نيلسون مانديلا.. المناضل الذي رفض العنف وبقى خلف الأسوار 27 عاما

الثلاثاء، 25 سبتمبر 2018 11:00 ص
نيلسون مانديلا.. المناضل الذي رفض العنف وبقى خلف الأسوار 27 عاما
نيلسون مانديلا
كتب محمود حسن

تحيي الأمم المتحدة فى هذه اللحظات، مئوية نيلسون مانديلا، بمناسبة مرور 100 عام على ميلاده فى 18 يوليو من عام 1918، الزعيم الذى أنهى نظام الفصل العنصرى فى جنوب أفريقيا "أبارتايد" وأول رئيس أسود لهذا البلد الذى طالما كان نموذجا لنظام الفصل العنصرى، عبر نضاله بالطريق السلمى.

مانديلا الذى درس القانون فى شبابه، ناهض سياسة الفصل العنصرى الذى بدأ منذ عام 1948، وظل مسجونا لمدة 27 عاما إلى ان تم أطلاق سراحه عام 1990 ويصبح بعدها بـ 4 أعوام رئيسا لبلاده، وبدلا من الانتقام لسجنه عمل على إنهاء الصراع فى بلده، وإجراء المصالحة، ووضع بلاده على خارطة الدول المتقدمة رغم مشكلاتها المزمنة والمشاكل المتوارثة، وأرسى الديمقراطية فى بلاده برفضه الترشح لفترة رئاسة ثانية لتحقيق عملية تداول للسلطة فى بلاده التى عانت كثيرا من الديكتاتورية.

منذ عام 1952 وبعد أن قرر أن يأخذ منحى بعيدا عن المجموعات الشيوعية العنيفة، وتأثرا بالمهاتما غاندى بدأ مانديلا دعوته إلى "المقاومة اللاعنيفة"، وفى هذا العام أيضا زار السجن للمرة الأولى لفترة وجيزة بعد أن القى خطابا امام مجموعة من المتظاهرين خرجوا متظاهرين ضد قانون يمنع الاحتجاجات، ومع الوقت تزايد عدد المؤمنين بدعوته الأمر الذى دفع الحكومة العنصرية إلى إعلان حالة من الطوارئ فى العامالتالى، وكذلك حظر حضور مانديلاالاجتماعات والتحدث على الملأ لمدة 6 أشهر.

 عن طريق عمله فى المحاماة بدأ نيلسون مانديلا فى تشكيل ما قد يعرف اليوم بـ "مكتب محاماة حقوقى" هدفه الدفاع عن المظلومين من السود خاصة فى قضايا وحشية الشرطة، الأمر الذى جعل من شركته هدفا للشرطة، بدأ مانديلا فى بث الأمل فى شعبه عبر طلبه من المواطنين إرسال مقترحات لفترة ما بعد "إنهاء الفصل العنصرى" وهو الأمر الذى دفع الشرطة للقبض عليه، ووضعه من جديد تحت الحظر لمدة عامين تلك المرة.

فى عام 1955 بعد انتهاء الحظر الثانى عن الظهور العامل تواصل مانديلا مع العديد من قادة القبائل، الأمر الذى دفعه إلى الحصول على حظر ثالث وكذلك حد تحركاته وتحديد إقامته فى مدينة جوهانسبرج لمدة 5 سنوات، ثم بعدها تم اعتقاله نهاية عام 1956 وتمت محاكمته بتهمة الخيانة العظمى بحجة الدعوة لثورة مسلحة على النظام القائم، وفى عام 1958 أفرج عن نيلسون مانديلا لكن المحاكمة استمرت بشكل بطيء

فى عام 1960 قاد مانديلا ما عرف بحركة إحراق تراخيص المرور، وهى الحركة الخاصة بمواجهة التصاريح التى اضطر الأفارقة لحملها لتنظيم الاماكن التى يسمح لهم بدخولها، وفى خلال إحدى مظاهرات الحرق الجماعى لتصاريح المرور أطلقت الشرطة النيران ما أدى إلى مقتل 70 شخصا، واندلاع أعمال عنف فى انحاء جنوب افريقيا، بعدها تم القاء القبض على مانديلا من جديد، لكن مانديلا لم يبق فى السجن سوى 6 أشهر وبعدها تم الإفراج عنه، وفى عام 1961 تم الحكم فى قضية "الخيانة العظمى" بالبراءة، الأمر الذى أكسب نيلسون مانديلا المزيد من الشعبية.

فى هذه الفترة دعا مانديلا إلى إضراب عام فى البلاد، وسافر متنكرا حول جنوب أفريقيا للدعوة لهذا الإضراب ضد الفصل العنصرى، وفى الوقت نفسه اصدرت الشرطة مذكرة لاعتقاله وعرضت مكافاة للقبض عليه،

فى عام 1962 سافر نيلسون مانديلا إلى القاهرة، وابدى إعجابه بسياسة الرئيس جمال عبد الناصر ثم بعدها إلى تونس حيث التقى بالرئيس الحبيب بورقيبة وتسلم منه 5 آلاف جنيه استرليني دعما، وطاف كل من المغرب ومالي وغينيا وسيراليون وليبيريا والسنغال، وليبيريا، وغينيا، واستعد ساعتها مانديلا تأثرا بالثورة الكوبية لقيادة حركة مسلحة لتحرير جنوب أفريقيا، إلا أنه اعتقل بعد عودته، وتم توجيه عدد من التهم له، وبدأت محاكمته بتهمة التخريب والتآمر للإطاحة بالحكومة باستخدام العنف.

استخدم مانديلا محاكمته كمنبر سياسى للهجوم على الحكومة وسياسة الفصل العنصرى، ووجه عبر المحاكمة دعوة دولية للعالم للوقف ضد النظام العنصرى فى البلاد، فى عام 1964 تم الحكم على نيلسون مانديلا بالسجن مدى الحياة.

عقب ذلك تعرض نيلسون مانديلا للسجن فى ظروف صعبة وغير انسانية، واجبر على العمل فى محاجر الجير، وهو ما أضر ببصره مدى الحياة، كما لم يسمح له سوى بزيارة واحدة مرة كل 6 أشهر، ورقابة صارمة على بريده.

وفى سجنه قاد مانديلا حركة لتصحيح الأوضاع فى السجون، والإضراب عن الطعام فى السجون.

استمر نيلسون مانديلا فى سجنه حتى بلغ 70 عاما فى عام 1988، وهى تلك اللحظة التى جعلت العالم ينتبه إلى هذا المناضل القابع فى سجنه، وبدأت الضغوط الدولية للإفراج عن نيلسون مانديلا، وفى خطوة مفاجئة اكد رئيس جنوب افريقيا بأن نظام الفصل العنصرى غير قابل للاستمرار،  وفى نوفمبر من عام 1990 أطلق سراح مانديلا بعد 27 عاما سجنا.

بعد نهاية نظام الفصل العنصرى رشح مانديلا نفسه فى الانتخابات عام 1994، حيث اكتسح الانتخابات باكثر من 62% من الأصوات، وظل مانديلا فى منصبه حتى عام 1999 ثم رفض ان يترشح لمرة جديدة فى الانتخابات، وخلال فترة رئاسته عمل على سياسة المصالحة، وإنها ء المشاكل العرقية المتراكمة دون عنف، وبالفعل نال نيلسون مانديلا جائزة نوبل للسلام بسبب مجهوداته تلك.

وفى عام 2013 بعد مسيرة سياسية حاشدة، سواء كمناضل ، أو رئيس، أو داعية للسلام فى العالم بعد انتهاء فترة رئاسته.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق