الأبناء يحصدون ما زرعه الأجداد.. «الأزهر والداخلية» يكتبان نهاية مسلسل «سلسال الدم» بالصعيد

الخميس، 04 أكتوبر 2018 04:00 م
الأبناء يحصدون ما زرعه الأجداد.. «الأزهر والداخلية» يكتبان نهاية مسلسل «سلسال الدم» بالصعيد
جلسة الصلح

آفة قديمة وإرث عفن تتناقله الأجيال عن أسلافهم، زرعه الأجداد فحصد أرواح المئات من البشر، تسبب في تدمير بلادا، وخراب بيوتا، وتيتم أطفالا دون ذنب، ليحملوا على أعناقهم مسئولية إعادة استمرار تدفق سلسال الدم، وإبادة البشر، بدعوى الثأر، والقصاص، يحيون في معزل عن قواعد الدولة الوطنية، والالتزام بالقوانين في الخصومة.

الأهالي يشاركون في جلسة صلح

مؤسسات الدولة تبذل جهدا كبيرا في تغيير تلك المفاهيم في المجتمعات الريفية والتي يحكمها قانون العصبية القبلية، وفرض هيبة القانون والدولة، من جانب، وغرس مفاهيم المعايشة السلمية والالتزام بالقانون في نفوس الأطفال بالمدارس، بينما يسعى الأزهر الشريف دائما وأبدا، إلى العمل على وأد فتن الثأر في المحافظات المختلفة وإنهاء الخصومات وديا بالتنسيق مع وزارة الداخلية المصرية. 

الحضور بجلسة الصلح

وسعى الأزهر الشريف إلى التنسيق مع حكماء القرى، وعمد ومشايخ البلاد، في كافة ربوع مصر، إلى حل المنازعات وديا، وعدم اللجوء إلى قواعد قانون الغاب التي تفرض مشاهد الدم والقتل على الساحة دائما، وتكتب نهايات لشباب لم يبدأوا حياتهم بعد، لاسيما وأن هناك حالات عدة يتحمل فيها جنينا لم يزل في بطن أمه مهمة الثأر لأحدا من أهله.

«الدية وحمل الكفن» سبيلا ردم حفر الدم في بلاد الصعيد، وبعض محافظات الوجه البحري، بعدما يتجمع طرفي النزاع في سرادق كبير تحت إشراف علماء الأزهر، وقيادات الأجهزة الأمنية، لتقديم كفن القاتل إلى أهل القتيل وإنهاء تلك الخصومة بشكل نهائي ومنع امتدادها إلى الأجيال اللاحقة، من خلال لجنة المصالحات وأجهزة الأمن، التي تمكنت من إنهاء خصومة ثأرية بين عائلتين بمحافظة قنا، وضبط 7أشخاص بحوزتهم أسلحة نارية، و12 هاربا من أحكام قضائية.

الصلح بين عائلتين

كما استهدف أعضاء لجنة المصالحات بالأزهر الشريف، وأد فتيل الاقتتال بين عائلتين بقرية «أسمنت» مركز نقاده في أسيوط، والصلح بينهما، بعد إقرار الطرفين بعدم التعرض مرة أخرى لبعضهما، بينما امتدت جهود اللجنة إلى استهداف أطراف أحد الخصومات قبل وصولها لمرحلة القتال والثأر، فأنهت النزاع بين طرفي خصومة بدائرة مركز شرطة منفلوط، وتمكنت أجهزة الأمن خلالها من ضبط 10 أشخاص بحوزتهم 10 قطع سلاح ناري وحائزيها، كما أنهت نزاعا بين طرفيه في البلينا.

جانب من جلسة صلح بأسيوط

ومن جانبه قال الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، ووكيل الأزهر السابق، رئيس اللجنة العليا للمصالحات إن دور الأزهر الشريف في إنهاء النزاعات الثأرية بالغ الأهمية لما له من ضرورة الحفاظ على الإنسان، وحرمة بيته وروحه وأهله، مشيرا إلى أن تلك المنازعات تتوقف معها الحياة تمام، وتضرب استقرار الأسر والبلدان، وتوقف عجلة العمل والتنمية بها.

مقبوض عليهم في خصومة ثأرية

وشدد «شومان» على أهمية دورلإعلام في التوعية بمخاطر الثأر وحرمته، ودعم دور الأجهزة الأمنية والأزهر الشريف في التصدي له، مؤكدا أن جلسات الحل والصلح العرفي لاتعتبر بديلا عن القانون، بل تستهدف إنهاء النزاع ووقف نزيف الدماء، مع تسليم المطلوبين جنائيا للقضاء لاتخاذ مايلزم تجاههم.

وتساهم التحركات الأمنية لمنع تداول السلاح، وضبط الخارجين عن القانون في خلق الهدوء وعودة الطمأنينة للصعيد، والتأكيد على دولة القانون، حسبما أكد اللواء رفعت عبد الحميد، مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمني، والذي شدد على الالتزام بقواعد دولة القانون وتطبيقه على الجميع.

واستهدفت حملة أمنية مكبرة أطراف خصوة ثأرية بدشنا بمحافظة قنا، وضبطت 7 أشخاص بحوزتهم 7 بنادق آلية، وتم ضبط 12 هاربين من أحكام قضائية.

وبلغة الأرقام، شنت حملات أمنية موسعة لاستهداف تجار الأسلحة النارية غير المرخصة، بمديريات أمن "الفيوم، وبني سويف، والمنيا، وأسيوط، وسوهاج، والوادي الجديد، وقنا، والأقصر، وأسوان، والبحر الأحمر".

الحملات الأمنية أسفرت عن ضبط "5113 قطعة سلاح آلي، و92 رشاش، و3 مدفع جرينوف، و195 سىلاح مششخن، و5989 بندقية خرطوش، و808 مسدس، و7561 فرد مخلي الصنع، و108250 طلقة نارية".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق