بقعة فى الثوب الأبيض.. "صوت الأمة" تفتح ملف بيع المناصب والشهادات الوهمية

الإثنين، 01 أكتوبر 2018 04:00 م
بقعة فى الثوب الأبيض.. "صوت الأمة" تفتح ملف بيع المناصب والشهادات الوهمية
منح شهادات وهمية
كتب أشرف أمين

رغم الجهود الجبارة التي تبذلها الإدارة السياسية للارتقاء بالعملية التعليمية وتطوير مناهجها، بما يسمح بتخريج أجيال أكثر وعيا وتأهيلا وفاعلية في الحياة الثقافية والعملية، ما زالت بعض السلبيات قائمة، وإن تقلصت وتأكد أنها في سبيلها للانتهاء، وما زال بعض السماسرة والمتربحين يستغلون نهم بعض الناس لحيازة الألقاب والشهادات والمناصب حتى لو كانت وهمية.
 
المؤكد أن هذه الموجة من الانفلات ستنتهي مع تشديد الرقابة وحصار الظاهرة، وذلك تماشيا مع انطلاق عدد من الإجراءات السريعة لضبط قطاع التعليم وسوق الدراسة والشهادات، وإصرار الرئيس عبد الفتاح السيسي على وأد الظواهر التي توسعت في السنوات الماضية واستمدت قوتها وانتشارها من مناخ الإهمال الذي ساد في مصر لسنوات طويلة.
 
لعل أبرز السلبيات والتجاوزات التي يشهدها قطاع التعليم والشهادات العلمية، استمرار نشاط بعض المراكز التي تلتصق بأسماء مؤسسات علمية أو دبلوماسية دولية، تارة بالرشاوى وتارة بالكذب، ونجاحها في البقاء والتمدّد في أوساط الطامعين في ألقاب ومناصب تُضفي عليهم قدرا من الوجاهة، حتى لو كانت مكذوبة وغير حقيقية.
 
هذه المؤسسات تستهدف في المقام الأول الأثرياء، وترفع شعار "ادفع لترتقي وتحصل على لقب أو منصب"، وفي سبيل هذا الهدف تبيع أعلى الشهادات العلمية، وأحيانا المناصب والمسمّيات الدولية، دون جهد أو تعب أو دراسة حقيقية، المهم أن تدفع المطلوب، وعلى قدر المال سيكون المنصب أو اللقب، فإذا دفعت أكثر ستحصل على التخصص الذي تريده، ولا يهم هنا أن تكون حاصلا على مؤهل عالٍ أو متوسط أو إعدادية، لأن "كله بالكاش.. والغالى يبقى ببلاش".
 
باختصار شديد، نتحدث عن ألقاب علمية تمنحها مراكز مشبوهة، دون قلق أو خوف، فالمتاجرون بالألقاب يملكون تلميع من يريدون، ومساواته بمن تعب وتحدّى الصعاب وقهر العقبات وبذل الجهد. كثيرون من رجال الأعمال والمشاهير والفنانين والرياضيين يقعون في فخ هذه المراكز المشبوهة، عن قصد أو بغير علم، ففي كل الأحوال يبدو أنهم هم أيضا يسعون لحيازة المناصب والألقاب والتكريمات مدفوعة الثمن طمعا في الوجاهة الاجتماعية.
 
الواقع يؤكد غياب ضمير البعض، وإصرار آخرين على إعطاء ما لا يملكونه لمن لا يستحقون، هذا شأن هؤلاء وهؤلاء، لكن يبقى السؤال: أين الجهات الرسمية من هذه الكيانات الوهمية الضالة والمضللة؟ وأين الرقابة بأنواعها ومسمياتها المختلفة؟.
 
في هذه السلسلة من الحلقات الموثقة بالأدلة والمستندات.. تفتح "صوت الأمة" ملف مافيا الشهادات والألقاب الوهمية، وتقتحم هذا العالم الهلامي المحفوف بالمصالح والأموال والتزوير، رافعة شعار "أنقذوا سُمعة مصر التعليمية والعلمية والدولية".. هذا دورنا، وننتظر من الجهات الرسمية أن تقوم بدورها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق