهم بحوالى 130 صحفيا، بعضهم نال احكاما بالسجن لمدد تصل إلى 10 سنوات، يلاقون معاملة اشد تنكيلا، الكثيرين من الصحفيين يمرضون خلف القضبان بلا أدنى اهتمام، حيث ذكرت منظمة "صحفيين بلا حدود" اسماء 3 صحفيين مرضوا خلال هذا العام ولم يتلقوا العلاج، واوشكت حياتهم على الانتهاء.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق