لعبة مخابراتية.. هكذا يرى الأحواز حادث العرض العسكري الإيراني

الأحد، 23 سبتمبر 2018 03:00 م
لعبة مخابراتية.. هكذا يرى الأحواز حادث العرض العسكري الإيراني
الرئيس الإيرانى
شيريهان المنيري

حادث كبير شهدته منطقة الأحواز في صباح السبت ترتب عليه سقوط عدد من القتلى والمصابين، حيث استهداف عرض عسكري إيراني يقام سنويًا بمناسبة ذكرى بدء الحرب العراقية الإيرانية والتي كانت بين عامي 1980 – 1988.

وتعددت التحليلات السياسية والرؤى حول ذلك الحادث، وسرعان ما تم توجيه الإتهامات من قبل النظام الإيراني وغيره إلى جهات محددة قبيل أي تحقيقات أو توفر الأدلة الكافية لتحديد الفاعل.

في هذا الخصوص يقول رئيس المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم)، عباس الكعبي في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «لأن الجيوش والعساكر تشكل أهم المؤسسات التي تمثل هيبة الدول، فلا ريب أن إستهداف الجيش والحرس الإيراني يعد ضربة موجعة لهيبة الدولة الفارسية التي تراجعت بشكل ملفت للإنتباه مؤخرًا بسبب إنتشار المظاهرات والإحتجاجات وتواترها السريع ورفع المتظاهرين هتافات غير مسبوقة كالموت لخامنئي والموت للدكتاتور».

وأشار إلى أن النظام الإيراني حولّ جنوده إلى مجرّد أدوات لممارسة القتل والقمع والتشريد والإبادة، ليس ضمن ما تسمى بجغرافية إيران فحسب، إنما في العراق وسوريا واليمن ولبنان، فأصبحت المؤسسة العسكرية الإيرانية عبارة عن بؤرة للفساد والجريمة والتهريب والهيمنة على الإقتصاد عبر أرصفتها السرية البحرية والبرية والجوية المتناثرة في الخليج العربي وبحر عمان وقزوين والمعابر البرية والمطارات، وتمتد حتى بحار آسيا وأمريكا اللاتينية والبحر الأبيض المتوسط وكذلك البحر الأحمر ومطارات بغداد وصنعاء وبيروت ودمشق وغيرها من الأماكن التي يتنفذ فيها فيلق القدس الإرهابي التابع لما يسمى بحرس الثورة الإسلامية، على حد تعبيره.

وأضاف أنه «وبالرغم من عدم تبني أي من الأطراف عملية إستهداف الحرس والجيش الإيراني خلال عروضه العسكرية في الأحواز، إلا أن الإتهامات قد تناثرت من أفواه المسؤولين الإيرانيين وكذلك وسائل الإعلام الفارسية التابعة للنظام، فأدرجت منظمات وأحزاب أحوازية، بما فيها المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز والجبهة العربية لتحرير الأحواز، وكذلك أمريكا والسعودية والإمارات وإسرائيل ضمن قائمة المتهمين، ويحمل استعجال طهران في إتهام السعودية والإمارات رسالتين؛ الأولى مفادها الإساءة إلى الدولتين، أما الثانية فهي موجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية محاولة إلصاق تهمة الإرهاب إلى حلفاءها حيث السعودية والإمارات بدلًا من إيران».

وتابع «الكعبي»: «خاصة أن تلك العملية جاءت قبيل إجتماعًا رفيع المستوى لمجلس الأمن مقررًا نهاية الشهر الجاري، والذي سيرأسه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظرًا لرئاسة أمريكا لمجلس الأمن المتكون من 15 دولة في دورته الحالية، والذي يستمد أهميته من تزامنه مع إجتماعات الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة وتخصيصه لمناقشة التجاوزات الإيرانية على القوانين الدولية والدور الإيراني الواضح في زعزعة أمن وإستقرار العديد من الدول وفي مقدمتها الدول العربية، وكذلك مناقشة الصواريخ البالستية الإيرانية والإرهاب المنظم التي تمارسه طهران».

وأردف «الكعبي» بأنه «في حين توجه بعض أصابع الإتهام إلى المخابرات الإيرانية وتورطها في عملية الهجوم وذلك لتحقيق بعض المكاسب السياسية وكسب التعاطف الدولي، إلا أن هناك من لا يستبعد ضلوع الإستخبارات الأمريكية في تنفيذ العملية، بربطه الهجوم في الأحواز بالهجوم في البصرة قبل حين وإقتحام المهاجمين القنصلية الإيرانية، وتلاها تحذير أمريكي شديد اللهجة لإيران، بأن الولايات المتحدة الأمريكية سترد بقوة على أي إعتداء إيراني على المراكز الأمريكية في العراق»، موضحًا أن «في حال كانت الولايات المتحدة تقف خلف عملية الهجوم، فإنها تريد إجبار إيران على الردّ عليها في العراق، وبالتالي تنفيذ أمريكا تحذيراتها الشديدة لطهران من خلال القضاء على مليشياتها وبالتالي إنهاء نفوذها في العراق».

في السياق ذاته قال مدير مركز «ميسان» للدراسات العربية والإيرانية، محمد المذحجي: «من حرق القنصلية الإيرانية في البصرة، يقف خلف الهجوم على العرض العسكري في الأحواز»، مضيفًا في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «تلك العملية ليست الحلقة الأولى  لمسلسل سيستمر لفترة طويلة مع النظام الإيراني؛ التي تلعب لصالح الصين والاتحاد الأوروبي  ونعلم أن أمريكا في حرب مع الصين وأوروبا، ومن المؤكد أن ترامب يهمه إشعال النار تحت أقدام ملالي طهران».

يذكر أن تنظيم «داعش» الإرهابي أعلن بعد ساعات من وقوع الحادث مسؤوليته عنه، فيما يستمر تشكيك بعض المتابعين في ذلك الأمر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق