هل يغلق نادي القصة أبوابه بسبب أزمة مالية؟.. مشكلة الإدارة الثقافية تطل من جديد

الأحد، 14 أكتوبر 2018 09:00 م
هل يغلق نادي القصة أبوابه بسبب أزمة مالية؟.. مشكلة الإدارة الثقافية تطل من جديد
وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم
وجدي الكومي

يواجه نادي القصة أزمة مالية منذ سنوات، تهدد بغلق أبوابه، في وجه الكتاب، والأدباء، بعدما ظل لسنوات حاضنة للثقافة والمبدعين، ويفرخ عبر دورات مسابقته الأدبية مبدعين جدد، ومتميزين.

نادي القصة خلال إحدى ندواته
نادي القصة خلال إحدى ندواته

 

الأزمة كشفها الروائي والقاص نبيل عبد الحميد رئيس النادي الحالي في تصريحات صحفية له، الذي واجه مؤخرا عجزا في الميزانية، جعل إدارة النادي عاجزة عن سداد أبسط التزاماتها ومنها فواتير الكهرباء والإيجار.

ووسط مطالبات من رئيس النادي الروائي نبيل عبد الحميد، لوزارة الثقافة بالتدخل لعودة الدعم المالي، وإنقاذ النادي من تراكم فواتير الكهرباء، وغيرها، تبرز على السطح مشكلة الإدارة للمنشآت ذات الطابع الثقافي، غير الهادفة للربح، حيث تعتمد معظم هذه المنشآت على دخول اشتراكات أفرادها، وفي الوقت الذي لا ينتظم الأعضاء في سداد هذه الاشتراكات، تضطر المنشأة الثقافية للاعتماد على دعم خارجي، يتمثل في هذه الحالة على دعم وزارة الثقافة، وحسبما كشف نبيل عبد الحميد في تصريحات صحفية، فإن النادي كان يتلقى دعما من صندوق التنمية الثقافية مقداره مائة ألف جنيه، وتناقص هذا الدعم خلال السنوات الأخيرة ليصل إلى ربع المبلغ فقط، ثم توقف تماما في العام الماضي.

اللافت أن وضع النادي القانوني هو جمعية أدبية تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، تتولى مراقبته والإشراف عليه، فلماذا تفلس هذه الجمعية؟ في ظل تلقي الجمعيات التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي تبرعات من أعضائها تحميها من العوز، أو الإفلاس، فكيف يتقاعس المثقفون عن دعم النادي، وبعضهم رجال أعمال وناشرين يمكنهم مد اليد والعون للنادي لحمايته وإبقائه.

ومع ما يثقل كاهل وزارة الثقافة من أعباء، يبدو من الضروري البحث عن موارد ومصادر أخرى لتمويل نادي القصة بدلا من انتظار الدعم الحكومي، الذي ربما قد يتأخر نتيجة للإجراءات البيروقراطية، والأفضل أن تتحول تجربة نادي القصة في تلقي الدعم والتمويل لتحاكي تجارب المؤسسات الثقافية المستقلة المصرية، التي تعمل على الأرض، وتستضيف أدباء، وتنظم مهرجانات ثقافية وتحدث تأثيرا ربما يكون أكبر من تأثير نادي القصة الذي خبا في السنوات الماضية.

وربما إذا نظرنا إلى تجربة مؤسسة مجراية الثقافية في الصعيد، التي تصلح دائما أن تكون مثالا على الإدارة الجيدة المنضبطة، لمنشأة ثقافية مستقلة ووليدة، ظهرت في الصعيد، ونجحت في العمل منذ سنوات قليلة.

نجح مؤسسو مؤسسة مجراية بملوي في محافظة المنيا في الحصول على دعم من المراكز الثقافية الأجنبية، كل عام، وروجوا لأنشطتهم عن طريق استضافة أدباء ومبدعين وكتاب، وتنظيم أنشطة في مجالات الموسيقى والمسرح، وكذلك نظموا معرضا للكتاب بات يتطور كل عام ويتوسع إلى أنشطة جديدة، فأسس القائمون على مؤسسة مجراية للثقافة والفنون، نادي شخابيط الفني للأطفال العام الماضي، يهدف إلى تنمية مهارات الأطفال واستثمار طاقتهم عن طريق الألعاب، ويهدف برنامج النادي إلى تنمية مهارات أطفال ملوي في مجال الموسيقى وكذلك تنمية مهارات الأطفال في مجالات الرسم والأشغال اليدوية والألعاب الحركية والترفيهية.

كما أطلقت المؤسسة كورسات لتعليم أطفال ملوي وشبابها وبناتها الآلات الموسيقية، ونمها كورس الكامنجة الذي أطلقته المؤسسة في أكتوبر الماضي.

والحل الآخر الذي يمكن للمسؤولين عن نادي القصة البدء فيه، هو إطلاق حملة تبرعات لإنقاذ النادي من ديونه، وسداد فواتيره، ولو أن الاقتراض لسداد الديون، لن يحل المشكلة، بل سيوجد دائنا آخر غير الدائن الذي يدين له نادي القصة حاليا بهذه الديون.

ولحل مشكلات نادي القصة يجب أيضا مراجعة النفقات التي ينفقها النادي ولا تحقق موارد، أو نقل مشروعات طباعة مجلته إلى عاتق الهيئة المصرية العامة للكتاب، التي بوسعها أن تدعم النادي دعما غير مادي، بتحمل تكاليف طباعة مجلة النادي، وكتابه الفضي.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة