وزارة الاتصالات.. بالعرض مش بالطول

الإثنين، 17 سبتمبر 2018 09:54 ص
وزارة الاتصالات.. بالعرض مش بالطول
تامر إمام يكتب:

في أي تشكيل وزاري جديد.. يتبارى أغلب الوزراء من أجل إثبات جدارتهم أمام القيادة السياسية أو حتى أمام الرأي العام، البعض يظن أن إثبات ذلك يكون من خلال توصيل فكرة "وزارتنا أفضل وزارة وإحنا في الصدارة".
 
أعتقد أن هذا المفهوم قد يكون طبيعيا ومقبولا لدى بعض الوزارات، ولكن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنجرف إلى هذا السباق الذي لا جدوى من ورائه، وهو ما فطن له الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات بمجرد توليه المسؤولية قبل بضعة أشهر.
 
المواطن لا ينشغل بما قدمته كل وزارة للخزانة العامة للدولة، ولا ينشغل بما حققته كل وزارة من فائض بميزانيتها، ولكن المواطن يبحث عن الخدمات، الخدمات فقط.
 
وزارة الاتصالات وزارة "عرضية" وليست "طولية"، هذا هو ما فرضته علينا التغيرات العالمية المحيطة بنا، فالتكنولوجيا باتت هي المحرك لكل شيء، المواطن لم يعد بسيطا كما كان، بل أضحى متشوقا لكل ما هو جديد، يبحث عن التطوير دائما، يريد أن يحصل على خدماته بطريقة إلكترونية بعيدا عن أخطاء العنصر البشري، فلا أمل لتحقيق ذلك إلا بالتكنولوجيا.
 
على مدار الأشهر الثلاثة الماضية قام الدكتور عمرو طلعت بعقد عدة لقاءات ستؤتي ثمارها قريبا جدااا، ولديّ معلومات مؤكدة بأن "طلعت" نجح في إعادة الوفاق بين وزارة الاتصالات وعدة وزارات أخرى، بعد أن انقطع الوصال بينهم في الآونة الأخيرة لأسباب لا أعلمها، أو في الحقيقة أعلمها ولكنّي لن أكتبها.
 
وزارة الاتصالات حقا هي القاعدة العرضية الأساسية التي يجب أن ترتكز عليها باقي الوزارات، فبدون التكنولوجيا لن تتمكن وزارة التموين من تقديم خدمات بطاقة التموين الذكية، ولن تتمكن وزارة الاستثمار من تقديم خدماتها بشكل مميكن، ولن تتمكن وزارة النقل من رصد مركباتها وتطوير خدماتها، ولن تتمكن وزارة الهجرة من التواصل بفعالية مع المصريين بالخارج، ولن تتمكن وزارة الصحة من ميكنة نظام التأمين الصحي الجديد، إلخ.
 
تحية عرفان وتقدير للوزير عمرو طلعت وكتيبة وزارة الاتصالات بالكامل لما يبذلوه من مجهودات كبيرة من أجل خدمة باقي وزارات الحكومة، أثبتم بالفعل أن وزارة الاتصالات يجب أن تتعاون مع الآخرين بمبدأ "بالعرض مش بالطول".
 
رسائل قصيرة
 
# استوقفني خبر أعلنته فيسبوك بشأن أداتها الجديدة الخاصة بكشف الصور والفيديوهات الكاذبة أو المفبركة، وأنها ستطلق تلك الأداء رسميا داخل 17 بلدا، أعتقد أن فيسبوك ليست جادة في هذا الأمر، فهي تعلم جيدا أن سبب كبير في انتشارها وزيادة عدد مستخدميها هو أنها باتت الملاذ الذي يلجأ إليه الراغبون في "الغيبة والنميمة"، فأي شخص يمكن أن يقول أي شيئ ويشارك أي محتوى يريد توصيله للأخرين مهما اختلفت الأغراض والنوايا، فلو رفضت إدارة فيسبوك مثل هذه الأفعال فبالتأكيد سيلجأ هؤلاء لمنصات أخرى ووقتها سيفقد فيسبوك قيمته الحقيقية التي تكمن في ضخامة عدد مستخدميه.. أفلحوا إن صدقوا.
 
# لم يستوقفني ما أعلنته شركة أبل من أسعار استفزازية لهواتفها الجديدة، ولكن ما استوقفني حقا وأعتبره "أكثر استفزازا" هو أن مستخدم الهاتف لكي يتمكن من تشغيل السماعات الخارجية "الهاند فري" عليه أن يقوم بشراء وصلة أو "دونجل" لتوصيل السماعة بالهاتف بسبب عدم تضمين الهواتف بمخرج 3.5 مللي، فهل من المعقول أن أدفع 1500 دولارا لشراء هاتف لتعاقبني الشركة بعدم منحي الوصلة مجانا رغم أن سعرها لا يتجاوز 10 دولارات؟
 
# أوجه رسالتي هذه إلى شركات السداد الإلكتروني، أرجو منكم الإسراع في إيجاد طرق سهلة وبسيطة للسداد عبر المحمول، لن أقتنع بوجود سداد إلكتروني داخل مصر إلا إذا قمت بالدفع عبر المحمول، فما الفائدة إذا وجدت نفسي مضطرا للتجول في الشوارع بحثا عن ماكينات السداد الإلكتروني، وإذا وجدتها أفاجئ بأن البائع لا يجيد استخدامها أو تكون الإجابة "الشبكة عطلانة"، الدفع عبر المحمول هو الحل يا سادة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق