بعد 68 سنة من محاولات قتلها.. مصر تلجأ إلى تصدير الكلاب الضالة لإطعام كوريا الجنوبية

الثلاثاء، 09 أكتوبر 2018 01:00 م
بعد 68 سنة من محاولات قتلها.. مصر تلجأ إلى تصدير الكلاب الضالة لإطعام كوريا الجنوبية
الكلاب الضالة
مصطفى النجار

 
«دي كلام ولا حمير؟».. عبارة متعارف عليها بين عموم المصريين عندما يفاجئ المستهلك بانخفاض ثمن اللحوم الحمراء سواء لدى الجزار أو لدى المطاعم، إلا أن هذه العبارة ربما تكون طوق نجاة أو فرصة إضافية لقطاع في مصر، وهو قطاع الصناعات الغذائية فيزيد من صادرات مصر إلى دول أسيا.

وبعد أن نجح التجار في تصدير جلود الحمير إلى الصين منذ عامين لاستخدامها في صناعات جلدية بينما لحومها استخدمت كطعام لحيوانات حدائق الحيوان والسيرك، إلا أن الفرصة أمام الدولة تتجدد مرة أخرى لتحقيق عدة عوائد بمقترح برلماني لتصدير الكلاب الضالة إلى كوريا الجنوبية، ما يعطي فرصة لحل من مشاكل انتشار الكلاب المسعورة في الشوارع وتشويه المظهر الحضاري بدون تحقيق أدنى استفادة من وجودها.

وقالت مارجريت عازر، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، إن أحد النواب اقترح إجراء عمليات إخصاء وجلعها غير قادرة على التناسل للكلاب الضالة في الشوارع، بدلًا من قتلها عن طريق الضرب بالنار كما كان يحدث من قبل، لأن الإخصاء هو أسلوب ضد الرفق بالحيوان لأنه يقضي على فصيل معين وهو ضد مبادئ جمعيات الرفق بالحيوان.

«في بلاد زى كوريا بياكلوا الكلاب، ففكرت وقلت ليه لا نستثمر هذه الكميات المهولة من الكلاب الضالة المنتشرة في الشوارع ونصدرها ونحقق عائد اقتصادي ونمنع المظهر غير الحضاري في الشوارع، وتصدير الحيوانات ليست التجربة الأولى فمصر من أوائل الدول في العالم التي تُصدر الضفادع، التي يُصنع منها أغلى الأطباق في فرنسا».. هذا ما أكدت عليه النائبة مارجريت عازر.

وتعاني كوريا الجنوبية من مظاهرات ومسيرات كان آخرها في شهر يوليو الماضي، ينظمها نشطاء في حقوق الحيوان لفرض حظر على ذبح الكلاب وتناول لحومها، ويتناول الكوريون الجنوبيون لحم الكلاب في عدد من المواسم مرتبطة بالتقويم القمري، ومنها يوم 16 يوليو وهو أحد 24 علامة موسمية كذلك هذا اليوم هو الأكثر ارتفاعا في درجة الحرارة في كوريا الجنوبية خلال فصل الصيف ويُعتقد أن لحم الكلاب يخفف من ارتفاع درجة حرارة الإنسان عند تناوله فيما يعرف باسم «أيام الكلاب».

ويُقبل الرجال الكوريين على تناول لحوم الكلاب ويعتبرونها الأكلة الأكثر محبة إلى قلوبهم رغم أن طهي هذه الأطعمة بدأ ينخفض بسبب جهود نشطاء حقوق الحيوان، ويضغط هؤلاء النشطاء على المكتب الرئاسي «تشيونغ وا داي»، من أجل فرض حظر كامل على استهلاك لحوم الكلاب، وهو ما يجعل الدولة الكورية الجنوبية تلجأ لمصادر لحوم غير المحلية للخروج من الضائقة التى تقابلها مع النشطاء وفقًا للقوانين المنظمة لحقوق الحيوان هناك.

كانت مجموعة مناهضة لذبح الكلاب وتنولها كطعام للبشر تسمى «كارا»، أكدت وجود قرابة 6 آلاف مزرعة كلاب منتشرة في كوريا الجنوبية وحدها، مشيرة في بيان لها أصدرته منذ أشهر أن دولتهم هي الوحيدة التي تمتلك مزارع واسعة عبارة عن مصانع للغذاء والتي يتم فيها الاعتداء على «كلاب صغيرة ولطيفة وقتلها بغرض تناول لحومها»، على حد وصف المجموعة الحقوقية.

وأوضحت مارجريت عازر في تصريحات لـ صوت الأمة، أنها لم تتقدم بمقترح برغبة أو تُجرى مناقشات رسمية مع مسئولين محليين ولا في دولة كوريا الجنوبية، بل أنها ترغب في لفت أنظار المستثمرين لوجود ثروة يمكن من خلالها تحقيق عائد مادي وفي نفس الوقت تقديم خدمة جيدة للوطن وهى التخلص من الكلاب الضالة المنتشرة في الشوارع، التي تتسبب في ذعر بين المواطنين.

وتابعت «عازر»: المقترح الذي أعلنته لم ولن أقدمه لمجلس النواب، بل إنه مجرد لفت النظر لفكرة معينة، إلا انه إذا تمت مناقشته داخل البرلمان اعتقد أنه سيكون أقرب للأدوات البرلمانية لمقترح برغبة عن أنه يمكن أن يكون مشروع بقانون، مشيرة إلى أنه سيحقق عائد مزدوج حضاري وتجاري كما انه سيمنع حالات الوفاة والإصابات الناتجة عن «العقر»، مشددة على أن إخصاء الكلاب الضالة «أمر مرفوض».

وترجع عمليات مكافحة الكلاب الضالة في مصر إلى عام 1950، ويرتب زيادة هذه الكلاب بانتشار القمامة في الشوارع، ووزارة الزراعة ليست الجهة الوحيدة المنوط بها مكافحة الكلاب الضالة فهى ظاهرة اجتماعية على كل أفراد المجتمع المساهمة في القضاء عليها، بحسب ما ذكر الدكتور حامد عبد الدايم، المتحدث باسم وزارة الزراعة، لافتًا إلى أن التعويضات التى تدفعها الدولة للأشخاص الذين وقع عليهم أذى بسبب عقر الكلاب لهم تصل سنويًا 150 ألف جنيه للحالة.

وذكر تقرير إحصائي أصدرته الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، عن حالات عقر الكلاب في مصر، أن إجمالي عدد حالات العُقر الآدمية من الكلاب والحيوانات الضالة بلغت 398 ألف حالة عقر عام 2017 منهم 65 حالة انتهت بالوفاة، وقد بلغ إجمالي حالات العقر خلال الأعوام من 2014 وحتى 2017 حوالي 1.392 مليون حالة.

وتتبع وزارة الزراعة حاليًا، خطة ترتكز على 4 محاور لمكافحة الكلاب الضالة من خلال تحصين الحيوانات في المناطق الأكثر تعرضا للإصابة، بالإضافة إلى تحصين الحيوانات المعقورة والمخالطة والمؤكد إيجابية البؤرة بها بالمجان.

 

 

تعليقات (1)
فكرة عبقرية
بواسطة: محمد
بتاريخ: الثلاثاء، 09 أكتوبر 2018 05:14 م

أماكن كثيرة في مصر و منها مدينة نصر مليئة بالكلاب التي تهدد السكان و خاصة الأطفال .. وقد رأيت أكثر من مرة أطفال في المرحلة الإعدادية أو حتى الثانوية يجرون مذعورين أمام مجموعة من الكلاب و هم يصرخون بشدة لولا تدخل بعض المارة ... و حتى أن بعض السكان أقترحوا تسميم الكلاب ... وطبعا فكرة غير جيدة لما فيه من عدم رحمة للكلاب بالإضافة لما قد يحدث من تسميم لغير الكلاب و لو بشكل خاطئ و غير مقصود ,,, نرجوا من المسئولين حل هذه المشكلة بأسرع وقت .

اضف تعليق