الانتحار.. القاتل الصامت ينهي حياة أعداد أكثر من الحروب والإرهاب وجرائم القتل

الخميس، 27 سبتمبر 2018 12:00 م
الانتحار.. القاتل الصامت ينهي حياة أعداد أكثر من الحروب والإرهاب وجرائم القتل
الانتحار
كتب محمود حسن

حين تنتهى من قراءة هذا المقال، فإن هناك 15 شخصا حول العالم سيكونون قد قرروا إنها حياتهم، وانتحروا ..


ففى سبتمبر من كل عام يحييى العالم أسبوعا للتوعية بمنع الانتحار، فى وقت تشير فيه الإحصائيات الصادرة عن الأمم المتحدة، أنه وللمرة الأولى فى التاريخ، فإن عدد المنتحرين فى العالم قد جاوز أعداد ضحايا، الحروب، والإرهاب، وجرائم القتل مجتمعين، حيث تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية أن ما يقرب من مليون شخص يموتون كل عام بسبب الانتحار.

ووفقا للمنظمة فإنه في عام 2016 فإن حوالى 820 ألف شخص قد أنهوا حياتهم بأيديهم، وهو ما يشكل 1 بالمائة من إجمالى الوفيات في العالم، وهو ما يعنى أيضا أن هناك شخص فى العالم بالانتحار كل أربعين ثانية، وهو ما يعنى أن الدقائق العشرة التى ستستغرقها فى قراءة هذا المقال سينتحر أكثر من 15 شخصا، قرروا أن الحياة لم تعد محتملة.

وبخلاف هذا فإنه ومقابل كل محاولة شخص ينجح فى الانتحار، فإن هناك 20 محاولة أخرى فاشلة، ووفقا للتقارير فإن أكثر من 100 أمريكي ينتحرون كل يوم، وهو ما يجعل الانتحار السبب الرئيسي العاشر للوفاة بشكل عام بين كل الأعمار، والسبب الرئيسى الثالث للأشخاص بين 15 إلى 24 عامًا، ووالرابع بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 44 عامًا.

 

وتقول المنظمة إن ما لا تظهره هذه الأرقام هو المعاناة التى يمر بها هؤلاء الذين يسيرون الآن فى طريق طويل سيودى بهم نهايته إلى الانتحار ، فهؤلاء يمرون بحالة من المعاناة القاسية والسقوط فى الحزن والشعور بالذنب، وهو الإرث الذى سيخلفونه وراؤهم وسيمررونه لآخرين سيتركونهم، ووفقا لإحصائيات وزارة الصحة البريطانية، فإن أكثر من 6000 شخص في المتوسط ​​ينتحرون كل عام في بريطانيا وأيرلندا الشمالية، ما يعنى أنه وكل ساعة ونصف يتخذ شخص قراره بمغادرة العالم من تلقاء نفسه.

 

وأشادت منظمة الصحة العالمية بالبرنامج الذى نظمه "هنرى فورد" فى ولاية ديترويت الأمريكية، والذى قام فيه بفحص كل مريض فى الولاية، والتأكد من عدم تعرضه لافكار انتحارية ومعالجته فى حال كانت تلك الأفكار موجودة عنده، وهو ما أدى فى النهاية إلى وانخفض معدل الانتحار بين السكان المرضى بنسبة 75 في المائة في غضون أربع سنوات.

 

الأكثر من هذا أن منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، قالت إن الإحصائيات الرسمية ربما تقل عن معدلات الانتحار الحقيقية، فهناك عمليات انتحار لا يتم الابلاغ عنها انها انتحار وتسجل احيانا كوفاة طبيعية، ووضعت المنظمة آمالها على الناشطين والجمعيات الخيرية ومقدمي الرعاية والعاملين في الأزمات الذين وصفتهم بأنهم يقاتلون على الخطوط الأمامية لليأس البشري للعثور على طريقة تتجاوز للاكتئاب والأفكار الانتحارية، خاصة أن حوالي 90% من الأشخاص الذين يموتون بسبب الانتحار يعانون من مشكلة صحية نفسية - سواء تم تشخيصها أو عدم تشخيصها - في وقت وفاتهم، بمعنى أن رفع التوعية باهمية العلاج النفسى للاكتئاب؟، خاصة وأن الانتحار هو أكبر قاتل للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 44 حيث أن 75 في المائة من حالات الانتحار في جميع أنحاء العالم هي من الرجال.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق