جورج جرداق "شاعر أم كلثوم المسيحي" يكتب عن استشهاد الإمام الحسين..ماذا قال؟

السبت، 22 سبتمبر 2018 09:00 ص
جورج جرداق "شاعر أم كلثوم  المسيحي" يكتب عن استشهاد الإمام الحسين..ماذا قال؟
جورج جرداق
عنتر عبداللطيف

قد لا يعرف كثيرون أن الشاعر المسيحى "جورج سجعان جرداق" المولود فى عام 1933 في قرية مرجعيون بلبنان، والمتوفى عام 2014 صاحب  قصيدة "هذه ليلتي"، والتي  كانت قد غنتها أم كلثوم ولحنها محمد عبد الوهاب سنة 1968، قد كتب سلسلة مؤلفات عن  الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه من بينها كتاب " الإمام. على صوت العدالة الإنسانية".

مواقف كثيرة رواها "جرداق" جعلته يهتم بسيرة آل بيت رسول الله  صلوات الله عليهم، من بينها كتاب " نهج البلاغة" للشريف الرضى الذى يتضمن أقوال الإمام علي.

يقول "جرداق" فى شهادته حول واقعة استشهاد الإمام الحسين بن على بكربلاء فى العراق والتى تحل ذكراه  فى العاشر من شهر محرم الجارى : "حينما جنّد يزيد الناس لقتل الحسين وإراقة الدماء، وكانوا يقولون: كم تدفع لنا من المال؟ أمّا أنصار الحسين فكانوا يقولون لو أنّنا نُقتل سبعين مرّة، فإنّنا على إستعداد لأن نُقاتل بين يديك ونُقتل مرّة أخرى أيضاً".

ويتابع "جرداق" - ونحن هنا نعتمد فى تصريحات صحفية ستبقة له قبل وفاته-  :"حقاً ان الشجاعة والبطولة التي ابدتها هذه الفئة القليلة، كانت على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى اطرائها والثناء عليها لاإراديا. هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتاً عالياً وخالداً لازوال له إلى الأبد".

حول أوجه الشبه بين الإمامين  الحسين وعلي يقول جرداق : «وجدت أن الحسين عليه السلام هو خط طبيعي لأبيه علي وأشرت الى ذلك " متابعا:"وحين كتبت للتاريخ الإنساني عن حضارة علي وجدت أن فيه تقاسيم ديانات كونية وربانية فاخترته نموذجاً لنجاح الثورة الفرنسية، واخترته نموذجاً للعدالة وحقوق الإنسان، واخترته كذلك مشكاة للفلسفة والحكمة والأخلاق في علي وسقراط.

يضيف جرداق :"وحين كتبت «علي والقومية العربية» كان رداً على من اتهموه أو اتهموني بالشعوبيه، وضربت عن ذلك أمثلة كثيره مفادها أن الالتقاء مع الآخر وهو ما حدث بيني وبين علي، وما يجب أن يحدث بين الآخرين وعلي يجب ألاّ يكون ما هو معتمد على عرقية أو فئوية أو حزبيه أو إيديولوجيّة ضيقة، بل إن العداله المتوافرة في علي من عادات عربية أصيلة كحب الخير والمساعدة والنخوة والشهامة والكرم والرجولة والبطولة والفروسية والشجاعة والعدل والانصاف والثقافة والأدب والفكر والعلم والدين أي الزهد ومخافة الله وما غير ذلك أمور تدفعني في أن أتخذ من الإمام علي عليه السلام أيقونة قومية عربية أفتخر بل أتفاخر بها".

يسرد " جرداق" ملابسات تعرفه على سيرة آل البيت والإمام على قائلا:" مبدئياً، تعرفت على هذه الشخصية العظيمة منذ طفولتي يوم جاءني شقيقي فؤاد بنهج البلاغة وقال لي: أدرس هذا الكتاب واحفظ منه كل ما تستطيع حفظه، كما سبق أن قلت في أوائل هذا الحديث أضف إلى ذلك أن لشقيقي فؤاد قصائد كثيرة في الإمام علي يتحدث بها عن عبقريته وسمو فكره وعظمة مبادئه الإنسانية، وعن سيرته المشرّفة، وكنت أنا أصغي إليه في اهتمام كثير وهو ينشدها على مسامع زوار البيت. وقد أثبت واحدة منها في أواخر المجلد الخامس من كتبي عن الإمام، وهو المجلد الذي عنوانه (علي والقومية العربية)، وفي إمكانك الإطلاع عليها وهكذا رسخت صورة الإمام علي في مخيلتي منذ الصغر، كما ترسخ في مخيلة الولد الأقوال والأعمال والصور التي تؤثر فيه.

 

يتابع " جرداق" ودارت الأيام، وتخرجت من الكلية البطريركية في بيروت كما سبق أن قلت، وأخذت أدرس الأدب العربي والفلسفة العربية في بعض معاهد بيروت، ونتاج الإمام علي الأدبي والفكري مطلوب في هاتين المادتين - الأدب العربي والفلسفة العربية - وفق البرنامج المقرر. ولما كان ما يحتفظ به الإنسان منذ طفولته من خواطر ومشاعر غير كاف في مجال التدريس، وكان لابد له من الإطلاع من جديد إطلاعاً واعياً وشاملاً على شخصية الأديب أو الفيلسوف الذي يتحدث عنه للطلاب، فقد تهيأ لي أن أفضل ما ألجأ إليه في هذا الباب هو الاطلاع على آراء دارسي الإمام، وعلى الكتب التي وضعت عن شخصيته الأدبية والفكرية والاجتماعية والسياسية وما إلى ذلك، لتضاف إلى ما هو راسخ في ذهني ومخيلتي من عناصر هذه الشخصية منذ الطفولة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة