خطة إبراهيم الأبيض.. كيف ستواجه إسرائيل تزويد سوريا بصواريخ «اس 300» على طريقتها الخاصة؟

الأحد، 30 سبتمبر 2018 08:00 ص
خطة إبراهيم الأبيض.. كيف ستواجه إسرائيل تزويد سوريا بصواريخ «اس 300» على طريقتها الخاصة؟
مصطفى الجمل

 

 

 

بعد مناوشات دامت كثيراً، قررت روسيا بقيادة العسكري المخضرم فيلادمير بوتين الرد على حادث تحطم طائرة "ايل20" فوق بالقرب من الشواطء السورية، ومقتل 15 عسكريا روسيا كانوا على متنها، بقرار تزويد القوات السورية بصواريخ اس – 300، ليضرب الفزع تل أبيب المتهمة حتى الآن بإسقاط الطائرة العسكرية الروسية.  

الرد الأمريكي على قرار تزويد الروس الجيش السوري بمنظومة الصواريخ اس -300 جاء باهتاً إلى حد كبير، غير واضح المعالم، لم يشر أحد من  مسئوليها إلى طريقة التعامل مع الصفعة الروسية، باستثناء تصريح أدلى به مستشار الأمن القومي جون بولتون معلناً معارضة بلاده الشديدة لتزويد سوريا بنظام متطور، معتبراً الخطوة تصعيداً خطيراً، وناشد موسكو لإعادة النظر في قرارها، أما إسرائيل فقالت إنها لن تمنع وصول المنظومة إلى الأراضي السورية ولكنها ستتعامل معها بطريقتها الخاصة.

 

اس 300

كيف ستتعامل إسرائيل بطريقتها الخاصة؟، يبدو أنه سيظل الاستفهام الأكثر تداولاً خلال الأيام القليلة المقبلة، فماذا تقصدبالرد الذي يبدو للوهلة الأولى أنه صادر من فرد خارج للتو من عركة في ساحة شعبية، ويتوعد غريمه بـ«علقة موت»، لوهلة تخيل البعض وهو يقرأ تصريح إسرائيل على لسان مصدر مجهول مسئول أن ابراهيم الابيض الذي جسده الفنان احمد السقا هو من أصدر ذلك التصريح.

الحقيقة أن الطيارين الإسرائيليين يتدربون منذ عام 2015 على كيفية التعامل مع منظومة الدفاع الجوي إس-300، بالتدرب على طراز المنظومة التي اشترتها قبرص قبل 18 عاماً، ومقرها في جزيرة كريت، وتمّ تشغيلها أثناء المناورات الجوية المشتركة بين سلاحي الطيران "الإسرائيلي" واليوناني، فأمريكا طلبت من اليونان في 2015  تشغيل إس-300  مما سمح للطيارين الإسرائيليين معرفة طريقة عمل رادار التعقب في منظومة إس-300 للأهداف المعادية والتعامل معها وجمع معلومات عن الرادار المتقدم للمنظومة وكيفية التحايل عليه.

الخبير الروسي لدى المعهد الملكي في لندن إيغور سوتياغين، رد على محاولة إسرائيل التعامل مع منظومة اس 300 بأن أقصى ما يمكن أن تطمح إليه إسرائيل هو أن تتعرف عليه عن طريق المنظومة الموجودة في جزيرة كريت اليونانية.

بغض النظر عن طريقة تعامل إسرائيل مع المنظومة الروسية المتجددة، فإنها في حاجة ماسة الآن لاستخدام أدوات عسكرية أخرى غير تلك التي كانت تستخدمها من قبل في غاراتها لاختراق الأجواء السورية، فربما تجد إسرائيل نفسها مضطرة لتشغيل مقاتلاتها الأميركية الحديثة اف-22 و اف-35، لما تتميزان به من قدرات عالية على التخفي، وتعزيز غاراتها باستخدام منظومة تشويش الكترونية خاصة بها، وطائرات "غولف ستريم جي-550".

 

اف 35

إن اعتمدت تل أبيب خطة ابراهيم الابيض بكل حذافيرها وقررت استخدام مقاتلات F35  في مهاجمة  بالمقاتلة الأحدث في العالم والأعلى تكلفة، ستغامر بإمكانية السقوط أمام منظومة S-400 والموجودة أيضا في سوريا ولكن تحت القيادة الروسية.

ما أحدثه القرار من جدل كبير خلال الساعات الماضية، يدفعنا للبحث في تاريخ منظومة الصواريخ المتقدمة، والتي تم تصنيعها عام 1975 للدفاع عن منشآت عسكرية واقتصادية ذات طبيعة استراتيجية، كالمؤسسات الصناعية والقواعد والمراكز العسكرية، لم تدخل الخدمة الميدانية قبل عام 1979، وأجري عليها عدة تطويرات كان آخرها عام 1997، وكان سعرها وقتها 250 مليون دولار للكتيبة الواحدة، والتي تتضمن  راداراً بعيد المدى لاكتشاف الأهداف المعادية، وعربة قيادة تقوم بتحليل البيانات، و6 عربات تعمل كمنصات إطلاق للصواريخ (كل عربة تحمل ستة صواريخ) وراداراً قصير المدى يقوم بتتبع الأهداف وتوجيه الصواريخ نحوها.

 باستطاعة المنظومة التصدي لصواريخ باليستية تتجاوز سرعتها 4500 متر في الثانية، والتعامل مع 24 طائرة أو 16 صاروخاً باليستياً حتى مسافة  250 كم في وقت واحد، وإطلاق  48 صاروخاً، وفقاً لما أقرته مصادر بحلف الناتو.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة