في ذكرى ميلاد ماجدة الخطيب.. دلال المصرية الباقية في القلوب

الثلاثاء، 02 أكتوبر 2018 04:00 م
في ذكرى ميلاد ماجدة الخطيب.. دلال المصرية الباقية في القلوب
ماجدة الخطيب
وجدي الكومي

نجحت ماجدة الخطيب أن تزرع أثرها الذي لا يمحى في قلوب المصريين، ومحبيها، على الرغم مما تعرضت له في مشوارها الفني، من ظروف معاكسة، أبعدتها سنوات عن العمل الذي تحبه، اليوم في ذكرى ميلادها في الثاني من أكتوبر عام 1943، نستعيد عددا من محطاتها السينمائية التي تميزت فيها، وعلى رأسها فيلمها "دلال المصرية" الذي نالت عنه جائزة الهرم الذهبي عام 1966.

magda
ماجدة الخطيب

لعبت ماجدة الخطيب في الفيلم دور عطيات فتاة يتيمة تربت في أحد القصور تحت رعاية سيدة غنية، إلا أن صاحبة القصر طردتها بعدما اكتشفت أنها لم تعد بكرا، دون أن تدري أن فؤاد بك، ابن أخيها هو من تسبب في فقدانها عذريتها.

تعمل عطيات في أحد المصانع، حيث تتعرف على زميلها محمد، الذي يرغب في الاقتران بها، لكن سوء أحوالهما المادية يحول دون ذلك، فتعمل راقصة عند المعلمة فاطمة الفللي، وبعد سنوات تتهم في قضية قتل، ويكون فؤاد بك هو القاضي الذي ينظر القضية.

القصة مأخوذة عن رواية "البعث" لعملاق الأدب الروسي تولستوي، وأعد القصة السينمائية الروائي الكبير الراحل نجيب محفوظ، ولعبت ماجدة الخطيب في الفيلم دور "عطيات" التي تتسمى أيضا باسم "دلال"، جسدت ماجدة في الدور دور ابنة البلد التي تتعرض للظلم، وتواجه عنت الرجال الطامعين فيها، وتتنقل بين طبقات المجتمع، الفقيرة، والأغنياء، ولا تكف الدنيا عن كيل الضربات لها، فتطاردها المحن، وتتعقبها الأزمات.

ماجدة الخطيب 1
ماجدة الخطيب 

واجهت ماجدة الخطيب أزمات عديدة في مسيرتها الفنية، كان على رأسها أزمة دخولها السجن مرتان، ففي حوار قديم لها مع طارق حبيب، تقول ماجدة الخطيب: المحنة التي لا تقتل تقوي الإنسان، واكتشفت أناس وقفوا بجواري، والظلم مهما استمر مسيره أن ينتهي.

وعن حياتها في السجن قالت ماجدة الخطيب في ذلك الحوار الذي احتفظت به ذاكرة قناة ماسبيرو: تحولت من مواطنة شريفة إلى إنسانة خارجة عن القانون، وتحولت من اسم إلى رقم معلق على صدري، وخفف عني هذا الوضع المرير زميلات المحنة، كانوا يتعاملون معي على أنني ماجدة الخطيب النجمة السينمائية.

وتضيف ماجدة الخطيب: في السجن هناك أبرياء كثيرون، ومجرمون كثيرون، مجرمون بطبيعتهم، وهناك أناس ظروفهم الصعبة حكمت عليهم، أنا متعاطفة معهم جدا، وأتمنى أن توجد جمعيات تهتم بهؤلاء الناس، لأن الحرية شيء عظيم، ومهما حاولت أن أصف تجربة السجن، لن أستطيع وصف الإحساس.

في عام 1987 قضت ماجدة الخطيب مدة  ست أشهر في سجن الاحتياط على ذمة محاكمتها في تهمة قتل مواطن عن طريق الخطأ خلال قيادتها السيارة وهي مخمورة، وفي عام 1985 ألقي القبض على ماجدة بتهمة تعاطي المخدرات، حيث صدر بحقها حكما بالسجن لمدة 5 سنوات.

كشفت الفنانة الراحلة ماجدة الخطيب في هذا الحوار التلفزيوني القديم، أن سميحة أيوب، وماجدة الصباحي، ومحمد عوض، وهند رستم، كانوا يحرصون على زيارتها في السجن، وتعاطفوا معها، ووقفوا بجوارها خلال تلك الفترة.

من طرائف هذا الحوار بين ماجدة الخطيب وطارق حبيب، أنهما تحدثا عن السجانة حيث وصفتها ماجدة بأنها كانت تبادلها الاحترام، وكانت تعاملها بلطف، ورأت سجانات قاسيات مع ذلك.

وفي حوار نادر أخرى مع هالة سرحان، صكت ماجدة الخطيب عبارتها الأشهر: الفلوس في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة، فسرت ماجدة الخطيب هذه العبارة بقولها: اكتشفت في الغربة أنه لا أحد يسأل على أحد، كنت خارج مصر، وهربانة من سجن، لكنني في الغربة كنت في سجن كبير، ومفتاحه في إيدي، وحينما كنت في باريس، كنت حرة أكثر أن أتمشى في الشوارع، وممكن أجوع في الغربة، كان سفري سجن مفتاحه معي.

شكت ماجدة الخطيب في ذلك الحوار من قلة من سألوا عنها في أوروبا، التي اضطرت للسفر إليها بعدما استشكلت على الحكم الصادر ضدها بالحبس، حيث سافرت إلى قبرص، ومنها إلى باريس، ولندن، وعادت بعد خمس سنوات حيث قضت فترة عقوبتها.

في أوروبا عجزت ماجدة الخطيب عن العمل، ولم يكن لديها طموح للعمل في أية مجالات أخرى، ولم يكن متاحا لها التمثيل في أوروبا بسبب عقبة اللغات، وعندما سافرت إلى بيروت، اندلعت الحرب الأهلية، لكنها جسدت دورا في مسرحية بالأردن.

توفيت ماجدة الخطيب عام 2006، أثر التهاب رئوي حاد، وفشل كلوي استلزم وضعها على جهاز التنفس الصناعي، قبل أن تقضي نحبها متأثرة بمرضها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق