واشنطن تضع سكينا على رقبة الصين.. تعرقل المحادثات بين الطرفين ولا أمل في التغيير

الأربعاء، 26 سبتمبر 2018 02:00 م
واشنطن تضع سكينا على رقبة الصين.. تعرقل المحادثات بين الطرفين ولا أمل في التغيير
صادرات
كتبت : رانيا فزاع

واشنطن تضع «سكينا على رقبة الصين» هكذا وصف مسئول صيني كبير الثلاثاء بحسب رويترز المحادثات بين الصين وأمريكا، التى هدفت إلى إنهاء أكبر حرب تجارية شهدها التاريخ ، وذلك بعد يوم من تبادل الطرفين تطبيق رسوم جديدة على سلع الآخر.
 
وقال المسئول الصيني إن من الصعب المضي قدما في محادثات التجارة مع الولايات المتحدة ، وكان وزير الخزانة الأمريكي" ستيفن منوشين "قد دعا المسئولين الصينيين إلى عقد محادثات جديدة ، لكن إطلاق الرئيس" دونالد ترامب" الأخير وتحذيراته من أن 267 مليار دولار أخرى من السلع قد تم اصطفافها يبدو وكأنها سلبت هذا الجهد.
 
واجتمع وانج مع مسئولين أمريكيين في واشنطن في أغسطس لكن لم تعقد اجتماعات رفيعة المستوى بين أكبر اقتصادين في العالم منذ شهور، ونقلت رويترز عن المسئول الصينى اليوم  إن الإجراءات الأمريكية "جعلت من المستحيل على المفاوضات المضي قدما" وألقت باللوم على الولايات المتحدة للتخلي عن إجماع حول التجارة التي تم التوصل إليها في مايو، ولكن سرعان ما تلتها التعريفات الأمريكية الجديدة.
 
على الجانب الآخر عقد مسؤولون رفيعو المستوى من العديد من الوكالات الحكومية الصينية مؤتمرا صحفيا اليوم  في الوقت الذي نشرت فيه بكين ورقة بيضاء جديدة تطالب بوضع الأمور في نصابها حول الحقائق المتعلقة بالتجارة.
 
وأشار فو زييانج نائب وزير التجارة إلى أن البعض في الولايات المتحدة يتهم بكين بالقيام بممارسات تنافسية غير عادلة ، ما تسبب في حدوث عجز تجاري ضخم بين البلدين، وقال "هذا يخلو تماما من الحقيقة ولا أساس له " مضيفا أن الشركات الأمريكية باعت سلعا بقيمة 700 مليار دولار سنويا في الصين محققة ربحا يزيد على 500 مليار دولار.
 
 
وتصاعدت المعركة التجارية بين العملاقين الاقتصاديين بشكل مطرد مؤخرا، حيث فرضت الولايات المتحدة موجتين من التعريفات الجديدة التي بلغت الآن ما قيمته 250 مليار دولار من السلع، أي ما يقرب من نصف صادرات الصين إلى الولايات المتحدة.
 
وقد ردت بكين، حيث بلغت قيمة البضائع الأمريكية  المفروض عليها رسوم جمركية 110 مليارات دولار، أو ما يقرب من كل ما تشتريه الصين من الولايات المتحدة ، وحذر خبراء من أن الخلاف التجاري المتراكم سوف يضر بالاقتصاديين وحتى النمو العالمي ، مع خفض وكالة فيتش للتصنيفات تقديرات نموها للصين والعالم لعام 2019.
 
وبلغت صادرات الصين الى الولايات المتحدة 19 فى المائة من جميع شحناتها الخارجية فى العام الماضى ، وفقا للورقة التى نشرتها الحكومة الصينية أمس ،وقال مسؤولون في بكين انهم يعتزمون زيادة الدعم للصناعات والشركات المتضررة في الوقت الذي يسعون فيه لتعويض آثار الحرب التجارية.
 
وقال لو ون نائب وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات "سوف نتخذ جميع أنواع التدابير لمساعدة الشركات على حل صعوباتها " ، مضيفا أن الصين ستخفض بشكل جدي الضرائب والأعباء على الشركات وتسعى جاهدة لتحسين بيئة الأعمال.
 
وبدأت بعض الشركات الأوروبية والأمريكية بالفعل في تحويل سلاسل التوريد إلى خارج الصين ، أو وضع استثمارات جديدة قيد الانتظار ، وفقاً لاستطلاعات مجموعة الصناعة ، وهي مشكلة محتملة بالنسبة لبكين مع تراجع النمو الاقتصادي.
 
وقالت شركات أجنبية إن أحدث جولة من التعريفات الجمركية الأمريكية التي تضرب مجموعة واسعة من المنتجات بما في ذلك الإلكترونيات والأثاث ، من شأنها أن تزيد من تفاقم مشاكلها ،ووصف نائب وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات المخاطر المتعلقة بالتجارة التي تدفع الشركات إلى الخروج من الصين كظاهرة طبيعية وقال إن بكين ستنظر في الموقف بطريقة عقلانية.
 
 وبحسب رويترز ، قال دبلوماسي كبير بالحكومة الصينية لرجال أعمال خلال اجتماع في نيويورك إن المحادثات غير ممكنة في ظل ”التهديدات والضغوط“ وفقا لما ذكرته وزارة الخارجية.
 
ونُقل عن مستشار الدولة الصيني وانغ يي قوله إن بعض القوى في الولايات المتحدة توجه انتقادات لا أساس لها تخص الصين في قضايا التجارة والأمن، وهو ما سمم مناخ العلاقات بين واشنطن وبكين وينم عن استهتار شديد.
 
ولا يبدو أن أيا من واشنطن وبكين مستعد لتقديم تنازلات في النزاع المتصاعد بين البلدين، مما يزيد احتمالات معركة طويلة قد تفضي إلى فتور الاستثمار وعرقلة التجارة العالمية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق