الأجهزة الأمنية تتعقب فلول داعش بسيناء.. كيف استخدم التنظيم المال الحرام لتمويل الإرهاب؟

الثلاثاء، 02 أكتوبر 2018 12:00 ص
الأجهزة الأمنية تتعقب فلول داعش بسيناء.. كيف استخدم التنظيم المال الحرام لتمويل الإرهاب؟
عمليات فى سيناء - أرشيفية

توالت الصفعات على وجوه أعضاء لتنظيمات التكفيرية بعد أن تعرضوا لهزائم متلاحقة فى شمال سيناء على كافة الأصعدة، فمن الناحية العسكرية فقد جرى سحقهم على يد الأجهزة الأمنية فى المواجهات التى اندلعت ببعض القرى.
 
أما على الجانب المعلوماتى فقد حصلت الأجهزة الأمنية وجهات التحقيق على الخطط البديلة التى اتخذتها كوادرهم فى محاولة لإعادة إحياء أنشطته أو إثبات أى وجودها على الساحة المصرية باعتراف قياداتهم المرتبطة بداعش  وكذلك على خريطة تحركاتهم الحالية والمستقبلية.
 
فقد التنظيم السيطرة على عناصره المطاردة أمنيا، وانحصرت الزعامة فيمن يملكون المال الحرام عقب نجاح الأجهزة الأمنية فى إدارة معركة شاملة ضد هذه التنظيمات التى تعد الأخطر فى تاريخ مواجهة الإرهاب.
 
النجاحات المتتالية للأجهزة الأمنية كان لها صداها حيث، انعكست على الأوضاع الميدانية فى شمال سيناء من جانب، وعلى ترتيبات فلول داعش من جانب آخر.
 
كشفت تحقيقات قضائية محاور تحركات فلول تنظيم داعش منذ مطلع العام الجارى 2018،وهو ما ظهر فى تغيير طرأ على قيادة المجموعات المسلحة بفضل النجاح الأمنى.
 
لتنفيذ مخطط إعادة إحياء النشاط مستخدما نفوذ المال الحرام الذى يديره مع شبكات التهريب وتجارة المخدرات وتولى أحد كوادر اللجنة المالية التى أسسها التنظيم فى 2016 القيادة العامة.
 
فشلت الجماعة وفق التحقيقات القضائية فى دفع الأموال للمرتزقة المشاركين فى أنشطتها الإرهابية، وذلك نهاية العام الماضى 2017  حيث واجهت الجماعة فى سيناء أزمة كبرى فى توفير مصادر التمويل عصفت بالهيكل التنظيمى.
 
كما سقطت قيادات العمل المسلح فى قبضة رجال الجيش والشرطة البواسل،تحت وطأة الضربات الأمنية الموجعة لاجتثاث جذور التكفير والتطرف.
 
انتقلت مهمة إعادة إحياء التنظيم إلى التكفيرى المطلوب أمنيا على سلمان الدرز حسب محاضر استدلالات اعتمدت عليها الجهات القضائية لإدارج تنظيم ولاية سيناء ضمن الكيانات الإرهابية، أعدها 5 من ضباط قطاع الأمن الوطنى المختصين فى رصد ومتابعة نشاط المجموعات المسلحة فى سيناء، وهم كل من الرائد "محمد.أ"، والرائد"عبد القادر.ف"، والنقيب "أحمد.س"، والنقيب "عبدالعزيز.س"، والنقيب "أحمد.م".
 
يمثل على سلمان الدرز، النفس الأخير للتنظيم الإرهابى باعتباره المسؤول عن إدارة شبكة المال الحرام التى أمسكت الأجهزة الأمنية بجميع خيوطها، لتقطع جميع سبل إعادة إحياء المجموعات المسلحة، واستقطاب أى عناصر جديدة باستخدام المالى.
 
" الدرز" سبق ورود اسمه ضمن قيادات أنصار بيت المقدس المتورطين فى قضية التخطيط لاغتيال رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، المنظورة حتى الآن أمام القضاء العسكرى.
 
كما أشتهر "الدرز" أثناء توليه اللجنة المالية بالتنظيم عام 2016 بـ"أبو عبد الرحمن"، إلا أنه غير كنيته إلى "خالد الساعدى" فى أعقاب توليه قيادة فلول داعش ومهمة إعادة الإحياء.
 
قبل مبايعة جماعة أنصار بيت المقدس  تولى ظط الدرز" تنظيم "داعش"، زعامة مجموعة الإمداد المسؤولة عن شراء الأسلحة والمواد المتفجرة، وتوفير الدعم اللوجستى لعناصرها، والملابس والأجهزة الإلكترونية المستخدمة فى إدارة الحرب الإعلامية آنذاك.
 
مطلع شهر نوفمبر عام 2014،وعقب إعلان جماعة أنصار بيت المقدس، مبايعة أبى بكر البغدادى زعيم تنظيم داعش،  ازداد نفوذ" الدرز" ليتولى إمارة بيت المال فى التنظيم بسيناء فقط، باعتبار أن الجماعة الأم حاولت فصل قيادة سيناء عن باقى محافظات الجمهورية تحت وهم إيجاد موضع قدم لهم فى الصعيد والدلتا، وهو ما تبدد سريعا على أيدى حراس الوطن وعيونه الساهرة.  
 
انتقل التنظيم إلى مرحلة جديدة تعاظم فيها دور على سلمان الدرز، من مهمة شراء السلاح والملابس العسكرية والكاميرات وأجهزة الكمبيوتر والمحمول،  بفضل علاقاتهم المتشعبة بعصابات التهريب من وإلى قطاع غزة عبر الأنفاق الحدودية، واتصالاه بدوائر قبلية متورطة فى جلب المخدرات من خارج البلاد، إذ تولى مهمتين أساسيتين بعد الضغط الأمنى على مجموعات العمل المسلح فى سيناء.
 
تعرض التنظيم لحصار قوى على يد قواتنا المسلحة، ورجال الشرطة الأبطال، دفع الدرز منتصف عام 2015 لوضع خطة لإدارة أمور التنظيم المالية، اعتمدت بشكل أساسى على شراء الأسلحة من قطاع غزة وتهريبها عبر الأنفاق إلى الشيخ زويد، وإيجاد وسائل دعم وتمويل داخلية لأنشطتهم العدائية.
 
بدأ "الدرز" بناء إمبراطورية المال الحرام التى خدمته بعد ذلك فى إحكام السيطرة على فلول تنظيم داعش بعد انهيار جماعة ولاية سيناء، بمشاركة تجار المخدرات، ومهربى الترامادول إلى قطاع غزة، فى بناء شبكة أنفاق يتكسب منها فى تهريب السلاح والمتفجرات والمعدات لصالح التنظيم قبل انهياره.
 
أحد المتورطين فى بناء الأنفاق على حدود غزة المحبوس حاليا على ذمة قضية محاولة اغتيال الرئيس السيسى،ويدعى أحمد السيد منصور، كشف الخطوات التى اتبعها "الدرز" فى تطويع عناصر جماعة ولاية سيناء لبناء إمبراطورية المال الحرام الخاصة به، التى استخدمها فى مطلع العام الجارى لشراء ذمم فلول داعش وتولى الإمارة عليهم.
 
اعترف "السيد منصور" أنه فى سبتمبر 2015 أمد مجموعة من أعضاء ولاية سيناء بمهمات تشييد أنفاق بناء على تكليفات من "الدرز"، كاشفا أن الأخير يشارك رئيس الجمعية الشرعية بأبو صوير المدعو "محمد سعد"، الذى تولى توفير أموال الزكاة والتبرعات لاستخدامها فى شراء المواد اللازمة لبناء الأنفاق بالمنطقة الحدودية مع قطاع غزة.
 
كشفت رواية "منصور" مراحل بناء إمبراطورية "الدرز" من البداية حيث كلفه بتسلم حمولة ألواح نحاسية من أحد الأشخاص بالقرب من نفق الشهيد أحمد حمدى، وفى غضون شهر نوفمبر 2015 كلفه بشراء سبعين لوح من الصاج، وأرسل له كادر تنظيمى يدعى أبو سلمى مبلغ 11 ألف جنيه نظير ذلك، وفى ديسمبر كلفه أيضا بشراء أجهزة إلكترونية لصالح مجموعة تشييد الأنفاق، وفى  يناير 2016 كلفه بشراء 27 طنا من ألواح الصاج التى تستخدم فى تبطين الأنفاق الحدودية.
 
كشفت  محاضر الاستدلالات المقدمة من ضباط قطاع الأمن الوطنى فى الفترة من أكتوبر 2017 حتى يناير 2018، أن "الدرز" تولى مهمة إعادة إحياء أنشطة تنظيم ولاية سيناء باستقطاب عناصر إرهابية جديدة، بينهم عناصر فلسطينية الجنسية اضطلعت فى توسيع نشاط إمبراطوريته المالية التى وقعت فى قبضة الأجهزة الأمنية وحالت دون استخدامها فى تمويل مهمة إعادة إحياء الجماعات الإرهابية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة