تتلف خلايا المخ.. لماذا لم تتوقف مصر عن استيراد لمبات الزئبق المحرمة دوليا؟

الأحد، 23 سبتمبر 2018 04:00 م
تتلف خلايا المخ.. لماذا لم تتوقف مصر عن استيراد لمبات الزئبق المحرمة دوليا؟
لمبات - أرشيفية
محمد فرج أبو العلا

قال العديد من الخبراء والمتخصصين إن بعض المصابيح الموفرة للطاقة تحتوي على مادة «الزئبق» السام، مؤكدين أن التعرض المباشر لها واستنشاق أبخرة تلك المادة، يسبب تلف الخلايا العصبية في المخ والنخاع الشوكي والجهاز العصبي والكلى، حيث أشارت دراسة حديثة صدرت عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة بعنوان «التقييم العالمي للزئبق»، إلى أن بعض المناطق النامية ستشهد زيادة في الانبعاثات مستقبلا، موضحة أن قارة آسيا تمثل أكبر باعث إقليمي لـ«الزئبق» بسبب استخدامه في العديد من الصناعات.

وفى هذا الصدد، أثبتت الدراسات الحديثة أن الزئبق عنصر سام بمختلف أشكاله، سواء كـ«فلز» أو «مركب زئبقي»، فهو سم عصبي يصل لجسم الإنسان عن طريق استنشاق أبخرته، وينفذ بدرجة أقل عبر الجلد حال ملامسته، وأكدت أيضا أن بخار الزئبق يستخدم في صناعة اللمبات المتوهجة، لأنه يشع الضوء عند مرور التيار الكهربائي خلاله، وأن استنشاق أبخرة الزئبق لفترة قصيرة يسبب الإرهاق والقلق والاكتئاب وأعراض جانبية تنفسية.

 

اقرأ أيضا: "المالية" تنتصر للصناعات الوطنية.. إجراءات وشيكة للقضاء على تهريب مكونات اللمبات الليد

كما أكدت الأبحاث العلمية والدراسات الحديثة أيضا أن التعرض لفترة طويلة للزئبق يتسبب فى تلف الخلايا العصبية بالمخ والنخاع الشوكي، كما يؤثر على الجهاز العصبي المركزي والكلى، كما يتسبب فى اضطرابات الذاكرة، والأخطر من ذلك أنه ينفذ من المشيمة إلى الأجنة في الأرحام، ما قد يسبب ضعف القدرة على التحصيل العلمي لدى الأطفال فى المستقبل.

وبسبب خطورة الزئبق على حياة الإنسان، أطلقت الأمم المتحدة مبادرة فيما يتعلق بالملوثات البيئية خاصة مادة الزئبق، حيث تم رصد نحو 200 ألف دولار ضمن المرحلة الأولى لمشروع دراسة تقييميه، لتجنب أضراره التى قد تصدر من بعض الأدوات والأشياء القريبة والمستخدمة داخل المنازل مثل بعض المصابيح الموفرة للطاقة.

 

اقرأ أيضا: "إحنا أولى من غيرنا".. كيف نعمق المكون المحلي بصناعة لمبات ليد ونوفر 20 ألف فرصة عمل؟

وفى هذا السياق، طالب رئيس لجنة الطاقة باتحاد الصناعات، ورئيس لجنة الطاقة بالاتحاد العام لجمعيات المستثمرين، محمد حلمى هلال، فى تصريحات صحفية، بضرورة التوقف نهائيا عن استيراد لمبات الزئبق المحرمة دوليا، ووقف تداولها بجميع أنحاء الجمهورية، مشيرا إلى أن ذلك يأتى بسبب أضرارها البالغة على البيئة والصحة بصفة عامة، ولما لها من تأثير سلبى كبير على حياة الإنسان، موضا أنها أيضا شرهة جدا لاستهلاك الكهرباء، وأنها تخلف مادة الزئبق الضارة للصحة بعد انتهاء مدة تشغيلها.

رئيس لجنة الطاقة باتحاد الصناعات، أكد أيضا أن تلك اللمبات محرمة دوليا، وأنه رغم ذلك يتم السماح باستيرادها من الصين، بل وحصلت على أقل تعريفة جمركية من بين مختلف أنواع اللمبات المستوردة، فى قرار التعريفة الجمركية الجديدة بواقع 5%، مشيؤا إلى أن ذلك يتنافى تماما مع توجهات الحكومة نحو ترشيد استهلاك الطاقة، خاصة الكهرباء.

رئيس لجنة الطاقة باتحاد الصناعات، ورئيس لجنة الطاقة بالاتحاد العام لجمعيات المستثمرين، أشار أيضا إلى أن الاتحاد يعد مذكرة جديدة بطريقة منهجية وعلمية حول خطورة تلك اللمبات على البيئة والصحة العامة، يعتزم تقديمها إلى وزارة المالية، فى حين تعد لجنة الطاقة باتحاد الصناعات مذكرة مماثلة لمخاطبة وزارة التجارة والصناعة، لوقف استيرادها وتداولها داخل مصر.

 

اقرأ أيضا: الضوء الأزرق يعجل بشيخوخة الجلد ويتلف الكولاجين

جدير بالذكر، أن اللجان النوعية باتحاد الصناعات واتحاد المستثمرين، كانت أعدت برنامجا بشأن وقف استيراد لمبات الزئبق المحرمة دوليا قبل ثورة يناير، إلا أن البرنامج توقف بعد الثورة، ولكن العاملون فى قطاع الطاقة يسعون جاهدين الآن من أجل إعادة طرحه مجددا.

وتكمن خطورة الزئبق في أنه يتبخر في درجة حرارة الغرفة، وبالتالي تختلط ذرات الزئبق مع الهواء دون أن يدركها الإنسان، خاصة لأنها عديمة الرائحة واللون، وعندما يستنشق الإنسان هذا الهواء، فإن ذرات الزئبق تدخل إلى الرئتين ثم تصل إلى الدم والمخ، مسببة العديد من الأضرار الخطيرة جدا على حياة الإنسان، والتى قد تصل فى بعض الأحيان إلى الوفاة المفاجئة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق