«حرب البرق».. قصة احتلال هتلر لأربع دول أوربية وتدمير مدنها بخديعة ألمانية

الخميس، 11 أكتوبر 2018 10:00 م
«حرب البرق».. قصة احتلال هتلر لأربع دول أوربية وتدمير مدنها بخديعة ألمانية
هتلر
ماجد تمراز

فى شهر أبريل لعام 1940، قرر هتلر تجهيز الـ«فير ماخت» -القوات المسلحة الألمانية- لبدء تحقيق حلم الغزو الذي راوده بعد أن تم رفضه فى كلية الفنون الجميلة لسوء رسمه، وكان قد اجتمع مع قاداته ووضع ما يُسمى بخطة «حرب البرق»، وقد جاء محتوى الخطة من اسمها، فهى حرب سريعة كالبرق، تستهدف غزو الدول الأوروبية ومن بينهم فرنسا، فكان يرغب فى استغلال موارد تلك الدول ومصانعها لاستكمال الحرب.

بدأت حرب البرق بشن هجمات جوية وبرية مُكثفة على الدنمارك والنرويج، وهما إحدى الدول التى تقع على حدود ألمانيا النازية فى ذلك الوقت بعد احتلالها لنصف بولندا، فسيطرت القوات الألمانية على مدينة «أوسلو» خلال يومين فقط، وكان الهدف من احتلال النرويج حينها هو توفير الحديد الذى يخرج من مرفق «نارفيج»، خاصة وأن الحديد أساسياً فى مجهود الحرب التى يشنها هتلر ضد دول الحلفاء التى تستعد جيداً له.

وبعد أن انتهى احتلال النرويج والدنمارك بعد أن أحدثت القوات الألمانية فيهما الخراب، غادر هتلر مقره برلين على متن قطاره الذى يدعى «أميريكا»، وأعلن خلال اجتماعه مع قاداته أن الحرب قد بدأت على فرنسا، رفض هتلر الخطط المقدمة من قاداته للهجوم على فرنسا من خلال اختراق دولة بلجيكا، وقرر وضع خطة أخرى تستهدف عبور غابة أردين مباشرة والتوجه نحو البحر، ثم بعد ذلك يتم اختراق بلجيكا مما يضع جيوش الحلفاء فى موقف صعب بعد أن يتم محاصرتهم من قبل الألمان، ويسمى هذا التكنيك فى الحروب بـ «المنجل».

وقبل أن يبدأ هتلر فى هجومه على أمر فرق المظليين بالهجوم على هولندا وتكثيف الغارات الجوية عليها، وخلال هجومه على هولندا، أمر هتلر آلاته الحربية ومدرعاته باختراق غابة أردين فى بلجيكا، ليفتح بذلك  عدة جبهات فى آن واحد، تحققت خدعة هتلر ضد الجيش الفرنسى الذى ظن أنه سيهجم من جانب واحد فى بلجيكا، وكان هجومه الفعلى عبر أردين، وقال حينها الفرنسيون أن دبابات الألمان لن تتمكن من عبور غابات أردين من خلال تلك الأشجار الكثيفة، وبعد نجاح خدعته قال هتلر :«يمكننى أن أبكى من شدة الفرح».

وعند اجتياح الألمان لبلجيكا، واجهوا عقبة واحدة فقط، وهى حصن «ابن ايميل» المنيع، ولكنهم تمكنوا من تدميره وأكدوا أنهم جيش لا يُقهر، وبعد اجتياحهم بلجيكا، هرب أهلها إلى باريس من خلال عربات الماشية بالقطرات، كما أن سكان الريف بفرنسا غادروا أماكنهم وتركوا ماشيتهم ومنازلهم وتوجهوا إلى باريس أيضاً، وحينها دمر الألمان كل ما قابلوه من مزارع ومستودعات للنفط، وتم قصف المدن شمال وشرق فرنسا وقُتل عشرات الآلاف.

أصبحت الأمور سيئة لجيوس فرنسا وبلجيكا وانجلترا التى أرسلت قواتها لمعاونتهم، فخلال 3 أيام فقط، تقدم الألمان عبر غابة أردين وتقدموا عند خط دفاع فرنسا عند نهر ميز، وتمكمن الألمان من احتلال سيدان فى يوم واحد فقط بعد أن سحقو هذه الجيوش، ودمرت طائرات «ستوكا» القاتلة كل شئ فى فرنسا قبل الوصول إلى باريس، ثم سقطت باريس فى يد الألمان، بعد أن حاصروا الجيوش الثلاثة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة