الأرمن في مصر.. قصة عمرها 100 عام تعيدها «مقبرة» إلى الواجهة

الأربعاء، 19 سبتمبر 2018 12:00 م
الأرمن في مصر.. قصة عمرها 100 عام تعيدها «مقبرة» إلى الواجهة
جانب من مقبرة الأرمن بالقاهرة
محمود حسن

أعاد تقرير صحفى نشرته "رويترز" عن وشك انتهاء أعمال الترميم في مقبرة الأرمن بالقاهرة، إلى الواجهة هذه القصة الإنسانية المدهشة للجالية "الأرمنية" فى مصر، وكيف أتى هذا الشعب من بلاده البعيدة، ليصبح يوما بعد آخر، جزءا لا يتجزأ من نسيج الشعب المصرى.

وبدأت اعمال الترميم فى 2014 وتنتهى بختام هذا العام، ومن المفترض أن يحافظ الترميم على التراث القديم فى هذه المقابر، والتماثيل الموجودة، لمقبرة اثرية يعود تاريخها إلى عام 1844، منحت ارضها من محمد على إلى الجالية الأرمنية التى بدأت تستقر فى مصر.

وعلى عكس الشائع فإن الأرمن لم يصلوا مصر فقط عقب المذابح التى تعرضوا لها فى عام 1915 على يد الدولة العثمانية، بل إن تواجدهم فى مصر بدأ فى عهد الفاطميين، إذ شهد هذا العهد تسامحا دينيا وثقافيا، الأمر الذى سهل التجارة مع دول أخرى، وبعد أن بدأ السلاجقة يغزون أراضيهم هرب العديد منهم إلى مصر حيث تقدر اعدادهم بحوالى 30 ألف ارمنى عاشوا فى مصر فى تلك الفترة، وكان أشهرهم على الإطلاق هو الوزير بدر الجمالى، والذى سميت على اسمه منطقة "الجمالية"، وكان له العديد من الاسهامات الهامة فى ترميم أسوار القاهرة والإسكندرية، ومساجدهما، كما أنه الوزير الذى أنقذ مصر من المجاعة الرهيبة المعروفة بالشدة المستنصرية، فيما ظل نسله محافظا بدأب على منصب الوزير الأول خلال ما بقى من عهد الفاطميين.

الأرمن يتلقون عهد الأمان من الفاطميين
رسم تخيلى للأرمن يتلقون عهد الأمان من الفاطميين

 

وخلال الفترة المملوكية وصل المزيد من الأرمن إلى مصر كمماليك عملوا فى الجيش المملوكى،ومع حدوث انشقاق فى الكنيسة الارمنية واضطهاد للمنشقين فى عهد الملك الناصر، جاء المزيد من الأرمن إلى مصر هربا من الاضطهاد الدينى، حيث بدأوا فى تأسيس العديد من مؤسساتهم الخيرية العاملة على رعايتهم.

ومع وصول محمد على إلى حكم مصر فى عام 1805، ومع حالة الانفتاح التى شهدها عصره والتطور، بدأ الأرمن فى مصر يشغلون العديد من المناصب الهامة وساهموا بشكل كبير اقتصاديا واجتماعيا، فكان هناك "بوغوس اليوسيفيان" رئيس ديوان التجارة والمشرف على الشئون المالية لمصر فى عهد محمد على، ومع توالى أحفاد محمد على على حكم مصر، اصبح نوبار باشا أول رئيس لوزراء مصر الحديثة، وهو أرمنى الأصل وذلك عام 1876.

نوبار باشا

نوبار باشا

 

وفى عام 1915 مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، وبدء جريمة الإبادة الجماعية للأرمن على يد الدولة العثمانية، وجد العديد من الأرمن فى مصر ملاذا آمنا من الجريمة العثمانية، حيث يقدر أن نحو 1 مليون ونصف مليون أرمنى هاجروا إلى مصر.

 

 

ومع الوقت انصهر العديد من الأرمن فى بوتقة الهوية المصرية، حتى صاروا مصريين بالكامل، ولعل أشهر الأرمن الذين نعرفهم اليوم هم الفنانات نيللى ولبلبة وميمى جمال، والفنانة أنوشكا وغيرهم من المشاهير.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق