حكايات وأسرار من محبرة الجمسي.. "الجنرال المخيف" يروي مذكراته عن حرب أكتوبر

الأربعاء، 03 أكتوبر 2018 10:00 م
حكايات وأسرار من محبرة الجمسي.. "الجنرال المخيف" يروي مذكراته عن حرب أكتوبر
المشير محمد عبد الغني الجمسي
وجدي الكومي

أيام وتحل الذكرى الخامسة والأربعين لحرب أكتوبر 1973، في السادس من أكتوبر الجاري، والتي شهدت تحطيم أسطورة الصلف والتكبر الإسرائيلي، بعدما نجحت مصر في إسقاط الدفاعات الإسرائيلية، التي أرادت بها تل أبيب عزل سيناء عن مصر، واختطاف قطعة غالية من مصر وعزلها عن الوطن.

كتب عدد من المؤرخين العسكريين مذكراتهم عن هذه الحرب العظيمة، هنا نعرض لجوانب من مذكرات أحد أبرز القادة العسكريين عن الحرب، وهو القائد المشير محمد عبد الغني الجمسي، الذي كان وقت الحرب، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، يوم السادس من أكتوبر عام 1973.

صدر الكتاب في طبعته الأولى عام 1989، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وصدرت طبعته الثانية عام 1998، ويقع في 596 صفحة، ويستهله المشير عبد الغني الجمسي، بالإشارة إلى أنه يوم الحرب، التي يصفها بالحرب الرابعة بين العرب وإسرائيل، كان يرتدي لبس الميدان، ويقف في مركز عمليات القوات المسلحة، وبعد خمس سنوات يوم 6 أكتوبر 1978، انتهت خدمته بالقوات المسلحة كقائد عام لها، وانتهى عمله العام بالدولة كنائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير الحربية، والإنتاج الحربي.

المشير محمد عبد الغني الجمسي
المشير محمد عبد الغني الجمسي

 

يقول المشير الجمسي في مذكراته: بدأت هذه الفترة من تاريخ مصر والعرب بحرب أكتوبر 1973، التي هزت منطقة الشرق الأوسط هزا عنيفا، وقلبت الموازين السياسية والعسكرية والاقتصادية في المنطقة، وعلى أثرها حدث فض الاشتباك الأول على الجبهتين المصرية والسورية، ثم فض الاشتباك الثاني على الجبهة المصرية، وأعيد فتح قناة السويس للملاحة وألغيت معاهدة الصداقة المصرية السوفيتية.

المشير الجمسي
المشير الجمسي

يلقي المشير عبد الغني الجمسي من مستهل الكتاب نظرة طولية كبيرة على الأحداث المهمة التي تلت الحرب، وكذلك يمهد لما قبل الحرب، من داخل غرفة عمليات القوات المسلحة، وهو ما يجعل لهذه المذكرات أهمية بالغة في تاريخ مصر العسكري، والتوثيقي لمعركة أجيال ضد الغطرسة الإسرائيلية.

يشير المشير الجمسي في كتابه إلى أنه أجرى زيارة القدس أواخر عام 1977، التي أطلق عليها مبادرة السلام، وبعد مفاوضات سياسية وعسكرية بين مصر وإسرائيل وصلت إلى طريق مسدود، وقع الرئيس السادات اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية في سبتمبر عام 1978.

يشير المشير الجمسي إلى أن السادات أبدى له بعد أسبوعين من توقيع اتفاقية السلام أن مصر تمر بمرحلة جديدة، تتطلب تغييرا شاملا في مؤسسات وأجهزة الدولة، ولذلك قرر تغيير الوزارة، وزارة ممدوح سالم التي كان المشير الجمسي نائبا له فيها، ووزير الحربية.

ويعود المشير الجمسي إلى الإشارة لتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، بقوله: عندما تركت خدمة القوات المسلحة في أكتوبر 1978، كان قد مضى على الصراع العربي الإسرائيلي ثلاثون عاما، منذ حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي عام 1956، وحرب يونيو 1967، والسنوات التي يصفها الجمسي بالعجاف التي تلت يونيو، وتخللتها حرب الاستنزاف، ثم حرب أكتوبر.

عاصر المشير الجمسي هذه الحروب كافة، وهو ما يعطي ثقل لمذكراته، ويجعلها من أبرز ما كتب عن الحرب، يقول المشير عبد الغني الجمسي: إذا كانت الحروب التي دارت بين إسرائيل والعرب تجذب الناس بأحداثها ونتائجها المباشرة، إلا إني كنت أشعر دائما أننا نحن العرب، لا نتعمق في دراسة جذور الصراع العربي الإسرائيلي، ولا نعطي الأهمية الواجبة لمعرفة ما قامت به الصهيونية العالمية، والدول الكبرى من تخطيط، وما نفذته من أعمال في جميع المجالات حتى أقامت دولة إسرائيل على جزء من أرض فلسطين.

يدعو المشير الجمسي عبر هذه السطور إلى الاعتراف بنظرية المؤامرة، والإيمان بها، من أجل المستقبل، فإسرائيل لم تكن لتقوم وحدها على أرض فلسطين، لولا مساعدات الدول الكبرى التي سهلت الهجرات إلى فلسطين، وساهمت في دفع الرشى، وإجبار الفلسطينيين على ترك أراضيهم، وطردهم منها شر طردة، وتغيير الأسماء، وتهويد الخرائط، ومسح ومحو التاريخ العربي الفلسطيني.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة